من وماذا وراء اغتيالات الأئمة ورجال الدين في عدن ؟ رجال دين يغادرون عدن وآخرون يلزمون بيوتهم ومساجدهم

> عدن «الأيام» خاص

> شهد شهر أكتوبر الماضي 3 عمليات اغتيال طالت أئمة وخطباء مساجد ورجال دين في العاصمة عدن.
ففي العاشر من أكتوبر الماضي انفجرت عبوة ناسفة زرعت أسفل سيارة الشيخ ياسين الحوشبي العدني إمام وخطيب مسجد الشيخ زايد عندما كانت سيارته متوقفة بجانب دوار الشهيد عبدالقوي بالشيخ عثمان، ما أدى إلى مقتله على الفور إثر احتراقه بنيران الانفجار، وفي الثامن عشر من االشهر ذاته اغتال مسلحون مجهولون الشيخ فهد محمد قاسم اليونسي إمام وخطيب مسجد الصحابة في المنصورة أثناء خروجه من منزله متوجهاً إلى المسجد لصلاة الفجر، في ظروف غامضة لم تجد تفاصيلها النور إلى اليوم.
ويوم الثامن والعشرين من أكتوبر اغتيل الشيخ عادل الشهري نائب إمام وخطيب مسجد سعد بن أبي وقاص في مدينة إنماء السكنية في منطقة الشعب بمديرية البريقة أثناء ذهابه لأداء صلاة الفجر.
ووفقا لإفادة أحد الأئمة لـ«الأيام» فإن تلك الأحداث سببت حالة ذعر بين الأئمة والخطباء؛ إذ غادر عدد منهم العاصمة عدن متوجهين إلى مناطق كمديريات في يافع ومحافظة حضرموت، ومنهم من ذهب إلى المملكة العربية السعودية وجمهورية السودان، بينما الذين فضلوا البقاء في عدن التزموا الصمت، فأصبحوا لا يبارحون مساجدهم ومنازلهم خوفاً من تطورات قد تطالهم.
وقال لـ«الأيام» إمام أحد مساجد مديرية المنصورة - فضَّل عدم ذكر اسمه- «إنه بعد تحرير العاصمة عدن من مليشيات الحوثي والمخلوع صالح بثلاثة أشهر تلقى رسالة ممهورة بشعار تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) - ما زال يحتفط بها - تدعوه لمساندة توجههم، والوقوف معهم، وأن من يعترض طريقهم سوف يُقتل»، مضيفاً أنه رفض تلك الرسالة وما جاء فيها، مؤكداً أنه اعتلى منبر مسجده وأدان العمليات الإرهابية في فندق القصر بمنطقة الشعب التي حدثت في السادس من أكتوبر للعام 2015م، وأدان التفجير الإرهابي بالصولبان في مديرية خور مكسر في السادس من يوليو من العام 2016م.
إلى ذلك قال لـ«الأيام» الشيخ عمر البيتي إمام مسجد الشافعي في بلوك 11 ببئر فضل «إن مكتب الأوقاف والإرشاد بالعاصمة عدن وضع مقترحا باستخراج تصريحات لحمل سلاح للأئمة والخطباء من إدارة أمن العاصمة عدن، لكن بيَّن عدم جدواها، فهناك عدد من الأئمة لا يمتلكون قطعة سلاح وهو منهم، كارهاً أن يظل الإمام والخطيب حاملاً للسلاح في الشارع والمسجد، أمام الناس والمصلين».
وتابع البيتي «أن هناك اجتماعاً يتيماً كان سيعقد لأئمة وخطباء مديرية المنصورة دعا إليه محمد عمر البري مدير عام المديرية، لكن تم إلغاؤه قبل موعد الانعقاد بنصف ساعة ولم يُعقد إلى اليوم».
إلى ذلك قال إمام وخطيب مسجد الرحمة في المنصورة الشيخ عارف علي الصبيحي لـ«الأيام» إن «دعاة وأئمة وخطباء العاصمة عدن يدفعون ثمن تصديهم للمليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح أثناء الغزو الغاشم على العاصمة عدن، حيث يتم اغتيالهم الواحد تلو الآخر، محملاً الحكومة وإدارة أمن العاصمة عدن مسؤولية الحفاظ على أمنهم الشخصي، مستغرباً من وجود قوات أمنية في مبنى (الأمن السياسي) سابقاً بمديرية المنصورة، وكذلك مصنع الغزل والنسيج بالمديرية، وهي التي عجزت عن حماية الأئمة والخطباء والقضاة من عمليات الاغتيالات.
من جانبه كشف لـ«الأيام» الدكتور محمد الوالي مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بالعاصمة عدن أن هناك قوى معادية - لم يسمها- تعبث بمدينة عدن، وأنها لا تريد الخير للمدينة.
وقال الوالي إن تلك القوى قامت باستهداف القادة العسكريين والأمنيين، ثم اتجهت بعد ذلك إلى القضاة، لينتهي الأمر بها إلى المشايخ والدعاة وأئمة وخطباء المساجد، مؤكداً أن تلك الاغتيالات هدفها إسكات صوت الحق كي تصبح الساحة الدعوية خالية لهم فيعبثوا فيها دون إنكار من أحد.
ودعا مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد جهات الاختصاص إلى توفير حماية أمنية للمشايخ والعلماء في جميع مساجد العاصمة عدن، مناشداً جميع فئات المجتمع بتبني هذه الدعوة، موضحاً أنه التقى بالعديد من الأئمة والخطباء في مديريات العاصمة لوضع الحلول المناسبة تجاه ازدياد حدة الاغتيالات في الآونة الأخيرة، ذاكراً أنه قام بتشكيل لجنة للتواصل مع جميع الأئمة والخطباء، بهدف استقبال نداءاتهم على وجه السرعة، وإبلاغ الجهات ذات العلاقة بشأن أي خطر قد ينال منهم.
ونفى الدكتور محمد الوالي علمه بأيٍ من نتائج تحقيقات كانت قد أجرتها الجهات الأمنية بشأن الاغتيالات السابقة، والتي طالت أئمة وخطباء في العاصمة عدن، قائلاً «إن مكتب الأوقاف والإرشاد هي جهة تذكير وتنوير وليست جهة أمنية لتطلع على مجريات التحقيقات أو نتائجها».
ورفض الوالي في حديثه لـ«الأيام» تقسيمات الأئمة والخطباء الذين طالتهم أيادي الغدر باستهدافهم والتي طغت في وسائل التواصل الاجتماعي، مطالباً بتجنيب المساجد (الصراعات الحزبية) وجعلهم تحت راية واحدة، محذراً من استخدام المنابر مما أسماها بالدعوات السياسية، وكذا من المساس بـ(مُسلَّمات) ترتكز عليها المساجد والتي من أهمها التحذير من دعوات التطرف والغلو، داعياً إلى تبني إسلام صحيح في المساجد خالٍ من الشوائب والخرافات.
وأوضح بأن الاغتيالات التي استهدفت أئمة وخطباء هدفها خلط الأوراق على الجميع، ولكنها لن تثنيه عن مواصلة الطريق والدفاع عن العاصمة عدن، داعياً لأن لا تُترك العاصمة عدن لقمة سائغة للعابثين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى