تنقطع لأكـثــر من ثلاثة أيام بشكل مستمر.. خدمة المياه متردية في أحياء كريتر ولا أمل بالانفراج

> تقرير/ كيان علي شجون

> تُعد مديرية صيرة (عدن القديمة) من أكثر مدن العاصمة عدن معاناة من أزمة المياه، لاسيما المناطق الواقعة في أماكن مرتفعة، لضعف وصول الخدمة إليها.
وولّد تردي وصعوبة وصول المياه، الناتج عن ضعف المضخات الخاصة، الكثير من المتاعب والصعوبات لساكني المناطق المرتفعة، ما أجبرهم على جلبه من مسافات بعيدة.
وشكا مواطنون من تعرضهم في أوقات كثيرة للطّرد والمنع من قِبل القائمين على المساجد التي يجلبون منها الماء، وكذا من إغلاق خزانات المياه الخاصة بالمنظمات من قبل المسئولين عنها بذريعة التسبب بخلق حالة من الإزعاج، خاصة في وقت الفجر.
ويقضي الكثيرون ليلهم باحثين عن الماء والعودة به محمولا على أكتافهم أو على عربات، ويصبحون إلى أعمالهم وأشغالهم، الأمر الذي يتكرر معهم بصورة مستمرة.
*ينقطع أياماً
يقول المواطن محمد علي، وهو أحد سكان منطقة البوميس: "المياه تنقطع عنّا لأكثر من ثلاثة أيام وقد تزيد في بعض الأحيان، الأمر الذي نضطر على إثره إلى جلبه من المساجد والخزانات التي وضعتها بعض المنظمات أو من أقرب مكان نصل إليه".
مواطنون يقومون بتعبئة المياه
مواطنون يقومون بتعبئة المياه

أما المواطنة تغريد أحمد عبدالله فقالت: "أسكن في منطقة شعب العيدروس، والماء يصل إلينا يوما وينقطع في اليوم الآخر، أما الأماكن المرتفعة فلا يصلها نهائياً، ولهذا تجد المواطنين فيها يقطعون مسافات طويلة لإحضاره من المساجد أو الخزانات، وما يوفرونه لا يكفي إلا ليوم واحد لعدم مقدرتهم على تعبئة جميع الأواني ولكثرة الاستخدام أيضاً، وهنا نتساءل عن سبب عدم استمرار وصوله لمنطقتي شعب العيدروس والعيدروس كالمناطق الأخرى بشكل يومي".
*شبكات خاصة
يقول المواطن أحمد حسن "لا نعرف السبب الرئيس للانقطاعات المستمرة لهذه الخدمة، فعمال مؤسسة المياه يعيدون المشكلة لنقص منسوب المياه، ويعيدها آخرون لتردي وتكسر أنابيب الشبكة، فيما يتهم البعض عمال المؤسسة بعمل شبكات خاصة للتجار، ووضع (سدادات) للأنابيب للحصول على المال دون رقيب أو حسيب".
وأوضح حسن في حديثه لـ«الأيام» بأن "المضخة التي تم وضعها في منطقة البوميس لإيصال المياه إلى البيوت المرتفعة تسببت بانقطاع الماء عن البيوت المنخفضة أو وصوله بأوقات الفجر، في الوقت الذي لم يصل إلى البيوت الواقعة في الجبل".
*أسباب الانقطاع
أوضح نائب مدير المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بعدن فتحي السقاف أن "أكثر المشاكل التي تؤدي إلى انقطاع الخدمة تقع خارج إرداة المؤسسة، كالكسور في الخطوط الرئيسة القادمة من الحقول المغذية للمديريات الأربع: صيرة، خورمكسر، المعلا، والتواهي"، مؤكداً أن "المؤسسة تعمل جاهدة على تغطية كافة أحياء كريتر بالمياه بصورة مقبولة، وتسعى إلى تحسين مستوى الخدمة".
الحمير وسيلة نقل المياه إلى المنازل
الحمير وسيلة نقل المياه إلى المنازل

*مساعٍ للحل
وأشار السقاف في تصريحه لـ«الأيام» إلى أن "إنتاج المياه لم يطرأ عليه أي تغيير منذ عام 2012م في ظل التوسع الكبير الذي تشهده عدن في أعداد السكان والبناء، بالإضافة إلى استيعابها للنازحين من محافظات عدة بسبب الحرب، والتي في مجملها أثرت على مستوى الخدمة، وخاصة في فصل الصيف الذي تتزايد فيه عملية الاستهلاك".
وأضاف: "وضعنا دراسات لحفر آبار جديدة في حقول المياه، وقدم الملف للسلطة المحلية والهلال الأحمر الإماراتي، وحالياً نبحث عن تمويل لتنفيذها، ونتمنى من المواطنين الالتزام بدفع الفواتير ولو بنظام الأقساط من المبلغ، لكونه سيعمل على المساعدة بتمويل مشروع حفر الآبار، وبالتالي ستتوفر المياه"، مشيراً في سياق تصريحه لـ«الأيام» إلى أن "هناك بعضا من عمال المؤسسة من ضعاف النفوس يتعمدون تعطيل الأنابيب وعمل شبكات مياه للتجار دون علم المؤسسة، ونحن في المؤسسة نتخذ الإجراءات القانونية والإدارية ضد من يقوم بهذه الأعمال كالتوقيف أو الفصل".
*منافع وأضرار
وقال في ختام تصريحه: "توجد في كريتر مناطق جبلية مرتفعة، وهناك توسع هائل للسكان فيها، ونظام التموين لم يشهد أي تطور، وما هو متوفر لا يتناسب مع التطورات الحالية، وما قمنا به من تركيب للمضخات في الأماكن المرتفعة كمنطقة البوميس والعيدروس والطويلة أثر بشكل كبير على المناطق القريبة من هذه المرتفعات وأحدثت ضررًا لهم".

*استقلال مالي وإداري
فيما أوضح مدير عام مديرية صيرة خالد سيدو أن "المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي لا تخضع للمديرية ماليا وإداريا، وأن متابعة أعمالها اليومية تتم عبر مكتبها التنفيذي، وكذا لإعطائهم التوجيهات في حال وجود شكاوى من المواطنين لإحالتها للمختصين في المؤسسة بهدف معالجتها".
وقال سيدو لـ«الأيام» إن "المديرية تقوم بتمويل عدد من المشاريع نتيجة للضائقة المالية التي تمر بها المؤسسة بسبب امتناع المواطنين عن دفع الفواتير الخاصة بالخدمة".
ومن أبرز المشاريع الممولة، وفقا لسيدو، "إعادة تأهيل بعض المقاطع من الصرف الصحي في أحياء كثيرة بكريتر، بالإضافة إلى المساهمة في حل انقطاعات المياه والمشاكل الموجودة حاليا من خلال شراء بعض المواد الخاصة بشركة المياه لتغيير الشبكة في بعض الأحياء التي لا تصل إليها الخدمة لوجود خلل بها".
تقرير/ كيان علي شجون

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى