لمصلحة من تمييع فكرة مهرجان القمندان؟!

> محمود المداوي

> كما هو الموسوم بلقبه الخالد ذائع الصيت “القمندان” عزيز وغال على لحج وأهلها، وهو أيضًا أشهر من نار على علم داخل وطننا وخارجه.
نعم.. إنهُ أحمد فضل بن علي العبدلي القمندان، الأمير الإنسان، وهو في الوقت نفسه الإنسان الأديب الشاعر والناثر، والفنان والمؤرخ والمُزارع، وهو القائد العسكري بلقبه “القمندان”.
وهذه حقيقة ثابتة ومؤكدة ويُعدّ الجدل فيها مضيعةً ليس للوقت فحسب، بل للجهد وللعملية الإبداعية المعول عليها، ولاسمه وبرمزيته الدالة من خلال مهرجان القُمندان الثقافي المُزمع إعادة تنظيمه كما ورد في وسائل إعلامية محلية، وهنا تجدني تعمدت إضافة كلمة الثقافي إلى كلمتيّ مهرجان القُمندان، فيا ترى ماذا تعني هذه الإضافة؟ وهل هي إضافة زائدة أم إضافة ذات معنى؟ ولابد منها كضرورة ولها فائدتها التي تبررها.
يتلبس البعض اعتقاد - ولا أقول فهمًا قاصرًا - من أن احتفالية مهرجان القُمندان قد تأسست فكرتها لتكن خاصة ومُختصرة في شخص هذا العلم الكبير دون سواه، ووجدناه راح يبني تصوره ومفهومه بقوة في هذا الاتجاه، وهو اتجاه لا أقول عنه إلا أنهُ اتجاه قاصر أيضًا، بل ويُصيب الفكرة التأسيسية للمهرجان وخطوطها الرئيسية والفرعية في مقتل، وهذه حقيقة لمسناها عن قرب وبألم في المهرجان الثالث، الذي أُقيم في موعد غير الموعد المُحدد إذ تم عمدًا، بل وأقول قسرًا ولأسباب سياسية إقصاء واستبعاد غالبية أعضاء اللجنة التحضيرية في المهرجانين الأول والثاني، وهم من المؤسسيين للمهرجان، مما أفقد المهرجان جاذبيته وقاعدته الجماهيرية التي وجدت فيه محاكاة باهتة، بل وفاشلة أضرت ليس فقط بسمعة القمندان الشخصية، بل وبرمزيته الدالة، وأساءت كثيرًا للحج وموروثها المُتعدد الجوانب، والذي هيأت فكرة إقامة المهرجان لإحيائه وإعادة اكتشافه وقراءته من جديد بفكر وروئ جديدة وأكثر إبداعًا.
للأسف الشديد، يحز في النفس أن نرى اليوم عودة لهذا الاتجاه المُدمر لفكرة مهرجان القمندان كفكرة ضيقة الآفق والروية، واستغلال ما نحن فيه من ظرف عصيب، بل وتجيير هذه الفكرة الثقافية والغاية الإبداعية النبيلة لحسابات لا علاقة لها بالإبداع والثقافة لا من قريب ولا من بعيد، وإنما هي الفهلوة والشطارة، ولهذا تجدني هُنا - وبكل حرص حقيقي وصادق - ألفت انتباه كل من مروان دماج وزير الثقافة في الحكومة الشرعية وقيادة السلطة المحلية مُمثلة بالدكتور ناصر محمد ثابت الخبجي محافظ محافظة لحج، ومعهم المعني الأول بالمهرجان وفكرته الدكتور مُبارك سالمين رئيس اتحاد الأدباء والكُتاب اليمنيين، وكلّ من يهمه أمر الثقافة والتراث الوطني بإعادة الأمور لنصابها وإرجاع الحق لأصحابه في اتحاد الأدباء والكُتاب في فرع لحج، إذ أن فكرة تأسيس هذا الحدث الثقافي الكبير انبثقت من الفرع ومن عصارة فكر وإبداع رموزه الذين مازال كثير منهم يعيش مقصيًا بين ظهرانينا، ويرون ما حل ويحل بمهرجانهم من عبث وتطفل وعشوائية، لا هم لها إلا تشويه كل ما هو جميل وإبداعي في حياتنا العامة والخاصة على حد سواء.
محمود المداوي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى