سبب النصر أو الهزيمة

> مازن الشحيري

> العجز وعدم الحيلة فى الوطن ليس بأن لا تكون لدينا طائرات ودبابات وجيوش وأموال ومؤسسات وإمكانيات جبارة رغم أهميتها الكبيرة لكنها لا تجعل الشعب عاجزا.
لكن العجز هو عندما لا تكون لدينا أهداف، لا تكون لدينا قضية، لا تكون لدينا غاية وطنية نسعى لتحقيقها.. فإذا اختفت تلك الأشياء حينها نحن عاجزون عن فعل أي شيء.
تذكروا معي عندما كنا لا نمتلك أي شيء، حتى الأسلحة الشخصية لا نمتلكها ولا نحضى بدعم أية دولة عربية أو إقليمية ولا حتى نمتلك دعما إعلاميا من أي من وسائل الإعلام، ولا نمتلك غير هدفنا وقضيتنا الجنوبية العادلة فقط، لم تغن ترسانة عفاش وجيشه وتحالفاته التي إلى الآن صامدة في الشمال لم تغن عفاش تلك الترسانة عن هزيمتنا أو كسر عزيمتنا فى بداية مشوارنا النضالي من 2007 إلى هذه اللحظة، بل كانت الغلبة واليد العليا لنا.
وحتى عندما اندلعت الحرب في 2015م رغم وجود دعم ومساندة من أشقائنا فى دول التحالف العربي لم يتحقق النصر إلا بوجود هدف جنوبي مجمع عليه الشعب في الجنوب، عكس ما حصل في المناطق الشمالية رغم وجود نفس الدعم وربما أكبر، لكن النصر تحقق هنا وهنا فقط بسبب وجود قوة الشعب الحقيقية وهي نضاله وإجماعه على هدف وقضية وطنية عادلة، هذه هي الحقيقة ولا توجد حقيقة غيرها.
يا شعب الجنوب العظيم لا تستمعوا وتنجروا وراء مسميات أخرى بحجج مختلفة وشماعات متعددة هدفها الحقيقي شرذمتكم لا غير، وتتركون قوتكم الحقيقة التي تحولت للأسف من هدف سامٍ إلى وسيلة يستخدمها البعض لتحقيق مكاسبه ورغباته.. فوالله لو امتلكنا كل أنواع الأسلحة وكل أنواع الدعم والمساعدات في ظل تخلينا عن قوتنا وهدفنا ووحدة أبناء الجنوب فإنها لن تغني عنا شيئا، كما لم تغن عنا في صيف 94 عندما كنا نمتلك صواريخ الأسكود وطائرات الميج والدعم الخليجي لكن كنا نفتقر لبعضنا البعض نفتقر لتماسكنا ونفتقر لأهدافنا الوطنية وللولاء لوطننا الجنوبى الجريح، فولاءاتنا كانت منقسمة وكانت النتيجة لتلك الحرب وثمنها باهظا لكل من وقف مع ذاك الطرف أو هذا الطرف، أو من وقف موقف الحياد، فالكل انكوى بنارها ونتائجها إلى هذه اللحظة والكل يدفع الثمن لتلك الانقسامات.
وأنا هنا أناشد الكل الابتعاد عما نراها أمامنا من تشكل لولاءات وتكتلات وكلها تحت شعار استعادة الجنوب، فإن الجنوب لن يعود بتلك الطريقة حتى ولو امتلكنا سلاحا نوويا، لن يعود الجنوب إلا إذا كان ولاؤنا لله أولا ثم للوطن، وطز بأكبر كبير إذا كان بقصد أو بغير قصد يعمل على تقسيمنا تحت أي مبرر وتحت أي إغراءات.
لا تأخذكم العاطفة ولا النزعة المناطقية لتبرير تلك الأعمال، فالكل سيندم في الأخير ولن تنفعنا الأسلحة أو الأموال رغم أهميتها للحفاظ على الوطن لكن بالطرق الصحيحة تحت إطار وهدف وولاء وطني موحد، فالشعب الذي يمتلك عصا وحجارة مع قضية وطنية صادقة ينتصر وإن طال الزمن، وأما الشعب الذي يمتلك مدرعات وطائرات ولا يمتلك هدفا ولا ولاء وطنيا فنهايته الفشل والندم وإن طال الزمن.
كلامي هذا ليس من باب الإحباط وإنما من باب مراجعة النفس وإصلاح المسار الوطني لبلادنا والترفع عن صغائر الأمور وتغليب مصلحة الوطن على كل مصلحة، فنحن والحمد لله لازلنا بخير كبير والمطلوب عدم التوقف أو الإحباط رغم كل الصعاب.. فكما تجاوزنا مراحل سابقة بتلاحم وإصرار ووحدة هذا الشعب سواء في السلم أو في الحرب سنجتاز المراحل الحالية والقادمة بإذن الله مهما كانت التحديات.
وأخيرا أقول لكم إن كل الثوار في العالم وحتى الأنبياء والمرسلين انتصروا رغم أنهم مستضعفون في الأرض، ولكن لصدق قضيتهم ونبل أهدافهم دائما هم المنتصرون رغم جبروت وقوة أعدائهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى