الفن في زمن الحرب

> مازن علي حنتوش

>
مازن علي حنتوش
مازن علي حنتوش
ولد الفن في اليمن، وبكى في العراق، ورقص في مصر، ومات في السودان، ودفن في صنعاء.
اين هو الفن في اليمن؟ هل يحظى الفن والفنانون في اليمن بالاهتمام من قبل العصابة الحوثية؟
رغم أن الفنون تولد أحياناً من رحم الحروب ، فإن الفن اليمني يمرّ حالياً بفترة ركود تحاصره الظروف الأمنية من جهة، والضائقة الاقتصادية من جهة أخرى، زد على ذلك دعوات منع الفن من قبل التيار الحوثي المتخلف، التي ظهرت في مدينة صنعاء، والمناطق المسيطر عليها من قبل هذه الشرذمة الخبيثة.
الفنان بطبعه كثير التمرد على القوانين الوضعية والشروط والقرارات، كسار للقيود، وهو الأكثر بحثاً عن الحرية التي يجسدها دائماً عبر فنه، ذلك ما عُرف عن الفنانين في اليمن، هذا التليد في الفن، لقدم حضارته وحضارة شعبه، الفنانون من أبنائه لا تتوقف فنونهم عن النبض، والفن اليمني بسببهم لا يتوقف عطاؤه، برغم كل القيود التي يعانيها الفن وأهله منذ عشرات السنين. والحال لم يتغير كثيراً، بعد الإطاحة بنظام الرئيس صالح في 2011، الذي حكم البلاد منذ 1978 ذلك أن الفنان يجب أن يخُضِع فنه لما يشتهيه الحوثيون، كما كان الأمر في عهد الراحل صالح.
لكن ليس جميع الفنانين في اليمن يخضعون لقرارات الأنظمة والمليشيات التي تحكم بالسوط والنار والحديد، بل إن الغالبية العظمى من الفنانين، يبعدون فنهم عن مجرى ما يشتهي الجاثمون على رقاب الشعب.
الحوثيون اذناب الفرس، الذين وقد فرضوا وجودهم في مؤسسات الدولة اليمنية، وسطوتهم على قراراتها، فرضوا كذلك، من خلال سيطرتهم على وزارة الثقافة، بقراراتهم وتشديد قبضتهم على الفنانين، الذين عرف عن رفضهم، بحسب طبيعتهم المبنية على الحس المرهف، أن يكون الجهل هو السائد والحاكم المستبد بالقرار، وفق ما أعلنوه في مناسباتهم المختلفة.
الفنانون اليمنيون، ومنذ أيام، طلب الحوثيون أن يغنو ويطربوا ضد عاصفة الحزم، وهددوهم بالسجن والتعذيب إن لم يفعلوا.
إن الانقلابيين يريدون فناً يقدس السيد ويكفر من يرفضه، وهذا يتنافى مع القيم والأخلاق، ويشجع على القتل وسفك الدماء، ومحاربة كل من يقوم بتوعية المجتمع، أو ينتقد الفساد بتقديم رسالة هادفة للجمهور.
آن سياسة الحوثي للفن، تقضي بمصادرة حرية الرأي، وإقفال جميع القنوات التي لا تغطي جرائمهم في اليمن، علاوة على ذلك، سياستهم هي تكميم الأفواه من خلال قانون القوة بالسلاح الذي تسبب في أزمات نفسية وعدم استقرار وأعاق الابداع فنا وفنانين .
لقد عانى كل اليمنيين، بلا استثناء، من همجية عصابة الحوثي القادمة من كهوف مرّان، وكان الفنان أكثرهم معاناة، بالذات ذلك الذي آمن بأن الفن رسالة وأنه ضمير الشعب، أما من سلك طريق الحياد والصمت، فخيانته عظمى لدينه ووطنه، إلا أن الأحرار من الفنانين اليمنيين تم اعتقالهم وإيداعهم السجون، وتعذيبهم، والبعض منهم حاول الخروج الى خارج البلاد، باحثآ عن الهدوء، وراحة البال، ومع هذا التعامل الوحشي مع رقاق القلوب، وتغريد البلابل لابد من إنقاذ اليمن من طغيان هذه الميليشيات المتمردة.
إن المعركة مع الحوثيين لها جانب فكري خطير لا ينتهي بطلقة رصاصة، بل لا بد فيه من رفع مستوى الوعي في مجال الفن والفنانين، بكل اشكالة المختلفة، واستقطاب من اراد النجاة بالفن، وهنا لابد من وزارة الثقافة، أن يوجة دعوة الى كل المبدعين، واحتضانهم بالعاصمة الحبيبة عدن.
الفن جبهة لا يستهان العدو بأثرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى