بعد يوم دامٍ ومواجهات وقطع خطوط السير.. خورمكسر تعيش أجواء الحرب في عز السلم

> عدن «الأيام» علاء عادل حنش

> بدت العاصمة عدن أمس في حالة من عدم الاستقرار، بسبب الأحداث الدامية التي شهدها مبنى البحث الجنائي بإدارة أمن عدن، والتي استمرت نحو 24 ساعة، قبل أن تتمكن قوات الأمن من السيطرة الكاملة على المبني.
وهاجم في وقت مبكر صباح أمس الأول الأحد مسلحون يرجح انتماؤهم لـ(داعش) مقر البحث الجنائي في خور مكسر بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة، وتمكنوا من السيطرة على المبنى واحتجاز رهائن من الموظفين والسجناء.
وأسفرت العملية عن مقتل أكثر من 30 من الجنود والضباط والموظفين والسجناء الذين تعرضوا لعمليات إعدام وتصفية خلال محاولات متكررة من قوات الأمن لاستعادة المبنى وتحرير الرهائن، إلى جانب عدد من الجرحى.
*حالة حرب
مدينة خور مكسر التي يتواجد فيها عدد من كليات جامعة عدن والمعاهد العلمية كانت هي مسرح العمليات وساحة الحرب التي دارت لتحرير المبنى، وبدت هذه المدينة صباح أمس وكأنها تعيش أيام شهر رمضان، إذ خلت شوارعها من المارة وكلياتها ومدارسها من الطلاب وحتى المستشفيات بدت شبه خالية من الموظفين والزوار خشية تجدد المواجهات والهجمات الإرهابية المضادة للعمليات الأمنية المستمرة بالمدينة منذ صباح أمس الأول.
وخلت كليات العاصمة عدن أمس الإثنين من عمادة ودكاترة وطلاب وطالبات الجامعة، وبدت خاوية، وقال بعض الطلاب إن “خلو الصرح العلمي الجامعي يعتبر مشكلة كبيرة تجعل من التعليم وسيلة وليس غاية”.
وأضافوا لـ«الأيام» إنهُ “كان يفترض أن لا تؤثر أحداث الأحد الدامي على العملية التعليمية خصوصًا في كليات جامعة عدن”.
بوابة مقر جامعة عدن صباح أمس
بوابة مقر جامعة عدن صباح أمس

واردفوا إن “بعض مدارس الاعدادية والثانوية فتحت أبوابها للطلاب في حين إغلقت الكليات”.
واستاء الطلاب من بيان الجامعة الذي أكد “استمرار العملية التعليمية في الجامعة” في حين لم يحضر إليها إلا بعض الطلاب والدكاترة الذين أضطروا لمغادرتها بسبب إغلاق مكاتب العمادة والجامعة لابوابها.
مراقبون قالوا إن “استمرار العملية التعليمية هو الحل لانهاء ظواهر الارهاب وليس بإغلاقها”. مضيفين بأن “إغلاق كليات جامعة عدن اليوم (أمس) سيضاعف من تخوف الطلاب والطالبات من الحضور ما سيزيد من نفور الطلاب من الكليات وسيعقد الأمور أكثر”.
وأكدوا أن “العملية التعليمية - خصوصًا الكليات - لا يجب أن تتوقف مهما كان الأمر طارئًا”. مردفين أن “الصرح الجامعي يعتبر أهم ركيزة في الدولة والاعتناء به مهمة الجميع”.
وأشاروا إلى أن “بعض مدارس العاصمة عدن فتحت أبوابها لطلابها فيما الجامعة - والتي يفترض أن تكون القدوة - أغلقت أبوابها أمام طلابها وطالباتها وأمام الهيئة التدريسية فيها”.
وأوضحوا أن “التعليم الجامعي يجب أن يحضى برعاية واهتمام خاص، خصوصًا إذا أردنا الخروج من واقعنا الطارئ والاستثنائي”.
صالة في إحدى الكليات
صالة في إحدى الكليات

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أمس بيانًا أكد أن “جامعة عدن أعلنت أن يوم الإثنين (أمس) إجازة رسمية بسبب الأوضاع التي شهدتها العاصمة عدن أمس الأول الأحد.
وجاء في البيان (المزيف) الذي وجه لهيئة التدريس في جامعة عدن “نشيد بكم وبصمودكم الذي لا زلتم تبذلونه في جميع المراحل الصعبة التي تعاني منها عدن بشكل عام والأوضاع التي حدثت اليوم (أمس) بشكل خاص”.
وأضاف: “وحرصًا منّا على أرواح طلابنا في جميع مرافق جامعة عدن قرر رئيس جامعة عدن د.الخضر لصور أن يوم غد (أمس الإثنين) إجازة رسمية في جميع كليات ومرافق جامعة عدن”.
وأصدرت بعد ساعات سكرتارية رئيس جامعة عدن بيانًا نفت البيان المتداول بوسائل التواصل الاجتماعي الذي يدعو إلى تعطيل الدراسة في الجامعة. مؤكدةً استمرار العملية التعليمية.
وجاء في بيان النفي أن “جامعة عدن تؤكد أن لا صحة للمنشورات والرسائل المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتحدث عن تعطيل الدراسة في الجامعة بسبب الأوضاع الأمنية”.. لافتةً إلى أنه “يجب على منتسبيها والنشطاء والصحافيين عدم التعامل مع أي أخبار تخص جامعة عدن ما لم يتم نشرها في الموقع الرسمي (www aden-univ.net)”.

وأضافت في بيانها: “تدين جامعة عدن العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف الأمن والسكينة في العاصمة عدن.. ونسأل الله تعالى أن يرحم الشهداء الذين ارتقوا في مواجهة عناصر الإرهاب في مبنى البحث الجنائي”.. مشيدةً بدور “الأجهزة الأمنية في التعامل مع هذه المؤامرة”، وقالت: “نسأل الله للقائمين عليها التوفيق والسداد”.
وأكد البيان أن “جامعة عدن تؤكد التزامها بانتظام أعمال الجامعة باستمرار مسيرة التحصيل العلمي وعدم توقفها”.
وظهر مقر جامعة عدن وعدد من كلياتها أمس خاليةً من العمادة والدكاترة والطلاب والطالبات بعكس البيان الذي أكدت فيه الجامعة استمرار العملية التعليمية، ما تسبب بحالة من الإرباك لدى بعض الدكاترة والطلاب الذين حضروا لبعض الكليات فوجدوها خالية ما اضطرهم لمغادرتها سريعًا.
استمرار إغلاق طريق (الجسر) ضاعف زحمة السير:
وسبب استمرار إغلاق طريق (الخط البحري) زحمة خانقة في شوارع العاصمة عدن، حيث لم يجد المواطنون منفذًا إلى مديريات (خور مكسر وكريتر والمعلا والتواهي) سوى خط العريش ما سبب اختناقا شديدا في حركة السير والتنقلات.
وقال مواطنون إن “إغلاق (طريق الجسر) سبب معاناة كبيرة في التنقلات لا سيما وأنه يعتبر منفذًا مهمًا وحيويًا”.وأضافوا: “نعلم أنها إجراءات أمنية لكن استمرار إغلاق الخط البحري لا يفي بالغرض إذ ما وجدت حراسة مشددة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى