طفح المجاري يهدد محلات الخبز والخضار والفواكه والدواجن في القاهرة.. أصحاب محلات: ندفع مبالغ لعمال الصرف الصحي لكنهم لا يقومون بواجبهم

> رصد / علاء بدر

> شكا مواطنون في منطقة القاهرة بمديرية المنصورة من طفح مياه المجاري التي قالوا إنها أغلقت الطرق وتسببت بشل حركة السير والتنقل بين عدد من الشوارع.
وقال كامل محمد فضل (يعمل حارسا في مخبز آلي) لـ«الأيام» “مياه المجاري تعيق عملنا الأمني لحراسة المخبز والشارع العام الذي تتدفق فيه هذه المياه الآسنة”، مضيفاً أن “مالك المخبز قام بتسديد مبالغ نقدية لإحضار عربة شفط مياه الصرف الصحي، قبل نحو 10 أيام، ولكنها عادت وفاضت مرة أخرى منذ يومين”، متسائلاً “هل يُعقل أن يظل مالك المخبز يدفع النقود لعمال المجاري كل 10 أيام؟، مشيراً إلى أن عمال نظافة يأتون دائماً لتنظيف المساحة الأمامية للمخبز الآلي، وذلك حرصاً من مالك المخبز على أن يكون الشارع العام نظيفاً وخالياً من الأوساخ، لكن كل ذلك يذهب أدراج الرياح بسبب طفح مياه المجاري إلى أمام المحل الذي يبلغ طوله 20 متراً تقريباً.
وأفاد مختار أمين علي عبدالله - وهو عامل يبيع الخضار - أن الفواكه والخضار التي يبيعها تتعرض للأوساخ الناتجة عن تجمع مياه المجاري أمام محله باستمرار، معبراً عن خشيته من تلف بضاعته التي يبيعها ويشتريها منه المواطنون، مضيفاً أنه يقوم بتنظيف الفواكه بالماء والصابون كل يوم في جهد ووقت مضاعف يكلفه المزيد من المال خوفاً من تعرض المواطنين للأمراض بسبب طفح مياه الصرف الصحي أمام محله، كاشفاً أنه قام بتسديد مبلغ 5000 ريال مرتين لعمال إدارة مجاري المنصورة خلال شهرين بالرغم من أنهم يستلمون رواتبهم من إدارتهم، وهو ما يُرهقه مالياً ويُضعف عمله.

ولفت عمر سعيد آل حجيلي (يملك محلا للبهارات والتموينات) إلى أن طفح مياه الصرف الصحي في شارع عام ومهم كهذا سبب له خسائر مالية وهو الذي ظن قبل أن يستأجر هذا المحل، أنه سيكسب دخلاً ماليا مناسباً، كون المحل يقع في شارع كبير ومليء بالسكان، لكن أمله تحطم بسبب عزوف زبائنه عن الشراء في أوقات طفح مياه المجاري التي تصل إلى طول الشارع بأكمله، متذمراً من ارتفاع أسعار السلع الغذائية مع ما رافقه من طفح لمياه المجاري والذي أثَّر على تجارته سلباً وتسبب له بكساد، مطالباً إدارة مجاري المنصورة بأن تقوم بواجبها الديني والوطني دون ابتزاز أو متاجرة بعملها مع المواطنين.
عبدالله أحمد حميد الشريحي (يعمل في محل دواجن) بشارع الكثيري في المنصورة سلط الضوء على آثار مياه المجاري عندما تفيض على شكل مستنقعات حاضنة للحشرات الطائرة والزاحفة الناقلة للأمراض المعدية والقاتلة، رابطاً ذلك بتأثر الدواجن من لسع البعوض المتكاثر في تلك البرك من مياه الصرف الصحي، وهو الأمر الذي يخشاه الشريحي.
وقال مدير إدارة مجاري منطقة المنصورة والقاهرة المهندس محمد علي ناصر نائب لـ«الأيام» “إن شارع الكثيري دائماً ما يتعرض لطفح مياه الصرف الصحي، مشيراً إلى أن إمكانياته محدودة للتعامل مع هكذا انسدادات في المجاري، وكاشفاً عن عزوف كثير من عمال الصرف الصحي عن العمل بسبب أمور مالية، ولكنه بالرغم من ذلك فإنه يعد المواطنين بمواصلة العمل بوتيرة أكبر، وجهد مضاعف.

وأكد المهندس محمد ناصر أنه دائماً ما يستجيب لبلاغات الصرف الصحي عبر صحيفة «الأيام» وهو الأمر الذي جعله يتعامل بسرعة بالغة مع شكاوى المواطنين حيث قام بإرسال عربتي (شفط، وفاتحة سدات) بطاقم مكون من 10 عمال يتقدمهم هو شخصياً، لكن الطاقم وجد صعوبات كبيرة في مشكلة مجاري شارع الكثيري والتي من أهمها (العمق الكبير للمناهل والذي يبلغ 5 أمتار) وهو ما يعرض العامل الميداني للخطر في حالة النزول إلى عمق المنهل، بينما العائق الآخر عدم توفر أدوات سلامة للعامل الذي يغوص في المناهل ليقوم بفتح الانسدادات، وهو ما يجعل مشكلة طفح مياه المجاري مستمرة لأيام متتالية.
وكشف نائب مدير مجاري المنصورة والقاهرة بأن عامل الصرف الصحي عندما يعمل في الإجازة الأسبوعية فإنه يُصرف له مبلغ 2000 ريال في الفترة الصباحية، و2000 ريال أخرى في المساء أيضاً، نافياً علمه باستلام العمال مبالغ نقدية من المواطنين وملاك المحلات التجارية، مؤكداً أنه تم تكليفه بمنصبه الحالي منذ نحو أسبوع فقط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى