الخِطبة.. بين الفقه والقانون

> عهد جميل سالم

>
عهد جميل سالم
عهد جميل سالم
إن الخِطبة (بكسر الخاء) معروفة منذ تاريخ قديم في حضارات الهند والصين وروما واليونان ومصر والعراق، ولقد كانت الإجراءات منوطة بالأب والأم فقط.
ولقد عرف العرب قبل ظهور الإسلام الخطبة، حيث كانت المرأة تخطب إلى وليها، فيقبل الولي الخاطب أو يرده.
وقد ظهر نور الإسلام إلى الخطبة، ففي القرآن الكريم قال الله تعالى: “ولا جناح عليكم فيما عرضتم في خطبة النساء..." (سورة البقرة 235).
وفي السنة النبوية الشريفة، قال رسول الله صلى الله علية وسلم: “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه”.
لقد تطرقت تشريعتنا اليمنية قبل الوحدة إلى أحكام للخطبة، فمثلا تنص المادة (2) الفقرة (1) من قانون الأسرة اليمني رقم 3 / لسنة 1978م، والذي كان نافذا في إقليم الجمهورية العربية اليمنية (سابقا) مايلي:
لا يعتبر زوجا الخطبة أو الوعد بالزواج أو قبض المهر أو قبول الهدايا أو ما شاكل ذلك، ولكل من الطرفين في هذه الأحوال الرفض.
أما قانون الأسرة اليمني رقم (1) لسنة 1974م الذي كان نافذا في إقليم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (سابقا)، فقد نصت المادة رقم (3) ما يلي:
الخطبة اتفاق يسبق عقد الزواج غايته توفير الظروف الملائمة للطرفين الراغبين في الزواج ضمانا لإنشاء حياة زوجية مستقرة، ويحظر على أهل الفتاة المراد خطبتها الانفراد بالموافقة على الخطبة دون استشارتها وأخذ الموافقة.
وبعد الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م، جاء قانون الأحوال الشخصية الصادر بالقرار الجمهوري رقم (20) لسنة 1992م لينظم أحكام الخطبة في المادتين (2 - 5).
تعريف الخطبة: عرف الفقهاء الخطبة بأنها (طلب الرجل التزوج من امرأة معينة).
وأيضا عرفها فريق ثان من الفقهاء: (طلب الرجل المرأة للزواج أو طلب المرأة الرجل).
أما القانون اليمني للأحوال الشخصية فقد عرف الخطبة في نص المادة (2) على أن الخطبة هي طلب تزويج والوعد به ويدخل في حكمها قراءة الفاتحة وتبادل الهديا).
ومن شروط الخطبة عدم وجود موانع شرعية دون تحقيق الزواج.. وألا تكون المرأة المراد خطبتها مخطوبة لشخص آخر لما في ذلك من اعتداء على حق قد يثير العداوة والبغضاء بين الناس.. كما ألا تكون المرأة خطبتها معتدة من طلاق رجعي.
أما انتهاء الخطبة، فمن المعروف عن الخطبة بأنها مجرد وعد بالزواج، فهي لا تتضمن إلزاما لأي من الخطيبين بإبرامه، قد يحدث أثناء فترة الخطبة دفع جزء من المهر أو كله أو تبادل الهدايا.
لكن هناك سؤال: ما مصير المهر أو الهدايا عند انتهاء الخطبة ؟!.. انتهت الخطبة بالوفاة أو بسبب لأي من الطرفين فيها أو حال شيء دون الزواج، فلا يسترد شيء من الهدايا، أما إذا انتهت الخطبة بالفسخ من أحد الخطيبين، فإنه فيما يتعلق بالمهر فقد اتفق الفقهاء وأهل العلم على أنه للخاطب حق استرداد المهر، لأن المهر لا يجب إلا بعقد الزواج كي يخرج من ملك الخاطب إلى ملك المخطوبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى