جزاء سنمار

> إعداد / محمد حسين الدباء

> كان النعمان الأول بن امرئ القيس من أشهر ملوك الحيرة. ولما أصبح لديه من الجنود والمال والسلاح ما لم يكن لغيره من الملوك، أحضر البنائين من بلاد الروم وفي مقدمتهم سنمار المهندس المشهور، لكي يبني له قصر “الخورنق”.
بعد تفكير طويل، وجد سنمار رسمًا جميلاً للبناء، فبنى القصر على مرتفع قريب من الحيرة حيث تحيط به البساتين والرياض الخضراء. وكانت المياه تجري من الناحية العليا من النهر على شكل دائرة حول أرض القصر وتعود إلى النهر من الناحية المنخفضة.
بعد أن أتمَّ سنمار بناء القصر على أجمل صورة، صعد النعمان وحاشيته ومعهم سنمار إلى سطح القصر، فشاهد الملك مناظر العراق الخلابة وأعجبه البناء فقال:
- “ما رأيت مثل هذا البناء قط”.
- أجاب سنمار: “لكني أعلم موضع أجرة لو زالت لسقط القصر كله”.
- سأل الملك: “أيعرفها أحد غيرك؟”.
- قال سنمار: “لا”
- فقال الملك: “لا يجوز أن يبقى حيّا من يعرف موضع هذه الأجرة.. ومن يستطيع أن يبني أفضل من هذا القصر”.
ثم أمر بقذف سنمار من أعلى الخورنق فانكسرت عنقه فمات.
وأصبح ما صنعه النعمان بسنمار مثلاً بين الناس، حتى قيل: “هذا جزاء سنمار”.
يقال هذا المثل “للذي يحسن ويكافأ بالإساءة”.
يقول الشاعر:
جزاني جزاه الله شرّ جزائه
جزاء سنمار وما كان ذا ذنب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى