قصة شهيد.. غمدان صالح محسن عبادي (حلم لم يتحقق)

> تكتُبها: خديجة بن بريك

> كان طالبا مجتهدا ونشيطا ومتفوقا، لديه أحلام كثيرة، يخطط لمستقبله بعد التخرج الذي لم يتبق له آنذاك إلا أشهر معدودة، هي أحلام رسم فيها خطة لمستقبل هو وصديقه المقرب له.. كانا يحلمان بعد تخرجهما بإقامة مشروع صغير يجعلهما يواجهان مصاعب الحياة، مشروع يبدآن به حياتهما للعيش باستقرار.
الشهيد غمدان صالح محسن عبادي - في العشرينات من عمره - كانت بضعة أشهر تفصله عن نيل شهادة التخرج من كلية العلوم الإدارية قسم (محاسبة)، هو وصديقه المقرب والملازم له طارق أحمد سالم.
وفي بداية حرب 2015 التي أشعلتها مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح قام الشهيد غمدان مع شقيقه وزملائه: فادي العقربي، محمد صالح شيخ، أشرف ماطر وطارق أحمد بنصب نقاط ولجان أمنية على مدخل مدينة الشعب بمديرية البريقة وبين حاراتها وفي المنشآت الحكومية للحفاظ عليها وحمايتها من السرقة، إلى جانب مشاركاتهم في جبهة القتال في منطقة بئر أحمد لصد جحافل الحوثي وصالح التي كانت تحاول اجتياح بئر أحمد لتنطلق منها إلى مديريات البريقة والمنصورة والشيخ عثمان وباقي مدن محافظة عدن التي لم يستطيعوا السيطرة عليها.
يقول شقيقه الجريح أمجد: “كنا نواجه العدو بأسلحتنا الخفيفة الشخصية، قاومنا البغاة الحوثيين بكل ما أوتينا من قوة دون كلل أو خوف، لم نكن نهاب الموت عند تصدينا للعدوان الغاشم على عدن، كنا نتمنى الشهادة في سبيل الدفاع عن الدين والأرض والعرض.
وفي إحدى المعارك شنت علينا مليشيات الحوثي وقوات نظام صالح هجوما قويا بمختلف الأسلحة والآليات العسكرية الضخمة التي تمتلكها، فبدأت جبهتنا في بئر أحمد تتراجع قليلا إلى الخلف، كان العدو يرمينا بالسلاح المتوسط والثقيل بينما كنا نستخدم السلاح الخفيف، وكانت الذخيرة لدينا قليلة، ما اضطرنا إلى التراجع للخلف، وعندها طلبنا تعزيزا من الشباب والسلاح والذخيرة من الجبهات الأخرى، ووصل التعزيز سريعاً، حيث وصل إلينا عدد من شباب المقاومة من الجبهات الأخرى وكان ضمنهم أخي الشهيد غمدان وصديقه طارق سالم”.
وأضاف: “بعد التعزيز الذي وصل إلينا تحمسنا وكانت حينها المعركة قوية جدا، حيث كانت المليشيات تحاول الاجتياح والتوغل إلى المنطقة، فشنت علينا هجوماً عنيفاً وكان صدنا لها أقوى من السابق.. كان أخي غمدان في تلك المعركة يقاتل بشجاعة وكان في مقدمة الصفوف لا يهاب الموت، وكثفت المليشيات الحوثية هجومها وسقطت العديد من قذائف الهاون بالقرب منا، فأصيب أخي غمدان إصابة بالغة وكذلك أصبت أنا واثنان من زملاء أخي غمدان هما: عبد الرحمن عبدالله وأحمد محمد فضل”.
وأردف أمجد بالقول: “وأثناء إسعافنا إلى مستشفى “المصافي” بالبريقة أنهالت المليشيات بالرصاص علينا من كل جانب، وقبل وصولنا إلى المستشفى فارقت روح أخي غمدان جسده، فقد كانت إصابته خطيرة حيث اخترقت شظية كبيرة منطقة الخصر وكسرت العمود الفقري إلى جانب شظايا في اليد والرجل اليسرى.. فلم يتحمل طارق (صديق الشهيد غمدان) مفارقته فظل يحارب بحماس كبير ويريد أن يثأر لصديقه المقرب “الشهيد غمدان” حتى انتصرنا على العدو، وبعد الانتصار قام محافظ عدن آنذاك “الشهيد جعفر محمد سعد” باختيار طارق كمرافق شخصي له وبدأ يعمل معه واستشهد طارق في تفجير موكب المحافظ جعفر”.
الشهيدان غمدان وطارق جمعهما صداقة الدنيا ومقاعد الدراسة وركن الحي وحلم لم يتحقق، فقد استشهد غمدان صالح محسن عبادي بتاريخ 6 /6 /2015م واستشهد صديقه طارق أحمد سالم بتاريخ 6 /12 /2015م، كما جمعهما أيضا تاريخ الاستشهاد نفسه (6).
نسأل الله أن يجمعهما في الجنة ويتقبلهما شهيدين ونسأل الله أن يشفي الجريح أمجد شقيق الشهيد غمدان الذي مازال يخضع للعلاج من الإصابة التي أصيب بها يوم استشهاد أخيه غمدان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى