قـصـة شـهـيـد " أحمد حيدرة الحسني"

> خديجة بن بريك

> يحكي أن شهيدا كان يدعى أحمد حيدرة الحسني (20 عاماً) من أبناء حي عمر المختار، استشهد في جبهة جولة السفينة.. يقول أصدقاؤه “لم يكن لأحمد سلاح إلا أن أحد أصدقائه كان لديه سلاح فيتناوبان عليه هو وصديقه.
كانت مهمة أحمد الرئيسية هي تأمين الغذاء الذي تطبخه أمه للشباب المرابط في الجبهة، وكذا إسعاف الجرحى من الجبهة ونقلهم إلى المستشفى، وأصبح أحمد معروفا عند الطاقم الطبي والتمريضي في مستشفيات عدن الحكومية والخاصة وأصبح من أشهر المسعفين.
الشهيد أحمد كان أحد أبطال المقاومة في جبهة جولة السفينة التي شهدت أشد المعارك وأشرسها، واستشهد الكثير من الشباب فيها برصاص القناص الغادر الذي كان يتربص بشباب عدن وينتظر لحظة الانقضاض عليهم.
تقول شقيقته لينا الحسني: “لم ولن أنسى شقيقي الشهيد أحمد.. ما زلت أتذكر كل تفاصيل حياته، حيث كان يملك قلبا طيبا، فمنذ أن كان صغيرا وهو يعمل على مساعدة الآخرين.. وفي أحد أيام الحرب والمعارك مشتعلة اتصل صديقه وطلب منه المساعدة فما كان من شقيقي إلا تلبية الواجب فذهب رغم القصف الشديد، وتعرضت السيارة التي كان يقودها لإطلاق نار، ولم يثنه ذلك عن مساعدة صديقه، فالعمل الإنساني كان يجري بدمه”.
تضيف شقيقته: “في تاريخ 8 /4/ 2015م استيقظ أخي أحمد باكرا وتناول الفطور وطلب من أمي أن تدعو له وخرج وبعدها أبلغنا أصدقاؤه بأنه بدأ بإسعاف الجرحى حيث كانت المعركة شديدة جداً، فقد قام أحمد بإسعاف الجريح الأول ثم الثاني إلى أحد المستشفيات، وسقط جريح ثالث ولم يستطع أحد سحبه حاول أحمد أن يسحبه وكان شجاعا ولم يخف، فأثناء سحب الجريح سقط أحمد بجانبه فكانت رصاصة قناص غادرة أصابته إصابة مميتة”.
تقول إحدى الممرضات التي كانت في المستشفى إنها أصيبت بصدمة ولم تستطع أن تتمالك نفسها، “المسعف تم إسعافه، قبل أقل من ساعة هو من كان يسعف الجريح تلو الجريح!!”.. إلا أن أحمد استشهد.. وهذا ما تمناه.
الشهيد أحمد ترك الجيتار الذي يعشقه وأخذ السلاح ليواجه عدوا غاشما، حاول أن يدمر معشوقته عدن، فعزف أحمد بسلاح صديقه الذي كان يتناوب عليه سمفونية الحرية والسلام لمدينة السلام والحرية والتعايش (عدن).. فلم يكتف بالعزف لها، وإنما سقى ترابها بدمه الطاهر.
خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى