«لا ناقة لي فيها ولا جمل»

> محمد حسين الدباء

> قصة المثل هي قصة الحارث بن عباد الذي رفض المشاركة في حرب البسوس بين تغلب وربيعة، وقد كان سبب الحرب أن كليباً قتل ناقة البسوس.
فقام جساسٌ لقتل جمل كليب لكنه قتل كليباً نفسه، فاشتعلت الحرب بين أبناء العمومة، ولما دعي ابن عباد إلى الحرب رأى أنَّها حرب غير محقة لا لطرف الزير سالم أخي كليب المقتول ولا لطرف مرة ابن ربيعة والد جساس القاتل.
فأبى النزول وقال: لا ناقتي فيها ولا جملي"، فصارت جملته هذه مضرباً للمثل تدل على البراءة من الأمر.
قَال بَعضُهُم‏:‏ إنَّ أولَّ مَن قَالَ ذلك الصًّدوفُ بنت حُلَيْس العُذرِية.
وكان مِن شأنها أنّها كانت عند زيد بن الأخنس العُذري، وكان لزيد بِنتٌ مِن غَيرها يُقال لها الفارعة، وإن زيداً عَزَلَ ابنتَه عن امرأته في خِباء لها، وأَخدَمها خادماً، وخرج زيدٌ إلى الشام، وإن رجلا مِن عُذْرَة يُقَال له شَبَث هَوِيَها وهويَتْه، ولم يزل بها حتى طاوعته، فكانت تأمر راعىَ أبيها أن يُعَجِّلَ ترويحَ إبله، وأن يحلب لها حلبة إبلها قَيْلاً (أي ما بين الظهر إلى العصر)،
فتشرب اللبن نهاراً، حتى إذا أمست وهَدأ الحيّ رُحِلَ لها جمل كان لأبيها ذَلُول فقعدت عليه وانطلقا حتى كانا ينتهيان إلى مَتْيَهة من الأرض فيكونان بها ليلتهما، ثم يقبلان في وَجْه الصبح، فكان ذلك دَأبَهُما، فلما فَصَلَ أبوهَا من الشام مَرَّ بكاهنة على طريقِه، فسألها عن أهله، فنظرت له ثم قَالت‏:‏ أرى جَمَلَكَ يُرْحَلُ ليلا، وحلَبَةَ تَحْلب إبلَكَ قَيْلا، وأرى نعما وخيلا، فلا لبث، فقد كان حدث، بآل شيث، فأقبل زيد لا يلوى على شَيء حتى أتى أهلَه ليلا، فدخل على امرأته وخَرَجَ من عندها مُسْرِعاً حتى دخل خِباء ابنته، فإذا هي ليست فيه، فَقَال لخادمها‏:‏ أين الفارعة ثَكَلَتْكِ أمك‏؟‏ قَالت‏:‏ خرجت تمشى وهى حرود، زائرة تعود، لم تر بعدك شَمْسا، ولا شهدت عرسا، فانفتل عنها إلى امرأته، فلما رأته عَرَفَت الشَّر في وجهه، فَقَالت‏:‏ يازيد، لا تَعْجَلْ وَاقْفُ الأثر فلا ناقة لي في هذا ولا جمل، فهي أول من قَال ذلك‏.‏

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى