ذكرى أكتوبر بعدن.. فعاليتان وساحتان وما بينهما تحرير واستقلال.. احترام الرأي المخالف والقبول بالآخر كان المبدأ الذي أكد عليه المحتفلون في كلّ من المعلا وخورمكسر

> تغطية / علاء عادل حنش

> احتفل أمس الجنوبيون بالذكرى الـ54 لثورة 14 أكتوبر المجيدة في ساحتي: الشهيد مدرم بالمُعلا والعروض بخور مكسر في العاصمة عدن، فتوحد الهدف المتمثل بالاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية بكامل سيادتها، لكن وجدت بعض الاختلافات والتباينات التي أوصلت رسالة للعالم فحواها مدى الوعي الذي وصل له الجنوبيين بتقبل بعضهم البعض، وبإقامتهم لفعاليتين في ساحتين مختلفتين بيوم واحد جمعتهما ذكرى أكتوبر المجيدة، بالإضافة للهدف المنشود المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو 1990م.
«الأيام» بدورها نزلت للساحتين، وأخذت آراء قيادات عسكرية في المجلس الانتقالي ومكونات الحراك الجنوبية في ساحة الشهيد مدرم بالمُعلا، إلى جانب بعض القيادات العسكرية للمقاومة الجنوبية في ساحة العروض بخور مكسر في العاصمة عدن.
*شارع الشهيد مدرم بالمُعلا
بدأنا لقاءاتنا مع القيادي في المقاومة الجنوبية العقيد الطيار عادل الحالمي الذي تحدث عن فعالية 14 أكتوبر بأنها الفعالية المجيدة بالنسبة للشعب الجنوبي التي سطرت أمال شعب وحققت ما كان شبه مستحيل.
صورة عامة من ساحة الشهيد مدرم بالمُعلا
صورة عامة من ساحة الشهيد مدرم بالمُعلا

وأضاف الحالمي: "والآن بفضل الله ثم بفضل مساعدة الأشقاء في دول التحالف العربيَّ تمكنا من إنجاز الثورة الأخرى، والاستقلال شبه التام".
وأردف: "بخصوص الفعالية ووجود فعاليات أخرى، فلا توجد مقارنة بين الأرض والسحاب، ولا يوجد عبء بالفعاليات الأخرى مقارنةً بهذه الفعالية".
وأكد الحالمي أنهم يحترمون الرأي الآخر، وتمنوا بأن يكون من في ساحة العروض قد شاركوا بالاحتفال بذكرى 14 أكتوبر معًا في ساحة واحدة، ولكنهم يحترمون رأيهم واتجاهاتهم التي هي الأخرى لا تحيد عن هدف الاستقلال.
وأشار إلى أنهُ لا توجد أي اختلافات، وأنهم متوحدون في الهدف المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية رغم اختلاف الآراء.
العقيد عادل الحالمي
العقيد عادل الحالمي

وقال الحالمي: "أتمنى من القيادة في المجلس الانتقالي التوسع في المحافظات الجنوبية كافة"، مؤكدًا بأن رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزُبيدي ونائبه الشيخ هاني بن بريك أعطياه الضوء الأخضر بالاجتماع بكافة قيادات المقاومة الجنوبية والجلوس معهم تحت إشرافه الشخصي لمناقش الأوضاع.
وأردف: "سنجلس مع قيادات المقاومة الجنوبية لنتناقش بأن نكون سندا وداعما للمجلس الانتقالي الجنوبي، وألا نكون في طريق آخر".
وختم الحالمي حديثه لـ«الأيام» بالقول:"ان شاء الله الأيام القادمة ستبشر بالخير، ويجب أن نتفاءل بالخير".
فيما تحدث عضو المجلس الأعلى للحراك الجنوبي في محافظة لحج الأستاذ طلال محمد عبد الله سعيد قائلا: "أُشارك في الفعالية بصفتي مواطن أبحث عن وطن سُلب مني في حرب 94، ومنذ عشر سنوات وإلى اليوم تكتمل العشر السنوات عن بحثنا عن الوطن".
وأضاف: "جاء التحالف العربيَّ ليساعدنا، ولهُ أهدافه الخاصة به، لكن أهدافنا نحن تقاطعت مع اهداف التحالف العربيَّ، وهذا التقاطع ليس تقاطعًا أبديًا، ولكننا سنختلف مع التحالف العربيَّ إذا استمرت الأوضاع كما هي، خدمات معطلة ومواطن مسحوق وغلاء معيشي وانقطاع مرتبات وتهميش للقضية الجنوبية وإن كانت تذكر".
وأردف: "ربما التحالف يذكر قضيتنا الجنوبية في المناسبات فقط، لكنها لا تذكر بصميم القضية، ولا نرى قضيتنا الجنوبية تُطرح على طاولة الحوار بقوة".. وأضاف بأنهم يشعرون بأنهم كانوا طيبين لدرجة كبيرة قائلًا: "قدمنا دون أن نأخذ، وضحينا بالشهداء والجرحى وما زال الدم الجنوبي يسقط خارج حدود الأراضي الجنوبية لعام 1990".
وقال أيضا: "لكن ومع ذلك وبما أن الشعب الجنوبي مقتنع بقيادة المجلس الانتقالي - مع تحفظي على كلمة الانتقالي - لكنهُ مفوض من الشعب بالطريقة المتاحة، وهي الاحتشاد بالميادين، وهي نفس الطريقة التي كونّا بها الحراك الجنوبي في 2007م، والآن تكوّن المجلس الانتقالي، وإن شاء الله يكون الانتقالي عند مستوى تطلعات وآمال الشعب الجنوبي بنيل الحرّية والاستقلال".
وأشار إلى أنهم لن يقبلوا أن يكون هناك أي وصاية على أرض الجنوب، وأنهم مع إرادة الشعب الجنوبي في اختيار شكل الدولة وقيادتها والنظام السياسي.
وأكد بقوله "إن إقامة فعاليتين لا يدل على انقسام الجنوبيين، فالقاعدة العامة للجنوبيين موحدة والمتمثلة باستعادة الدولة الجنوبية، ولكن الحاصل هو صراع قيادات، ونحاول أن نحلها بالطريقة المناسبة والقيادات كلٌ يريد أن يستخدم الشعب، فالموجودون في خور مكسر اتضح حجمهم الطبيعي شعبيًا، لكن السؤال الذي يحتاج لإجابة من يدعم هؤلاء؟ فإذا كان المجلس الانتقالي مدعومًا من دول التحالف، فمن يدعم هؤلاء؟".
مضيفًا "الموجودون بخور مكسر ناضلوا ولا خلاف على ذلك، ولهم رصيدهم النضالي".
وواصل طلال حديثه لـ«الأيام» "الهدف من كل ما ذكرته سلفًا إضعاف الجسد الجنوبي وتقسيمه لاجزاء بحيث تُفرض عليه مشاريع لا يقبلها، وهو ما نراه الان من انعدام للاحتياجات المعيشية من كهرباء ومياه وانعدام المرتبات وغلاء الأسعار وهذا كله لاجل ان يصل الشعب للبحث عن الاستقرار بأي شكل من الأشكال وينسى قضيته، ولكن ان شاء الله طريقة (فرق تسد) لن تستمر".
ساحة العروض بخور مكسر
ساحة العروض بخور مكسر

وخاطب دول التحالف بأنها إن أرادت جنوبا يقف لجانبها فلابد أن تخلق جنوبا قويا ونظاما سياسيا له قاعدة شعبية عريضة، قائلا "أما أن خلقت كيانا سياسيا مزروعا فالشماليون سيعزفون على هذا الوتر، وسيدقدقون مشاعر المحرومين والمطرودين والمنبوذين، وسيعود التاريخ ليكتب نفسه من جديد، كما كنا قبل الوحدة (شمال وجنوب) متصارعين، ولن تستقر لا المملكة العربيَّة السعودية ولا دول التحالف ما دام الجنوب غير مستقر بنظام سياسي له قاعدة شعبية عريضة يُنتخب بطريقة ديمقراطية. وتابع: "يجب أن ينعم الجنوب بالعيش كما تنعم دول التحالف بالعيش مع اختلاف النظام السياسي، فنبقى أشقاء ذات دين ولغة واحدة".
وختم عضو المجلس الأعلى للحراك الجنوبي بمحافظة لحج بالقول: "نحن فوضنا المجلس الانتقالي لكن يجب أن يكون عند مستوى المسؤولية وبسعة الجنوب الجغرافية وبتنوعه أبنائه سياسيًا، وأرى أنها بادرة طيبة إن ضممنا في الانتقالي الموتورين من النظام السابق، وليس كل من اختلف معنا عدو، ففي النهاية سنبني دولة ديمقراطية، أما إن كنا نريد بناء دولة ديكتاتورية فالطريق مسدود، وسيظل الدم الجنوبي يسيل حتى نستقر على نظام سياسي له أكبر قاعدة شعبية".
فيما يقول العقيد المتقاعد علي فريد مساعد إنهم جاء ليمثلوا الجنوب وأبناء الجنوب أمام العالم كله، وقال: "نحن كمضطهدين والمسلوبة حقوقنا نقول للجميع إن لنا قيادة ولنا أهداف ومبادئ سنناضل من أجلها حتى الاستقلال".
وأضاف بشأن إقامة فعاليتين: "هذه غوغائية، وشارع مدرم مكتظ بالجماهير وهي الساحة الاساسية المتمثلة بالمجلس الانتقالي". وختم بالقول: "رسالتنا بأن الشعب الجنوبي موجود بشكل كامل تحت قيادة المجلس الانتقالي، وسنناضل حتى تحقيق هدفنا المنشود باستعادة الدولة الجنوبية".
أما العقيد نصر محمد قاسم (أبو الأحرار) فقال: "من ساحة مدرم بالعاصمة عدن نحتفل بذكرى أكتوبر المجيدة التي دحرت الأمبراطورية العظمى من أرض الجنوب". وأضاف: "نحن مستعدون وثابتون حتى ننال الاستقلال الثاني للثورة الجنوبية، ونقول للعالم العربيَّ والإسلامي والجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي أن يراجعوا قرار (924 ، 931) الذي تم فيه فك الارتباط بإعلان حرب 1994م، ونطالبهم اليوم بأن يعطونا دولتنا كما عاهدوا العالم، ونحن هنا لن نهدأ أو نرتاح حتى استعادة دولتنا كاملة السيادة".
وختم حول إقامة فعاليتين: "دعانا المجلس الانتقالي الذي فوضه شعب الجنوب لأول مرة في التاريخ برئاسة اللواء عيدروس الزُبيدي ورفاقه"، واصفًا من في ساحة العروض بأنهم "يمثلون الشرعية".
*ساحة العروض بخور مكسر
بعدها انتقلنا لساحة العروض بخور مكسر التي لم يكن الحشد فيها كالذي في شارع مدرم بالمُعلا، والتقينا بنائب مدير أمن عدن القيادي علي ناصر أبو زيد الكازمي الملقب بـ(أبو مشعل الكازمي) الذي قال: "يحتفل شعب الجنوب بالذكرى الـ 54 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، وهذا عُرس وطني، وما تعدد الساحات إلا نوع من الديمقراطية التي يتمتع بها شعبنا الجنوبي، وهي ليست خلافات وإنما حرية التعبير في كل ربوع وطننا الغالي".
القيادي علي ناصر
القيادي علي ناصر

وأضاف لـ«الأيام»: "لا توجد لدينا أي اختلافات، فالعلم واحد والعاصمة واحدة والقضية واحدة، فقط يوجد اختلاف في الرؤية السياسية، فهذا يريد ضمانات، وهذا حصل عليها".
وأكد الكازمي بأن هناك لقاءات قادمة مع قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي وقال: "سنلتقي بهم مثلما التقينا بالشرعية وعملنا معها، فالجنوب ليس محصورًا على أشخاص، فقضية الجنوب قضية الأرض والإنسان".
وأشار إلى أن من يعمل في الشرعية هم جنوبيون ومن يعمل في المجلس الانتقالي هم جنوبيون، وبإذن الله نكون جميعًا يدا واحدة ونسيجا واحدا حتى نحقق الهدف المنشود المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية.
وأضاف: "علمنا بأن الانتقالي شكل دائرة تتخاطب مع كل القيادات والمكونات الثورية الأخرى، والى الان لم يتواصل أحد معنا، ووقتما يتواصلون فأبوابنا ومكاتبنا مفتوحة للجميع".
وأردف: "مهما تعددت الانتماءات يبقى الهدف واحدا، ويبقى الجنوب واحدا، ودم الجنوبي على الجنوبي حرام، ولا يمكن لأي جنوبي أن يرفع سلاحه على أخيه الجنوبي أبدًا، وهذه رسالتي للشعب الجنوبي، فصحيح سنختلف في الرؤية لكن لا يمكن أن نرفع أسلحتنا بوجه بعض".
وختم نائب مدير أمن عدن بالقول: "نقول للمجتمع الدولي ودول التحالف بالتحديد هذا هو شعب الجنوب يحتفل تحت راية الجنوب، فقضية الجنوب قضية أرض وإنسان".
فيما يقول محسن علي هيثم، رئيس الحركة الشبابية والطلابية للجامعات الجنوبية: "هدفنا واضح والمتمثل في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، وجئنا لساحة العروض لنحتفل بذكرى أكتوبر المجيدة ونواصل نضالنا دون أن يعرقلنا أحد، ولن نسمح لأي مشاريع أخرى غير التحرير والاستقلال".
وحينما سألناه عن إقامة فعاليتين أجاب: "لا يوجد أي اختلاف بين الجنوبيين، توجد تباينات حول آلية العمل، وآلية كيف يكون جميع أبناء الجنوب مشاركين، ونحن أيادينا مفتوحة والمساعي مفتوحة".
وختم بقوله: "ندعو أبناء الجنوب إلى وحدة الصف، والتمسك بهدف التحرير والاسقلال".
تغطية / علاء عادل حنش

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى