كيف تنظر النخب إلى مهام المجلس الانتقالي في المرحلة القادمة.. الانتقالي يحمل مشروعا وطنيا لاستكمال جهود مكونات الحراك السلمي

> رصد/ رائد محمد الغزالي

> تشهد المحافظات الجنوبية تقلبات سياسية عدة منذ الانتفاضة الجنوبية بظهور الحراك السلمي في 2007 والذي تمخض عنه انتصار عام 2015 بعد الحرب التي شُنت في مارس من ذات العام من قبل الحوثيين وصالح.
وتوّج الانتصار في الحرب الاخيرة بـ"إعلان عدن التاريخي" في مايو 2017 وتفويض اللواء عيدروس الزُبيدي قائدًا للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وحول هذا الموضوع استطلعنا آراء عدد من المهتمين والمتابعين في مديريات ردفان، وخرجنا بالآتي:
وصف مدير عام مديرية ردفان عميران ناصر الجهوري الخطوات الميدانية التي قطعها المجلس الانتقالي الجنوبي بالبارزة، مشيرًا الى “أهمية التصعيد العملي لتحسين الوضع المعيشي غير المستقر الذي تشهده المحافظات الجنوبية، وأهمية تنظيم العمل بما يلبي الآمال وتوجيه رسالة للقائمين على حقوق المواطن، وهذا بلا شك سيحظى بدعم وتفاعل شعبيين”.
وأكد عميران أن “المشروع الذي يحمله الانتقالي مشروع وطني يتمثل في استعادة الدولة الجنوبية لاستكمال الجهود المبذولة سابقًا نحو تحقيق ما كان يتطلع إليه شهداء وجرحى ومعتقلو الشعب الجنوبي الذي قدم كل غالٍ ونفيس، والتي ما تزال مستمرة”. داعيًا إلى مساندة مشروع الانتقالي “لأنه عمل منظم على الميدان ويسير في الاتجاه الصحيح”.
واختتم مدير عام مديرية ردفان حديثه لـ«الأيام» بتوجيه رسالة للانتقالي قائلًا: “لابد على الانتقالي من التصعيد لإنهاء الحالة المأساوية التي يعيشها المواطنون والعمل على لمّ شمل الفرقاء، وهاتان خطوتان مهمتان في هذه المرحلة لأنهما تسهمان في إيجاد التلاحم وتعزيزه وخاصة العمل على توحيد الصف تحت راية المجلس لكي لا يفتح مجالا للقوى المتآمرة للنيل من التطورات والانتصارات التي يحققها شعبنا الجنوبي”.
الكاتب السياسي سعد ناجي أحمد قال إن “هناك تحديات أمام الشعب الجنوبي ومجلسهم الانتقالي يتمثل بالحفاظ على الانتصارات العظيمة التي حققها ومواجهة التحديات الكبيرة، والتعامل معها بحنكة سياسية على مختلف الاتجاهات في قيادة السفينة الجنوبية إلى بر الأمان”.
وأضاف: “من خلال ما لمسناه على الواقع فإننا نشعر بأمل نحو خطوات التصعيد الثوري للمجلس والتي توحي بآمال كثيرة ونتمنى أن تتحقق”.
وأردف قائلًا: “إننا “في مرحلة حساسة جدًا فالمرحلة التي يمر بها الجنوب تأتي في ظل منعطفات ومتغيرات إقليمية وخدمات شبه متوقفة وغلاء في الأسعار”. مؤكدًا أن “ما جاء في بيان المجلس الانتقالي بالتصعيد أمر مهم لأن الشعب قد سئم المعاناة والتي يجب وضع حدّ لها”.
وأشار إلى أهمية التكاتف بتوحيد الصف، “وهي مهمة ليست بالمستحيلة على الانتقالي رغم أن هناك صعوبات متراكمة كالمؤامرات الممنهجة، فبقوة إرادة الشعب الجنوبي وحراكه السلمي ومقاومته البطلة ومجلسه الانتقالي الحكيم وكل القوى الوطنية المناضلة والشريفة بالساحة الجنوبية سنعمل جنبًا إلى جنب على تجاوز كل الصعوبات والظروف المعقدة بالعقل والحكمة والنفس الطويل والحاضن الدولي المفيد”.
وأردف الكاتب سعد ناجي: “إن دولة الجنوب قادمة، وعلينا جميعًا إخلاص النيات في أي مكان نكون فيه وتطهير النفوس وتوحيد الصفوف وإعادة بناء الاخلاق والسلوك وكل ما سلبته منا الوحدة العقيمة التي نقلت للساحة الجنوبية آفات وأمراضا لم تكن تعرفها من قبل”. مختتمًا: “نحتاج إلى ثورة ثقافية أخلاقية تعيد مكانة الجنوب وثقافته الحضارية”.
بدوره قال الكاتب مقبل نصر شائف: “إن التصعيد الثوري مطلوب ضد الحكومة في ظل استمرار المعاناة التي تستفحل بنا كشعب جراء انقطاع الخدمات وتعليق المرتبات، وهو استكمال لمسيرة الثورة صوب الهدف الذي نناضل من أجله، والذي قدمت من أجل تحقيقه تضحيات من خيرة الرجال من أجل العيش الكريم والحرية والسيادة على الأرض”.
وأضاف: “التصعيد يعطي الانتقالي دافعا لتأسيس المرحلة القادمة والنظام المستقبلي الذي يشارك فيه الجميع، ولابد أن تكون ملموسة على الأرض كونها تأتي بعد تحقيق الانتصارات بإعلان تشكيل الانتقالي الذي يعتبر قوة فاعلة في وضعنا الحالي”. مردفًا بقوله: “يجب على الانتقالي الإسراع في التواصل مع ما تبقى من المكونات الجنوبية لتوحيد الصف الجنوبي لتتحقق الطموحات الشعبية في كل ربوع الجنوب”.
القيادي في الحركة الشبابية والطلابية بردفان نعيم المزاحمي قلل من الخطوات التصعيدية للانتقالي بقوله: “إن الانتقالي لن يعمل على أي توحيد لمكونات الثورة الجنوبية”. معللًا ذلك بقوله إن “الانتقالي هو مكون وليد لا يمتلك وثيقة أو مشروعا سياسيا لنقول إنهُ باستطاعته توحيد جميع مكونات الثورة الجنوبية، على أي أساس تم التوحيد أو التمثيل؟”.. مردفًا “الانتقالي يصدر بيانات هي حبر على ورق فقط، ولكننا نحترم المجلس الانتقالي كمكون من مكونات الثورة الجنوبية”.
فيما قال ﻋﻠﻲ ﻣﺜﻨﻰ اﻟﺤﺸﺮي “ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺘﻔﺎؤل ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻮﺟﻮد الاﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻴﺪان، وﺗﻠﻚ ﺳﻤﺔ ﺑﺎرزة ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻫﺪاف ﺘﻢ اﻟﺴﻌﻲ ﻣﻦ اﺟﻠﻬﺎ”. مضيفا “إن الشد ﻣﻦ أزر الانتقالي وﺣﻀﻮر اﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻇﺮوف ﺻﻌﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ ﻟﻠﺘﻔﻮﻳﺾ هو ﺧﻴﺮ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ بالانتقالي ﻣﻮﺟﻮدة ﻹ‌ﻛﻤﺎل اﻟﻤﺴﻴﺮة اﻟﺜﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻌﻰ إﻟيها ﺷﻌﺐ اﻟﺠﻨﻮب وﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻪ وﺗﻀﺤﻴﺎت اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﺿﺪ ﻗﻮات اﻟﺸﻤﺎل اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻠﺖ اﻟﺠﻨﻮب”.
وأشار الشحري إلى أن “الشعب يمر بظروف صعبة ويجب التصعيد ضد الفساد والعابثين بخدمات المواطنين الذين يتكبدون المعاناة”.. مضيفًا “رﻏﻢ اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﺤﺮﺟﺔ ووﺟﻮد ﺗﺤﺎﻟﻒ وﻋﻮاﻣﻞ ﺗﻔﺮض اﻟﺤﺮص ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻼ‌ﻧﻴﺔ واﻟﺘﻤﻬﻞ وربما ﺗﺸﻜﻞ ﺿﻐطا ﻋﻠﻰ الانتقالي، ﻟﻜﻦ ﻧﺤﻦ ﻧﺸﻴﺪ ﺑﺎﻟﻌﻘﻼ‌ﻧﻴﺔ واﻟﺘﻜﺘﻴﻚ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺪى ﻗﻴﺎدة الاﻧﺘﻘﺎﻟﻲ واﻟﺤﺮص على اﺣﺘﻀﺎن ﻛﻞ اﻟﻘﻮى اﻟﺜﻮرﻳﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ”.
وأردف “رﺳﺎﻟﺘﻲ للشعب الجنوبي أن ﻧﺪﻋﻢ الجهود ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن ﻧﻜﻮن، ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ أو ﻓﻲ المنتديات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، وأن نسعى إلى لمّ الشمل والعمل على إجماع المكونات الجنوبية”.
وعبر قاسم حسان محمد عن “تفاؤله بالبداية التي بدأ الانتقالي بها والتي تلخصت في عدة زيارات ميدانية لعواصم المحافظات الجنوبية”.
وأضاف: “تحركات الانتقالي تثمر، وهي من أولويات العمل وتهدف إلى الاقتراب من الشعب، وهذا عامل نجاح أي تصعيد سياسي، فالوضع الذي نعيشه وضع حالك، لكون هناك جهات في الحكومة وقوى حزبية تتعمد حرمان الشعب من الخدمات والمرتبات، وتستدعي التدخل لمنع استمراره، ونعول على الانتقالي أن يضع حدًا للحال السيء الذي يتزايد كل يوم”.
واختتم “يعد الانتقالي حاملا للقضية الجنوبية وقوة على الأرض، ولابد من الوقوف إلى جانبه ومساندته، والسعي لجمع الفرقاء من المكونات الجنوبية الأخرى، فالنجاح لا يتعزز إلا بالتوحد، لكون الجنوبيين عانوا مرارة الانقسام والتفرقة والشتات”.
الناشط الشاب أدهم الغزالي يرى أن “أمام الانتقالي تحديات عدة، ولكي يتجاوزها عليه التعامل بمرونة مع كافة القوى الوطنية الجنوبية في الداخل والخارج”. مضيفًا أنهُ “يجب على قيادة المجلس عدم الانفراد بالقرارات أو تكرار أخطاء المراحل السابقة، وأن لا يعمل على تدوير مشاريع عفا عليها الزمن، فما قبل الاستقلال وما بعد الاستقلال يعتبر جزءا من التاريخ ولا تستطيع أي قوة اليوم أن تحكم الجنوب منفردة”.
وأردف: “إن أهم خطوة يجب القيام بها هي العمل على توحيد كافة الجهود وبناء اللبنة الأولى في طريق تأسيس الكيان السياسي الجنوبي من كل أطياف المجتمع بدون إقصاء أو تهميش لأحد”.
وفي ختام لقاءاتنا قال الناشط الإعلامي شمسان بن معنس: “يجب على الانتقالي تحمل مسؤوليته الوطنية والتاريخية تجاه شعب الجنوب بفرض سيطرته على مؤسسات الدولة في المحافظات الجنوبية وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين والإشراف على إدارة المرافق الحيوية ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين وتشكيل وعاء مالي خاص بإيرادات المرافق والمؤسسات الحيوية والإيرادية في المحافظات الجنوبية”.
وأضاف إنهُ “يجب تأهيل قيادات شابة عن طريق بعثات داخلية وخارجية سياسية وإدارية وإعلامية وعسكرية بشكل متكافئ وبأسرع وقت لتعود لإدارة المحافظات الجنوبية إلى جانب الخبرات السابقة لبناء مؤسسات جنوبية حقيقية يسودها النظام والقانون”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى