بعد 4 أعوام من القتال.. من يحكم اليمن؟ كر وفر في كل الجبهات وتقدم في الساحل الغربي نحو الحديدة

> صنعاء / عبد العزيز العامر*

> أدخلت الأزمة السياسية اليمنية تغيرات كبيرة على خارطة اليمن، فقسمتها إلى مناطق نفوذ، تخضع لسيطرة عدة أطراف متصارعة بعد قرابة أربعة أعوام من القتال المتصاعد بين قوات الجيش الموالي للحكومة الشرعية والمدعومة من التحالف العربي، والمتمردين الحوثيين.
المعارك في جبهات القتال خلال الأشهر الأخيرة شهدت عمليات كر وفر ولم يستطع أي طرف حسم المعركة في أي جبهة باستثناء جبهة الساحل الغربي لليمن الذي أحرزت فيه القوات الجنوبية (التي تريد الانفصال) تقدما باتجاه محافظة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر والذي يقع فيها ثاني أهم الموانئ اليمنية.
خريطة السيطرة:
*جماعة الحوثيين
لا تزال جماعة الحوثي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء مركز صنع القرار، ومحافظة صعدة، المعقل الرئيسي للجماعة وعمران، وذمار، والمحويت والحديدة وريمة غربًا ومحافظتي حجة وإب وسط البلاد بالإضافة إلى سيطرة الحوثيين على أجزاء كبيرة من محافظة البيضاء أهم معقل رجال القبائل شرق اليمن.
*حزب الإصلاح
أفرزت الأزمة في اليمن عدة تشكيلات وجماعات مسلحة وأصبح كل حزب لديه ميلشيات تسيطر على أجزاء من الأراضي اليمنية فالمقاومة الشعبية التي تقاتل تحت مظلة الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًّا بزعامة الرئيس عبدربه منصور هادي، تفرع منها عدة تكوينات مسلحة منها التيار السلفي والإخوان المسلمين وحزب الإصلاح وهو جناح مسلح يتبع الرئيس هادي.
في محافظة مأرب، شرق اليمن، مناطق حقول النفط والغاز، فيما يسيطر قوات تابعة لحزب الإصلاح فرع الإخوان المسلمين في اليمن بقيادة المحافظ سلطان العرادة، فيما لم يعد هناك أي قرار لحكومة وشرعية هادي وحكومته فيما يسيطر الحوثيون فقط على بعض مديريات مأرب مثل «صرواح» و«حباب» و«حريب القراميش» غرباً، وأجزاء من مديرية «حريب» جنوب شرق مأرب، وفي مديرية «مجزر» تدور معارك كر وفر بين الجانبين كما يسيطر الحوثيون على مركزمحافظة الجوف، «الحزم» وبقية المناطق بها.
أما في محافظة البيضاء، تدور معارك بين الجانبين، إلاّ أن الحوثيين يسيطرون على غالبية مناطقها، بينما تشهد مناطق مثل «الزاهر» و«رداع» و«البيضاء مركز المحافظة» ومناطق «قيفة رداع» عمليات قتالية مستمرة تصل حد المواجهات.
*التيار السلفي ومقاتلو الحكومة
لا يزال هناك في محافظة تعز نسبة ليست بالكثيرة من القوات العسكرية التي توالي الحكومة الشرعية وتقاتل تحت رأيتها ففي المحافظة التي تعد أكبر مدن اليمن من حيث عدد السكان تدور معارك عنيفة، بين الحوثيين من جهة، والمقاومة الشعبية ومقاتلون من التيار السلفي بقيادة أبو العباس من جهة أخرى، وخصوصاً في مدينتي تعز والقاعدة، ومديريات جبل صبر، ومشرعة وحدنان في الوقت الذي تسيطر فيه مجموعات مسلحة تابعة للتيار السلفي على مناطق واسعة من تعز فيما تسيطر المقاومة الشعبية وقوات الشرطة العسكرية على مركز المحافظة.
*الجنوب
قبل أكثر من عامين تمكنت المقاومة الجنوبية وبدعم من قوات التحالف العربي من تحرير مدينة عدن الذي اتخذتها الحكومة عاصمة مؤقتة لليمن لكن تفكيك اللغز العصي في عدن لايزال صعبا لاسيما إن قوات الحزام الامني والمجلس الانتقالي المدعوم من أبو ظبي هم من يفرض السيطرة على المدينة بنسبة 80 % فيما النسبة المتبقية تحت سيطرة قوات الحماية الرئاسية .
وتخضع محافظتا حضرموت وشبوة لقوات مايعرف النخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية فيما يسيطر قوات تابعة للحكومة وآخرون موالون للقبائل على محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان.
*القاعدة وأنصار الشريعة
تلاشى في الآونة الأخيرة الظهور العلني لتنظيمي القاعدة وأنصار الشريعة في اليمن بعد أن تلقى عدة ضربات مسلحة من قبل عدة جهات منها قوات الحزام الأمني ومكافحة الإرهاب الموالية للزبيدي ( محافظ عدن السابق) وقوات الحكومة والتحالف العربي، فأصبح التنظيم ليس له مقر ثابت حيث ينشط التنظيم بين حين وآخر في كل من محافظة حضرموت شرق اليمن ومنظمة عزان في محافظة شبوة ومديرة قيفة رداع بمحافظة البيضاء التي تخضع لسيطرة الحوثيين فيما يقوم التنظيم بعمليات انتحارية شبة متواصلة في محافظة عدن آخرها الهجوم بسيارتين مفخختين على مقر مكافحة الإرهاب وأدت تلك التفجير إلى مقتل وإصابة أكثر من 50 شخصا.
*سيناريوهات معارك اليمن
منذ قرابة العام هناك توقف في كافة الجبهات لم يستطع أي طرف التقدم أصبحت كل الجبهات بين كر وفر لم يحسم أي طرف الأمر في أي معركة باستثناء جبهة الساحل الغربي.
عبدالخالق النقيب، المحلل السياسي اليمني قال إن الجمود السياسي وتوقف المفاوضات اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة والدول العشر ، مرتبطة بدخول المواجهات العسكرية مرحلة الكر والفر وتقارب التوازن العسكري للأطراف، علاوة على زيادة وتيرة الاتهامات بتخاذل التحالف وعدم نيتها للحسم العسكري وتسييس المعارك وربطها بحسابات متداخلة لها ارتباط بالاستراتيجية التي تعتمدها قوى النفوذ في المنطقة وربط الملف اليمني بملف سوريا وتقاسم النفوذ بين ممثلي الأقطاب العالمية «أمريكا والسعودية وحلفائها» من جهة و«روسيا وإيران وحلفائها» من جهة ثانية.
وأضاف في تصريح خاص لمصر العربية، إن تزايد التوجه الذي تتبناه الرياض وأبوظبي في حرب اليمن لا يسير أساسا باتجاه دعم الشرعية، علاوة على أنه لا يتم إعادة تقييم عملياتها العسكرية وفقاً للقواعد العسكرية التي يمكن البناء عليها في إجبار انقلاب صنعاء على الرضوخ لاشتراطاتها، وإنما يتم إخضاع المعارك ومسار الحرب لسلسلة طويلة من الحسابات المتداخلة التي لا علاقة لها بما أعلنته من أهداف تم تأطير العمل على إنجازها في هامش زمني لا يتعدى ثلاثة أشهر من ليلة 26 مارس 2015 ، وفق أسوأ تقديرات السيناريوهات المحتملة التي وضعت مطلع الحرب.
وتابع: "هو ما عزز قناعة الكثير من المراقبين بأن التحالف السعودي الإماراتي قد بالغ قي استهانته بالقدرات التي يمتلكها حلف صنعاء وسعي الإمارات والسعودية المتواصل في التقليص من استماتة الجيش المقاوم ومقاتلي أنصار الله واستراتيجية استفادتها بما تبقى لدى الجماعة من قدرات فاعلة بتغيير سير المعارك وقلب المعادلة القتالية لصالحها".
ومن جانبه يرى الباحث اليمني الدكتور عبده البحش أن النظر إلى الحرب الأهلية الدائرة في اليمن نظرة سطحية أو عاطفية كما يفعل الكثير في قراءاتهم لوتيرة المعارك الدائرة بين الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والمليشيا الحوثية الشيعية المدعومة من الحكومة الإيرانية، لأن الصراع في اليمن هو جزء من الصراع الإقليمي والحرب الأهلية الدولية في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر وليبيا.
وقال في تصريح خاص لمصر العربية، إن وتيرة التقدم والزحف في المشهد اليمني شبه متوقفة منذ أكثر من عام على الأقل، وخاصة بعد أن تم تحرير الأراضي الجنوبية التي كانت تابعة لما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية فضلاً عن أجزاء واسعة من محافظتي الجوف ومأرب بالإضافة إلى التقدم البطيء في جبهة الساحل الغربي.
*بديل الإخوان
وتابع: "جانب آخر من جوانب الفشل في إلحاق الهزيمة بالمليشيات الحوثية يتمثل في التناقضات أو التباينات في الأفكار والرؤى والأيديولوجيات والمصالح والأهداف الخاصة بالمجموعات اليمنية المحلية التي تقاتل تحت راية التحالف مثل الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية والسلفيين والإخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات المحلية الأخرى والتي تكيد لبعضها البعض وتهاجم بعضها البعض وتخشى من سيطرة بعضها على بعض، وهو ما جعل المشهد اليمني شبيها بالمشهد الأفغاني بعد خروج الاتحاد السوفيتي من أفغانستان.
وبالإضافة إلى ذلك برز اتجاه جديد تقوده الإمارات العربية المتحدة يسعى لتمكين قوى أخرى معادية للإخوان المسلمين الذين يمثلون زخما كبيرا في مختلف الجبهات وهو ما جعل التحالف يعيد حساباته في قضية حسم المعركة حاليا حتى يبحث عن قوى بديلة للإخوان المسلمين تتولى القيادة والسيطرة على المناطق التي سيتم تحريرها من الحوثيين في المناطق الشمالية وعلى الأرجح أن هناك خطوات عملية قد بدأت برعاية التحالف لتمكين طارق صالح للقيام بهذه المهمة من خلال فتح جبهة جديدة يقودها طارق صالح مستعينا بالقوى الموالية للرئيس صالح الذي اغتاله الحوثيون.
*عن: "مصر العربية"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى