حلم عدنان !!

>
محمد العولقي
محمد العولقي
* يشهد بستان "الكمسري" وأغصانه والورود على المعزة الخاصة التي يحتلها "الباشمهندس" عدنان الكاف في قلبي .. ليس لأنه يذكرنا سنويًا بزميلنا الراحل إلى جنة الخلد بأذن الله تعالى "عادل الأعسم" فقط، ولكن لأن يده الممدودة للخير تسبق أعماله، فهو لم يجعلها مغلولة على عنقه كما أنه لم يبسطها كل البسط .. لكنه زاوج بين "الحاجة" و "الفاقة" فتسرب دعمه الخيري إلى وريد وشريان حياة الرياضيين المهمشين !.
* والآن بعد أن تبين لنا "الغي" من "الرشد" يبرز "عدنان الكاف" كرجل أعمال يضبط "بوصلته" على الرياضة في إشارة إلى أنه كان لاعبًا لكرة القدم سابحًا في بحر "الهواية" بالبرتقالي والأحمر .. ولأن الكرة تجري في دمه بدرجة اندفاع "البلازما" نفسها والصفائح الدموية .. فإنه ظل ملتصقًا بخد "الكرة" داعمًا ومرشدًا ودليلاً في أوقات العسر !.
* عندي قناعة بأن رجال الأعمال في "اليمن" مثل "القرع" يثمر خارج الحدود .. ربما بحكم "التركيبة" و"ثقافة" المحيط .. فالذين يرفضون استثمار جزء من أموالهم في الرياضة هم ذاتهم الذين يعانون من "تشنجات" و "مركب نقص" بحكم أنهم يرون الرياضة رجسًا من عمل الشيطان ووكلائه !.
* بعكس المهندس "عدنان الكاف" فهو رجل ذو تركيبة رياضية .. يمارس الاستثمار والتسويق بأحدث الطرق العلمية وأجداها .. وعندما يخصص معظم وقته لهموم الرياضة ومتابعة ناديه "التلال" بقرون الاستشعار عن بعد .. فلأنه يستوعب أن محيطنا في أمس الحاجة للفكر المتقد البعيد عن "طلاسم" السياسة التي دمرت رياضتنا وألغت هويتها تمامًا !.
* ولعدنان الكاف وجهان مشرقان بهيا الطلة والطلعة .. وجه جلي المعالم .. واضح القسمات .. فهو موسوعة في "الاقتصاد" وعقلية فذة في "الاستثمار" وقضايا التسويق .. يغربل الأرقام ويطحنها ويعجنها في مخزن الذاكرة لتنتج أفكارًا "كمالية" سرعان ما تقفز من الأحشاء إلى الواقع كمشاريع ناجحة توفر فرص عمل للعاطلين أصدقاء "البطالة" !.
* رسم له أبوه الطريق ليصبح "منارة" في الاقتصاد وفي "الماركيتنغ" أو ما يعرف نظريًا بالاستثمار والتسويق .. فألتقط خيط "الرعاية" من الوالد .. ومشى على مجموعة شهب ونيازك .. ليصل إلى "مجرة" النجاح .. ملتزمًا بقانون الصفات الحميدة واليد العفيفة رغم أنه يعيش في بحر متلاطم لا بأس أن يتحول فيه إلى "طوربيد" متفجر ينسف كل "قرصان" تسول له نفسه الخروج عن نص الشرف الرفيع .. وأغلى من الشرف ما فيش كما كان يردد الممثل "توفيق الدقن" !.
* تعرفون وتسمعون عن رجال أعمال من فصيلة "حمران العيون" باعوا الأصابع وخلوا الجسم للديدان .. يغسلون أموالهم في مشاريع "مشبوهة" تفضح نواياهم .. وتعرفون كيف كبروا .. وكيف تحولوا بين عشية وضحاها إلى "حيتان" .. تتغذى على النهب والسرقة واللصوصية ؟! .. والحمد لله أن هؤلاء "المتحورين" بعيدون عن "الرياضة " .. وإلا لكانت المصيبة أعظم وأقسى من هزيمة ثعلب الصحراء في موقعة "العلمين" في الحرب العالمية الثانية !.
* معرفتي بعدنان ليست بعيدة .. ولقاءاتي به محدودة للغاية .. لكن الرجل الذي يعطيك من طرف لسانه حلولاً اقتصادية لمشاكلنا الرياضية .. رجل ذكي ما أن يلمس التراب حتى يحوله إلى ذهب خالص .. وهو رجل متفائل .. ومن أنصار الشاعر "إيليا أبو ماضي" الذي قال يوما: كن جميلاً ترى الوجود جميلا !.
* وعدنان له غريزة خاصة ترصد النجاح وتتعقبه كقناص محترف بحس مهاجم يعرف كيف يختار أقصر الطرق للوصول إلى المرمى .. وهو رجل ذو أنف متمرد يشم رائحة المجد والنجاح بطريقة تضعك وجهًا لوجه مع "معادلة" الاستثمار كفن لا يعزف على أوتار قانونه إلا أستاذ في المعاني .. فتنهال عليه التهاني كرجل أعمال ناجح بدرجة مدهشة في التفاني !.
* ولأن "عدنان" ليس بالضرورة أن يكون له من الأحرف الأبجدية سوى "الكاف" .. ولأنه أيضًا يستمد نبضه الرياضي وجذوره العملي من الدعم "العقلاني" للفرق الشعبية المحرومة من "التمويل" .. فإنني أجدها فرصة أن يهتم "الكاف" بالرياضة من منطلق تسويقي بحت كحالة نادرة ربما في الوطن العربي ككل !.
* في تصوري أن الوقت قد حان لأن يبحر "عدنان" بعقليته الاقتصادية في عالم الاحتراف الرياضي .. من خلال ركوب موجة المغامرة .. وإنشاء نادٍ رياضي يهدف إلى تكوين اللاعبين الصغار وإعدادهم للتسويق الداخلي .. من خلال "فلسفة" عملية وعلمية بسيطة تعتمد على إشهار نادٍ "خاص" يمكن أن يساهم فيه القطاع الخاص من خلال "بروتوكول" تعاون يعود بالفائدة على اللاعبين أولاً والرياضة اليمنية ثانيًا والنادي ثالثًا !.
* ورجل بارع الفكر ومتسع الأفق مثل "عدنان" قادر على إبرام صفقات دعائية وشرائية مع جهات تدفع بالرياضة إلى "جنة" التسويق القائم على أسس وضوابط .. تمكن الشبل من ملامسة عالم الاحتراف بعقلية "متوازنة" وبطاقة نظيفة بعيدة كل البعد عن "العوادم" التي تلوث أنديتنا اليمنية ! .. هذا المشروع التسويقي أهم وأجدى من وجهة نظري من تبديد طاقة الدعم في رئاسة نادي سيكون مصيره مصير آخر المحنشين للحنش .. كما يقول الرواة في باب اليمن !.
* يمكن للرجل أن يبني تصوراته أولاً على "عدن" .. ففيها من المقومات ما يجعلها في "عين" التجربة .. وعلى ثقة أن النادي الاستثماري سيصيب نجاحًا بعد حين .. خصوصًا إذا كانت البداية "جادة" تتلاقح فيها "فلسفة" الخبراء بواقعية الاقتصاد .. وعلى ثقة أن التجربة الفريدة من نوعها ستجد الكثير من "صغارنا" .. في وقت ستتحول الساحة إلى ميدان خصب للمدربين الأكفاء الذين يعرفون أسرار تدريب "الصغار" وأعداهم نفسيًا ليستوعبوا حجم التجربة الجديدة !.
* أترك مقترحي يتنامى على طاولة "عدنان الكاف" .. فالنادي المقترح سيحل الكثير من أزمات "التسول" و "التشرد" .. كما أن "الصغار" في كرة القدم تجارة رائجة في العالم تحددها القوانين والضوابط .. ويمكن للنادي أن ينهل من نهر مدارس عالمية ولدت لهذا الغرض .. ولا مانع من عقد اتفاقيات مع أكاديميات للصغار طالما والسماء مفتوحة لتستوعب حلم "الكاف" .. عندها لن يمل "عدنان" من سماع أغنية المطرب الراحل فيصل علوي: (الحب أصله سعادة .. يا بخت من هو سعيد .. واللي حرم من وداده متعوب عيشه نكيد) !.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى