> تقرير / رعد الريمي

نفذ العشرات من جرحى الحرب، صباح أمس، وقفة احتجاجية أمام مكتب تنسيقية الجرحى بمستشفى 22 مايو بمديرية المنصورة بالعاصمة عدن، للمطالبة بحقوقهم المتمثلة باستكمال معالجتهم وترقيتهم وصرف جميع المستحقات المالية والإكرامية الممنوحة لهم من دول التحالف.
ورفع المحتجون لافتات كُتب عليها: «الجرحى بلا علاج ولا رواتب، هل جزاء الجرحى الإهمال، الويل لمن أكل حق الجرحى، نناشد الملك سلمان وأولاد زايد الاهتمام وعدم الإهمال، جهادنا لله ومطلبنا علاج يخفف ألمنا».
وعبر الجرحى عن استيائهم البالغ جراء التمييز بين الجرحى وتأخر جوازاتهم والتلاعب بمواعيد سفرهم من قبل منسقة تسفير الجرحى الدكتورة إشراق السباعي، مطالبين بـ «رحيلها لما أحدثته من فتنة وتمييز بين أوساط الجرحى بالعاصمة عدن»، حد وصفهم.
عدد من المحتجون أمام المبنى
عدد من المحتجون أمام المبنى

وقال الجريح صبري أحمد قاسم، الذي أصيب في معركة تحرير ميناء المعلا، لـ«الأيام»: «أُهمِلت بعد أن تم تركيب لي بيبات صناعية بدلا عن الأمعاء والقولون في إحدى مستشفيات عدن، وتسبب لي ذلك الإهمال بتقيح أحشائي وأصبت بسرطان في القولون، نتيجة طول فترة مطالبتي بالسفر الذي لم أحصل عليه حتى اليوم، وبات الموت يقترب مني وكل مشكلتي أني خرجت للذود عن أرضي وعرضي».
وأضاف: «وفي كل مرة أراجع فيها منسقة الجرحى الدكتورة إشراق السباعي تعدني بالسفر وأوهمتني بأن اسمي رفع في قوائم الدفعة القادمة، غير أنها لم تصدق معي مرة واحدة، وكل يوم يستاء وضعي وتتأزم حالتي، وليت الأمر توقف عند هذا الحد، فزوجتي أيضاً جريحة بشظايا قذيفة «هاون» في المنصورة وتعاني هي الأخرى».
وطالب الجريح صبري مسؤولي الدولة بـ«مخافة الله في الجرحى الذين بقوا حينما فروا هم بعائلاتهم إلى دول أخرى»، كما طالب بـ«علاجه والاهتمام بالجرحى وتسفير من يحتاج للسفر وترقيتهم وصرف مستحقاتهم».
ويعاني الجرحى في المستشفيات الحكومية من انعدام الرعاية الصحية وعدم توفرها، حيث يعاني عدد كبير منهم من مضاعفات بالإضافة إلى عدم توفر الإمكانيات والخبرات الطبية اللازمة، مما أزّم مشاكلهم.. وما تشهده البلاد من ظروف اقتصادية صعبة حالت دون مواصلة العديد من الجرحى العلاج، نتيجة طول مراحله، والتي تتطلب مبالغ مالية تفوق قدرتهم على سدادها.

وتحدث لـ«الأيام» الجريح نظمي النهدي من أبناء خور مكسر، حي السعادة، عن معاناته قائلاً: «قبل أن تقوم الحرب كنت مغتربا وحالي مستور، وحينما قامت الحرب عدت إلى مدينتي عدن للذود عن أرضي ووطني لمقاتلة المليشيات الغازية الحوثية وقوات صالح، حيث أصبت بثلاث طلقات في الكتف والرجل والجنب الأيسر، بالإضافة إلى تعرضي للأسر، والآن أحتاج للعلاج وإجراء عمليات متتابعة، ولكن للأسف لم يتم تسفيري على غرار الوعود التي تلقيتها من منسقة مكتب تسفير الجرحى د.إشراق السباعي، والتي للأسف كلها كانت وعودا كاذبة».
وطالب الجريح نظمي الحكومة بـ«الالتفات إلى معاناة الجرحى، إذ يرقد عدد من الجرحى في البيوت ولم يتمكنوا من الخروج والوقوف معنا، نتيجة جراحهم التي أعاقتهم عن ذلك، غير أننا نحرص على نقل رسالتهم ووضع مطالبهم الكامنة في علاج الجرحى وصرف مستحقاتهم».
وشكى لـ«الأيام» الجريح فضل محمود عوض، من وجود وساطات في ملف تسفير الجرحى.. وأضاف: «ذهب جوازي لدولة جيبوتي قبل ستة أشهر وعاد الجواز ولم أتمكن من السفر، وكل ذلك تم بغير علمي، وقد قابلت مختصين ووعدوني بأني من أوائل الدفع التي ستسافر، ولكن للأسف لم يتم ذلك».
تقرير / رعد الريمي