في منتدى (بن جازم) الثقافي في الشيخ عثمان.. الاحتفاء بالذكرى الأولى لرحيل نصير الفن والفنانين فرحان علي حسن

> مختار مقطري

> في واحدة من أرقى الفعاليات الثقافية، نظم منتدى (بن جازم) الثقافي بالشيخ عثمان بعدن، عصر يوم الأربعاء الماضي، 4 من الشهر الجاري، فعالية متميزة، بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل نصير الفن والفنانين، الرجل الكبير، المرحوم فرحان على حسن، الذي توفي في 4/4/2017، وقد اكتظ مقر المنتدى بجمع غفير من الفنانين والأدباء والكتاب والشعراء والمثقفين والإعلاميين والمهتمين وعدد من أساتذة الجامعة، في مقدمتهم الأساتذة، علي عبدالمجيد، رئيس المجلس المحلي بالشيخ عثمان، نجيب يابلي، نجيب سعيد ثابت، أحمد عبدالله حسين، أحمد فضل ناصر، غلام علي، أمل كعدل، محمد الرخم، والأستاذ عبدالله جازم، رئيس المنتدى، وأسرة الفقيد، في فعالية قل أن تجد لها نظيرا منذ عدة سنوات، ضمنها سنوات الحرب. وعاد بعضهم أدراجه فلم يتمكن من دخول المنتدى نظرا لازدحام المكان، وهذا بسبب المكانة العالية للفقيد فرحان علي حسن، رئيس اتحاد الفنانين الديمقراطيين، في قلوب كل المبدعين، وقد حرص المنتدى على أن يكون معظم الأغاني المذاعة خلال الفعالية لموسيقار اليمن الكبير الراحل أحمد قاسم، الذي صادفت ذكرى رحيله الأول من أبريل، الشهر الجاري، ولا علم لي بالاحتفاء بهذه المناسبة من قبل أي جهة.
والفقيد فرحان علي حسن، واحد من رجالات الشرطة (عقيد)، وكان مديرا عاما لمصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني، وآخر وظيفة له مدير قسم شرطة عمران بعدن. ولا شك في أنه خدم سلك الشرطة بكل تفان وإخلاص، لكنه إلى جانب ذلك كان محبا للفن والفنانين، وساعيا للارتقاء بالفن وتقديم جهده ووقته وصحته لخدمة الفنانين، ودعمهم والوقوف بجانبهم وحل مشاكلهم والدفاع عنهم، والمشاركة في تأسيس الفرق الموسيقية والمسرحية منذ ستينيات القرن الماضي، ولذلك أحبه الفنانون، وأعطوه ثقتهم، واعتبروه أخاهم الأكبر وأباهم الروحي، فلجأوا إليه في مشاكلهم وأزماتهم وخلافاتهم، فكان نعم النصير لهم، ونعم الصديق ونعم المسؤول.
وفي كلمته طرح الأستاذ المؤرخ والصحفي القدير نجيب يابلي، ملاحظات على بعض ما جاء في البروشور، الذي ذكر تاريخ ميلاد الفقيد، ولم يحدد أين، وهو من مواليد عدن، وبالتالي واجبنا دائما عدم إهمال أية تفاصيل متعلقة بتاريخ وبجغرافية هذه المدينة، لأن عدن مدينة كونية، وهي أرقى مدن الشمال والجنوب، وعلى مستوى الجزيرة والخليج، وذكر البروشور كذلك أن الفقيد التحق بالشرطة الشعبية عام 1965، ونوه الأستاذ اليابلي إلى أن الشرطة الشعبية لم يكن لها وجود عام 1965، فقد تأسست بعد الاستقلال، ويكون الفقيد قد التحق بـ(أرم بوليس)، ووعد المنتدى بالتصحيح، وهذا منتهى الوعي من الأستاذ اليابلي لرقي وعظمة مدينة عدن، وبأصالة وأهمية تاريخها الذي علينا الاهتمام بمجمله وتفاصيله، كي لا يشوه ويطمس. والتفاصيل التاريخية والجغرافية تساهم إلى حد كبير في صناعة التاريخ والاحتفاظ به في ذاكرتها.
وتحدث الفنان القدير، نجيب سعيد ثابت، وكيل وزارة الثقافة، حديثا شاعريا جميلا ومؤثرا، بدا عليه حبه الكبير للفقيد الراحل فرحان علي حسين، وإجلاله لذكرى رحيله، فبادر بالحضور للمشاركة في ذكرى رحيله، وفاء لصداقة ربطت بينهما ومواقف رائعة للفقيد نحوه، جسد بها التزامه بالوقوف معه ومؤزارته إنسانا وفنانا، كعادته مع كل المبدعين، وكان أبلغ ما قاله نجيب، أن فرحان علي حسن كان هو اتحاد الفنانين، وكان اتحاد الفنانين هو فرحان علي حسن.
وكادت الفنانة الكبيرة أمل كعدل أن تجهش بالبكاء وهي تقول: «كان الفقيد الكبير فرحان علي حسن أبي وأخي وصديقي»، ثم استقام لها الكلام، فذكرت أنها تعرفت عليه بوزارة الداخلية، مطلع الثمانينيات، وتوطدت علاقتهما وعلاقتها بأسرته وأصبحت حميمية، وهي الفنانة الوحيدة التي حضرت الفعالية، وهذا دأبها، الوفاء والعرفان للجميع.
كلمات كثيرة ألقيت، وقصائد قرئت، عن مناقب الفقيد، الإنسانية والفنية والمسؤولية، لكن مقدرتي أقل، والحيز لا يسمح، فليعذرني الجميع.
بعض من السيرة الفنية للفقيد الكبير فرحان
من مواليد عدن عام 1948م، سكرتير عام اتحاد الفنانين الديمقراطيين لثلاث دورات متتالية منذ عام 1976م حتى وفاته، عضو في المكتب التنفيذي لاتحاد الفنانين العرب، شارك في العديد من المهرجانات الفنية العربية والدولية ممثلا للاتحاد، شارك في تأسيس عدد من المنتديات والجمعيات الثقافية والفنية بعدن وانتخب عميدا لها بمحافظة عدن، حاصل على وسام الآداب والفنون من رئاسة الجمهورية، حاصل على درع الثقافة(صنعاء عاصمة للثقافة العربية) عام 2004م.
توفي الفقيد الكبير بتاريخ 4 أبريل 2017، رحمة الله عليه وغفرانه وأسكنه فسيح جناته.
مختار مقطري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى