إعلاميون وناشطون يواجهون مخاطر الأوبئة..ومحاولة رفع مستوى التثقيف الصحي مجتمعيا

> رصد/ رعد الريمي

> كشف مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان/عدن جمال محمد خدابخش أن «ما يقوم به مكتب الصحة في العاصمة عدن هو تقديم جانب الرعاية الأولية فقط، وأن المكتب بات لا يقدم الصحة الثانوية بشكل عام، والتي هي منعدمة، نظراً لعجز الدولة عن تقديم الدعم». وقال إن «الدولة والحكومة رافعة يدها حتى اليوم عن الدعم لقطاع الصحة»، حد تعبيره.
ويشير مصطلح الرعاية الصحية الأولية إلى نشر التوعية الصحية والعمل مع الجهات ذات العلاقة على مراقبة إصحاح البيئة والرعاية المتكاملة للأم والطفل، والتحصين ضد الأمراض المعدية، ومكافحة الأمراض المستوطنة والمعدية، والحد من انتشارها، والتشخيص والعلاج الملائم للإصابات الشائعة، وإجراء الولادات الطبيعية.
فيما يشير مفهوم الرعاية الثانوية إلى هذا المستوى من الرعاية الذي يقوم بتقديم خدماته الأكثر تقدماً وتخصصاً للمرضى ممن يحتاجون لتقييم وفحص صحي قد لا تتوافر أدواته أو إمكانياته في مراكز الرعاية الصحية الأولية، أو للمرضى الذين تستدعي حالاتهم علاجا ورعاية صحية وتمريضية على مدار الساعة.
وأضاف خدابخش أن «مكتب الصحة اليوم بات يعمل بما تقدمه وتمنحه المنظمات الدولية والمحلية التي تمثل الداعم الأساسي للمكتب في عدن من خلال تمويل المشاريع وكذا تمويل بعض المجمعات والمراكز الصحية على رغم ما يعتري هذه المراكز والمجمعات من تعثرات».
وتساءل خدابخش عن مصير مكتب الصحة والمجمعات فيما لو رحلت هذه المنظمات التي باتت تمثل رأس مال الصحة بعدن، مؤكدا على ضرورة دعم الحكومة من خلال قوله : «ولذا يجب على الدولة ووزارة الصحة العامة والسكان تقديم الدعم لمكتب الصحة والمراكز الصحية وذلك لغرض رفع مستوى الصحة في عدن».
خلال الورشة
خلال الورشة

جاء ذلك في ورشة العمل الخاصة بالإعلاميين والناشطين في المجتمع التي نظمها مكتب الصحة العامة والسكان بعدن، بدعم من منظمة اليونيسيف، صباح أمس بمديرية المعلا، تحت شعار «كلنا مسؤولون في التوعية المجتمعية الداعمة لحملات التحصين الوطنية».
وقال مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان عدن جمال محمد خدابخش: «منذ تولي زمام إدارة مكتب الصحة بعدن وأنا حريص على أن يتحول نشاط مكتب الإعلام التثقيفي في مكتب الصحة إلى نشاط مستمر متواصل لا كما هو عليه اليوم من تثقيف موسمي مع الحملات سواء في الإذاعة أو الصحف او المواقع الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي».
وتحدث عن أثر الشائعات التي رافقت حملات التحصين سواء حملة التحصين ضد الكوليرا أو الدفتيريا أو الحصبة الالمانية وقال إن «مستوى الحملة الصحية للدفتيريا خلال الخمسة الأيام الأولى كانت ناجحة غير انها تراجعت بعد ذلك نظراً لانتشار الشائعات التي تتحدث عن عدم مأمونية اللقاحات»، نافيا ان تكون اللقاحات ضارة وان ما تم تداوله عن أضرار اللقاحات والتطعيمات التي وفرتها المنظمات الدولية غير صحيح، مؤكدا أنها آمنة ومهمة جداً لصحة الأطفال والكبار، وأن الآثار الجانبية للقاحات بسيطة وموقتة والآثار الجانبية الشديدة للقاحات نادرة جداً وتخضع إلى رقابة صارمة محلياً ودوليا.
وأشار إلى أن مضاعفات اللقاحات ليست حجة لمنع الأطفال من التحصين، مشيرا إلى أن ما تسببه الأمراض الجائحة والمنتشرة من خسائر للدولة أو لأهل المريض فيما لا سمح الله اصيب بها المواطن، لا تقارن بما تسببه آثار اللقاحات تجاه ما يخسره المواطن حين الذهاب للمراكز الصحية لتطعيم الأطفال والراشدين.

من جانبها أشارت مدير ادارة التثقيف والاعلام الصحي بمحافظة عدن د.نهوان محمد عبده إلى أن «إدارة التثقيف والاعلام الصحي تعمل بشكل مستمر في عموم المديريات مع السكان وكذا مع أئمة وخطباء المساجد وعقال الحارات وإدارات المدارس المختلفة لنشر التوعية ودحض الشائعات ضد حملات التصحين».
وأضافت: «إن التثقيف والإعلام الصحي جزء من برامج الرعاية الصحية للوصول إلى أعلى نسبة من التحصين الروتيني الذي من شأنه يخفف من انتشار الأمراض والإعاقة من خلال رفع نسبة الوعي عند المجتمع وترشيدا للخدمة المقدمة لهذا المجتمع، وان الحملات والتثقيف والإعلام الصحي يدخل في جميع برامج الرعاية الصحية.
وفي الورشة لفت د. نبيل عبده عمر، اختصاصي أطفال، إلى «أهمية أنشطة التوعية التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي بأهمية التحصين الروتيني ضد أمراض الطفولة القاتلة، وان الأطفال هم رأس مال المجتمع و المستقبل وأنهم فلذات أكبادنا وأنهم لا يملكون قرارهم، وأن دورنا في توعية وتثقيف من يملكون قرار الأطفال وهم أهاليهم».
واستعرض د. نبيل مفهوم اللقاحات بأنها «مواد بيولوجية تعمل في مختبرات دولية من المسببات الأمراض من خلال تكوين مضادات بقتلها أو بإضعافها مثل جائحة الحصبة والتي سببها فيروس، وعقب دخوله للجسم يتم التعرف على هذا الجسم الغريب ويتم التعامل معه والقضاء عليه، وبالتالي إذا قضي عليه يأخذ من هذا الفيروس العرف ويرسله إلى جهاز المناعة والذي يتعرف عليه ويصنع ضده مضادات حتى يتكون مضاد خاص لقتل الحصبة».
وأضاف أن «أخذ التطعيمات يأتي من باب التمسك بالأسباب وأنها فرع من فروع الطب المعتمدة وأنه بمقام الدواء وأن علماء الصحة اجمعوا على أن التحصين والتطعيمات من أفضل التدخلات الطبية التي لها مردود صحي واقتصادي».

وتابع: «إن التطعيمات مأمونة وغير مكلفة بالنسبة للمجتمع اليمني، وتعتبر خط الدفاع الأول، وأنها من أفضل التدخلات الطبية للحد من الجوائح الفيروسية وهذه التطعيمات إما سائل يتم تناوله عبر الفم او بحقن، وقد تأخذ جرعة واحدة كتحصين شلل الأطفال أو تطعيم عام كتطعيم الخماسي، وأن التطعيم عملية تحفيز لمناعة الطفل وتنشط المناعة في الجسم وهي رسالة للجسم للتيقظ كجرس انذار لاستنفار الجهاز المناعي».
وأشار د. نبيل إلى ان التطعيم يساهم في كبح انتشار الامراض، وأن حملات التحصين تأتي لرفع نسبة التطعيم الروتيني نظراً ما تعانيه البلاد من هجرة داخلية وهجرة غير شرعية وخاصة ضد شلل الأطفال.
واستعرض د. نبيل آثار حملات التطعيم ضاربا بذلك مثالا لمرض الجدري الذي كان يصيب 15 مليون شخص في العالم والذي كان يموت جراءه 2 مليون مصاب في العالم فيما يصاب منه بالملايين بالعاهات مثل العمى وتشوه الوجه.
لافتا إلى أنه وبفعل التطعيمات وحملات التحصين أسهم في القضاء على هذا المرض وانه خلال 12 سنة نظموا تقييما وانه تناقص بشكل لافتا وخلال 12 سنة وصل العالم للقضاء على الجدري، وأن آخر حالة كانت للجدري في عام 1979م والذي بفضل حملات التحصين اندثر المرض وان 12 سنة التي تم فيها التحصين بلغت تكلفتها 200 مليون دولار غير انه بعد القضاء على الجدري اكتشف العالم انه يكسب مليار دولار وان الجدري يسبب خسارة للبشرية واحد مليار دولار كل سنة.
واكد المشاركون في الورشة التي شارك فيها اعلاميون ونشطاء مدنيون على ضرورة رفع مستوى التثقيف الصحي سواء الرسمي من قبل ادارة التثقيف والاعلام الصحي أو من قبل الاعلاميين والنشطاء المجتمعين ومحاربة الشاعات.
رصد/ رعد الريمي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى