تجاوزت آلام البُعد عن أسرتها وصنعت من نفسها موهبة.. حنين.. فتاة صنعت الحرب منها كاتبة.. فهل تحظى بالاهتمام؟

> حاورها/ علاء حنش

> دائمًا ما أسمع أن الصعاب هي من تصنع النجاح، وأن السهولة هي أكبر عائقة أمام النجاح، وهذا ما أُثبت لي اليوم عندما ألتقيتُ بالشابة الكاتبة حنين محمد المربش، التي ولدت في محافظة تعز وسط البلاد، والتي حدثتني عن موهبتها التي وُلدت من رحم معاناة الحرب الأخيرة، لكن آثار الحرب طمرت موهبتها، ولم تجعلها تتنفس.
فلا زالت الحرب الأخيرة، التي اندلعت رحاها عام 2015 في اليمن، تصنع المواهب الشابة، وربما يتمخض عنها مولد أجيال قادمة مشرفة للوطن، أيًا كان ذلك، شمالًا أم جنوبًا.
لمعرفة كيف ولدت الموهبة لدى الشابة حنين؟ وما هي الصعوبات التي واجهتها؟ وكيف تجاوزتها؟ تجدون كل ذلك في الحوار الآتي:
* من هي حنين؟
- فتاة في ربيع حياتها.. طالبة طب بشري سنة رابعة في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة عدن.. لطالما أحببتُ قلمي وحلمتُ كثيرًا بأن أنحت اسمي في المجال الأدبي أكثر من العلمي، وهذا ما أسعى نحوه دائما وأبداً.. أعيش بمفردي بعد أن شتّت الحرب شمل أسرتي، وطالت المسافات بيننا.. عشتُ طفولتي وكل حياتي في مسقط رأسي تعز ثم قامت الحرب فلجأت إلى مدينة عدن الحبيبة لتحتضنني فأكمل بها تعليمي.
* متى بدأتِ مزاولة الكتابة الأدبية؟
- الكتابة موهبة بدأت بكتابة التعبير في المدرسة منذُ الصغر، فحصدت إعجاب معلماتي، وتشجيع والدي -حفظه الله- الدائم لي ما جعلني أستمر في محاولاتي بسرد قصص قصيرة جدًا ثم رويدًا رويدا قمت بتأليف قصص قصيرة نالت إعجاب زميلاتي في المدرسة وأهلي في المنزل.
* كيف بدأتِ الكتابة؟ أي هل هناك سبب وراء بدايتك؟
- لا يوجد سبب معين في بداية كتاباتي سوى أن عشقي لمنهج مادة اللغة العربيَّة في المدرسة جعل من القلم رفيقًا لي لا أريد مفارقته.. بفترة الدراسة استغل حصص التعبير في التأليف، وفي الإجازات الصيفية أقضي كل صباح بين ورقة بيضاء وقلم يُسطر ما يجول في الخيال.
* ما هي أهم كتاباتك؟
- ربما أهم كتاباتي وأكثرها تأثيرًا على قلوب البعض قصة قصيرة بعنوان «ضمير ميّت»، حيث سردت فيها أحداث طبيب ينقذ حياة طفل تضرّر بفعل حادث مروع لعبوة ناسفة كان سببها والده.
* هل لديكِ مؤلفات؟
- لديّ كتاب يحتوي على خمس قصص قصيرة للأطفال لكنّه للأسف لم يحظَ بالدعم الكافي حتى يُصدر، فبقي كنسخة واحدة احتفظ بها لنفسي.. أما كتابي الحالي فهو بعنوان «حكاية قلم»، ويحتوي هذا الكتاب على خواطر متنوعة تعبر عمّا يكتمه العديد من الفئة الصامتة، وقد تمت طباعته ولله الحمد.
* هل واجهتِ صعوبة في طباعة هذا الكتاب؟
- بالطبع وجدت صعوبات عدة في طباعته، الأمر الذي جعلني في قمة عصبيتي وتوتري.. خطوة كطباعة كتاب تحتاج إلى تفرغ كامل أو على الأقل معرفة كافية بالناس والشوارع حتى يستسهل عليك البحث عن المطابع ومعرفة أسعار تكلفة الطباعة والتعامل مع دار نشر وغيرها الكثير.. وما زاد الطين بلة هو أن الدراسة في كلية الطب تحتاج إلى ذهنٍ صافٍ، وحياة هادئة حتى تستطيع تجاوز الصعوبات وهذا ما افتقدته فكان بالنسبة لي تحديًا هو الآخر بأن أجتاز الامتحانات دون فشل.
* قرأت في كتابك «حكاية قلم» جملة مفادها «ما زالت تطمح بإنتاج عمل عالمي».. ما هو هذا العمل العالمي؟
- كرواية تترجم لعدة لغات أو عمل سيناريو لفلم أو ربما كتابة مسرحية.. حقيقةً تعليمي الجامعي هو ما يقف في طريقي حاليًا، إنّما رسم الهدف بحد ذاته نجاح ويومًا ما سأصل بإذن الله لما حلمت به.
* لماذا طغى الحزن والتشاؤم على أغلب خواطرك في كتاب «حكاية قلم»؟
- بدأت بكتابة هذا الكتاب في أول شهر لي بعد نزوحي من محافظة تعز إلى مدينة عدن.. شعور التوقف عن الدراسة وأخبار الدمار وصور الدماء وما عشته لم يكن بالأمر الهيّن لأكتب فرحًا أو أعيش سعادة.. ثمّ ابتعدت عن أهلي ووحدتي أيضًا سلبت مني القلم لتكتب بكل حزن ما يعانيه القلب ويمتنع اللسان عن بوحه.
* كلمة أخيرة تودين قولها عبر «الأيام»؟
- الشكر لوالديّ فهما سبب نجاحي الأول والأخير.. وكلّ الشكر لأولئك الذين يعملون بصمت معي دون تضجر أو ملل.. وأسمى الشكر والتحية لكم أنتم في صحيفة «الأيام» لتعاملكم الراقي والحسن وتشجيعكم لي بنشر موهبتي على صحيفتكم.
حاورها/ علاء حنش

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى