مركز مختبرات الصحة بعدن يعاني من إهمال يعرض المحاليل والدم للتلف.. د. سالم مدرم لـ «الأيام»: ندعو الحكومة لجعل المركز رئيسا و إعادة تأهيله

> عدن «الأيام» علاء بدر

> صرح لـ«الأيام» أمس د. سالم عبدربه مدرم، مدير عام المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة في العاصمة عدن أن المركز يتعرض لإهمال مركزي أدى إلى تدهوره خلال الفترة التي تلت الحرب على العاصمة في 2015م.
وأضاف مدرم أن "مركز المختبرات ليس لديه موازنة تشغيلية لشراء المحلولات المخبرية والمستلزمات الطبية، والتي تعد الركيزة الأهم في محور عمله"، متسائلاً "كيف لمركز وطني خاص بالمختبرات أن يفتقر إلى مخصص مادة (الديزل) المشغل للمولد الكهربائي عند انقطاع التيار؟، وهو الذي يؤدي إلى حدوث تلفيات كبيرة في المحلولات المخبرية التي يجب أن تكون محفوظة وسط درجة تبريد مرتفعة".
وأشار مدير مختبرات الصحة إلى أن المركز يعاني من عدة مشكلات تعترض قيامه بأداء واجبه تجاه المستشفيات والمواطنين على حدٍ سواء، مفنداً تلك المشكلات بقوله: "إن المركز يعاني من إحالة عدد كبير من الفنيين إلى التقاعد لتنشأ مشكلة النقص في الفنيين المتخصصين بالأقسام التي يحتوي عليها المركز".
د. سالم عبدربه مدرم
د. سالم عبدربه مدرم

وطالب بـ"توظيف مجموعة بديلة عن المتقاعدين وتوزيعهم إلى المركز الوطني، بالإضافة إلى توفير موظف مالي وآخر للشؤون الإدارية، والذي بوجودهما - كما أفاد - سيستقر العمل المالي والإداري، كونهما من أهم الإدارات في المركز".
وطالب الدكتور سالم عبدربه مدرم الحكومة بمعاملة مركز المختبرات بشكل خاص، كونه يُعد مرجعاً للمراكز الوطنية الأخرى في المحافظات المحررة.. وقال: "إن الموازنة التشغيلية كانت تصرف من صنعاء منذ سنوات مضت، لكن هذا الوضع اختلف الآن".
وناشد د. مدرم رئيس الحكومة ووزير الصحة لإصدار قرار سياسي يجعل من مركز المختبرات فرع عدن المركز الرئيس بما أن عدن العاصمة اليوم.
ودق مدير المركز الوطني للمختبرات ناقوس الخطر بشأن اهتراء مبنى المركز وتعرضه للملوحة والرطوبة بدرجة كبيرة، وهو الأمر الذي يعرض المخزونات من المحلولات المختبرية للخطر، كونها مهمة وغالية الثمن، ولا تتوفر في أماكن أخرى إلا بشكل نادر.
واستغرب تجاهل خطاباته المتكررة إلى هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومنظمة الصحة العالمية، لإضافة مبنى المركز إلى قائمة المباني الحكومية التي تتطلب إعادة تأهيلها.
وتحدث مدرم مع "الأيام" عن أعمال طالت مبنى المركز الوطني للمختبرات تتمثل في استبدال عدد من الأبواب وترميم وطلاء المبنى وزجاجه من الخارج، قامت به مؤسسة طيبة للتنمية - مكتب عدن - بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، موضحاً في تصريحه أن "المؤسسة لم تقم بعملها بالشكل الصحيح كما أنها لم تُنهِ العمل"، مؤكداً بأنه "تقدم بمئات الشكاوى إلى المؤسسة ولكن دون جدوى".
د. سالم عبدربه مدرم
د. سالم عبدربه مدرم

وأوضح الدكتور سالم عبدربه مدرم أنه "تلقى وعداً من الدكتور ناصر باعوم، وزير الصحة العامة والسكان بأن يقوم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالعاصمة عدن بتزويد المركز الوطني للمختبرات ببعض الأجهزة الطبية، بالإضافة إلى محلولات مخبرية كل أربعة أشهر".
وبين بأن "الوزير باعوم اتفق مع منظمة الصحة العالمية أن تقوم المنظمة بمساعدة المركز الوطني بتجهيز قسم الوبائيات، والذي في حال إنشائه سيقوم بدور واسع ومفيد في المجال الصحي ليس للعاصمة عدن فحسب، بل جميع المحافظات المحررة".
وقال "مضت أربعة أشهر إلى الآن ولم نستلم شيئا من المنظمة، وما زال الأمل يحذونا بتلقي ذلك الدعم"، لافتاً إلى أن "هناك وعودا (سرابية) قد أطلقت منذ أعوام بتجهيز قسم (البيولوجيا الجزيئية) يختص بالخلايا المكونة لجسم للإنسان"، مؤكداً أنه "إذا أُنشئ ذلك القسم سيحدث نقلة كبيرة في مجال التشخيص المختبري".
ووجه مدير عام المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة في العاصمة عدن شكره للدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور ناصر باعوم، وزير الصحة العامة والسكان على موافقتهما لشراء عدد من أجهزة التكييف لقسم الاستقبال واللياقة الصحية والكيمياء والدم العام، بالإضافة إلى اعتمادهما شراء ثلاجة واحدة فقط لقسم الأحياء الدقيقة، والتي لولا الله ثم وجود هذه الثلاجة لانتهت كل المواد المخبرية التي اقتناها المركز بعد عناء طويل من منظمات محلية وأخرى دولية تنشط في المجال الصحي.
وقال د. مدرم: "إن المركز بحاجة إلى عدة تجهيزات أخرى تتمثل بأجهزة تكييف وثلاجات وإنارة ومراوح كهربائية"، موضحاً أن "(70%) من الشبكة الكهربائية الخاصة بالمركز الوطني قد تضررت بفعل الحرب الظالمة التي شنتها المليشيات الانقلابية على العاصمة عدن".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى