منطقة السبيل الساحلية بمضاربة لحج.. فقر وحرمان وغياب للخدمات الأساسية

> تقرير/ معين الصبيحي

> منطقة السبيل إحدى مناطق مديرية المضاربة ورأس العارة بالصبيحة التابعة إدرايًا لمحافظة لحج، وتمتد عبر عدة صحاري متلاصقة حتى مناطق رأس العارة والمنفاح الساحلية الغنية بالأسماك.
وهي عبارة عن مركز إداري يضم عددا من المناطق المأهولة بالسكان أهمها: (عُزافة، وجديمة، والجنة، والصدف)، ويسكنها، وفقاًَ لتقديرات شعبية سليمة، أكثر من 500 أسرة.
وهي قرى مترامية الأطراف، منازلها مبنية من القش واللِبن والأحجار والبردين (بلوك) وجميعها تفتقر لأبسط الخدمات العامة.
وتتميز مناطق العارة بالصبيحة بكونها مناطق ساحلية وزراعية، فتزدهر بزراعة البصل، وفي منطقة عُزافة وحدها توجد أكثر من خمسين مزرعة لمستثمرين من أبناء المديرية وغيرها، فضلاً عن الحركة النشطة في مناطق السبيل المختلفة كجديمة وغيرها.
ويقف الفقر والحرمان عائقا أمام أهالي السبيل باستثمار الأراضي الزراعية بشكل مناسب لعدم تمكنهم من شراء مضخات لري محاصيلهم.
ويعتمد الأهالي على الزراعة ورعي الأغنام بدرجة رئيسة، أما الوظائف الحكومية فلا ينتسب إليها إلا القليل.
وبحسب الأهالي فإن زراعة البصل تدر عشرات الملايين للمستثمرين، وتوفر المئات من فرص العمل لأبناء المديرية ومديريات أخرى كالمخا بمحافظة تعز وغيرها.
فيما يمتهن الآخرون مهنة اصطياد الأسماك، ويعد ساحل الصدف من أشهر مناطق الاصطياد والغني بالأسماك كالحبار الشهير عالميًا.
جانب من مزرعة البصل
جانب من مزرعة البصل

وتقف قوارب الصيد القديمة والبدائية أحد العوائق أمام الصيادين، حيث لا تمكنهم من الدخول لمسافات كبيرة في البحر، وهو ما أنعكس سلباً على عملية الاصطياد لديهم، فضلاً عن عدم وجود جمعيات سمكية أو داعمين للدفع بوضعهم نحو الأفضل.
*مشروع مياه معطل
استفادت قرى المنطقة نحو ستة أعوام من مشروع مياه وضعه وزير الدفاع محمود أحمد سالم الصبيحي، وكان بفضل جهود الوزير الذاتية استمر المشروع كواقع ملموس على الأرض حتى وقع في الأسر لدى مليشيات الحوثي، في مارس عام 2015م، وحدوث خلاف شخصي بمنطقة السبيل، والتي لم تُحل حتى اللحظة، رغم المطالبات الواسعة والمستمرة لإنهاء الخلاف ليستمر المشروع.
ونتيجة لتوقف المشروع أصبح الأطفال والنساء يقطعون مسافات تتجاوز عددا من الكيلو مترات لجلب المياه على ظهور الحمير من آبار المناطق المجاورة.
*وحدة صحية متوقفة
شهدت منطقة السبيل منذ عقدين بناء وحدة صحية من قِبل عضو المجلس المحلي منيف محسن، قدمت خلالها للأهالي خدمة طبية وفقاً للإمكانات المتاحة، غير أنها توقفت عن العمل منذ أربعة أعوام.
وفي العام الماضي قامت منظمة العمل لمكافحة الجوع بتأهيلها، بالإضافة إلى التعاقد مع موظفين للعمل فيها، إلا أنها باتت مأوى للنازحين من أبناء محافظة تعز، وحتى الآن لم تقم السلطة المحلية ومكتب الصحة بأي حلول لهذه المشكلة، والتي حرم جراءها المواطنون من خدماتها الصحية، وأهمها التحصين والتغذية والقبالة والترصد وغيرها.
مدير الوحدة الصحية
مدير الوحدة الصحية

وأوضح مسئول الوحدة الصحية بالمنطقة علي صالح عباد أن “إغلاق الوحدة الصحية يعد مشكلة يجب حلها من قبل الجميع بتوفير مساكن للنازحين”.
وقال: “نحن نقدر مأساتهم إلا أنهم في ذات الوقت أعاقوا عملنا وعمل المنظمات، وسببوا معاناة للأهالي، وأجبروني وزميلة لي على العمل من منازلنا، وقد تمكنا في الفترة الماضية من إخراج منطقة السبيل من سوء التغذية الحاد (سام)، والقضاء على مرض الحصبة، وهذا إنجاز عظيم يعرفه أهل الشأن، ولكن عدم فتح المرفق سيجعل كل ما أُنجز هباء”.
*مدرسة تعاني نقصا في المعلمين
توجد في منطقة السبيل مدرسة للتعلم الأساسي، مكونة من سبعة فصول دراسية، وتُعد أقدم وأعرق مدارس المديرية، ويعود تاريخ تأسيسها إلى خمسينات القرن الماضي، وكانت تسمى بـ “مدرسة الشهيد علي حسن عبيد”، أحد شهداء المنطقة في أحداث يناير 86م، وتم تحويل اسمها فيما بعد إلى مدرسة السبيل.

حالياً تعاني المدرسة الإهمال ونقصا كبيرا في المعلمين، على الرغم من وجود الخريجين المتخصصين في كافة المجالات من أبناء المنطقة، والذين ما يزالون محرومين من التوظيف في السلك التربوي أو حتى التعاقد مع بعضهم لتسيير العملية التعليمية فيها، وفيها معلمات متطوعات دون أي مقابل، بل إنهن يعانين الكثير من المعوقات والصعوبات.
وتسبب بعد المسافة وعدم توفر وسائل النقل في عزوف الكثير من الفتيات عن التعليم، ويضطر الكثير من الطلاب الراغبين في مواصلة التعليم إلى الالتحاق بمدارس رأس العارة، قاطعين مسافات طويلة تتجاوز الثلاثة كيلو مترات مشياً على الأقدام أو على الدراجات النارية”.
تقرير/ معين الصبيحي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى