تقرير دولي يظهر انزلاق 51 دولة بينها اليمن إلى مستويات خطيرة من الجوع.. «الفاو» تواصل مشروع القدرة على الصمود الريفي بلحج وأبين

> تقرير/ رعد الريمي

> حذر الخبير الدولي واختصاصي سلاسل القيمة للثروة الحيوانية والأعلاف بمكتب ممثلية منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في الجمهورية اليمنية د. الشاذلي كيولي في تصريح خاص لـ«الأيام» من تدني مستوى الزراعة في اليمن.
وقال الشاذلي، على هامش ورشة عمل نظمتها الفاو، أمس، في عدن: «إن مستوى الزراعة في اليمن أسوأ من أي دولة في العالم، وهذا عائد إلى جملة من الدراسات التي تتعلق في ما أنتجته الحبوب في البلد، وكذا إلى كون اليمن يمتلك 15 مليون رأس أبقار، فيما الإنتاجية ضعيفة».
*أسباب التدهور
وأضاف بأن ما جعله يصل لهذه النتيجة هي الزيارات الميدانية، وقال: «ومن خلال زياراتي للقرى ومعايشتي للمزارعين والتعرف على الكيفية التي تتم فيها أعمال الري وتربية المواشي والحصول على الحليب نجد أن المجتمع اليمني يعيش أسوأ واقع زراعي وحيواني في العالم».
وأشار كيولي إلى أن تراجع مستوى التحصيل الزراعي والحيواني هو المتسبب في انعدام الأمن الغذائي لكون الواقع الزراعي يحتاج إلى استراتيجية كاملة.. وقال: «بلد يبلغ عدد سكانه 28 مليون ويمثل صنف الحليب جزءا من استهلاكهم اليومي في الوقت الذي يستورد البلد ما نسبته 95 % من الحليب الخارجي من دول عربية وأجنبية فهذا الأمر يعني أن ثمة مشكلة استراتيجية».
وأضاف كيولي: «إن الواقع الزراعي في المحافظات الجنوبية لا يختلف عن المحافظات الشمالية، وأن القطاع الزراعي بصفة عامة إنتاجه ضعيف بل وضعيف جدا».

وأرجع الخبير الدولي أسباب ذلك التدهور إلى عدة مسببات منها قلة المشاريع الممنوحة وغياب الارشاد الزراعي واستخدام التقنيات البدائية في الزراعة والتربية الحيوانية.
وأوضح الخبير الدولي أن المسببات التي ضاعفت من تردي الوضع الزراعي يزاد عليها في المحافظات الجنوبية الطقس كونه غير ملائم، وأن هناك حاجة إلى تدخلات عاجة لدعم القطاع الزراعي والمزارعين خاصة وأن ما نسبته 75 % هم من سكان الريف الذين يعتمدون على ما تجنيه أياديهم سواء في الجانب الزراعـي أو الحيوانـي بنسبة 90 %، وفي حالة عدم الاعتناء بالواقع الزراعي فهذا يعني أن تتحول هذه المناطق لصحراء، الأمر الذي يسهم في الهجرة الداخلية إلى المدن.
*الأزمات الغذائية وتفاقم الجوع
وكان تقرير صدر مطلع العام الجاري حذر من وجود 124 مليون شخص في 51 دولة تتصدرها اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي بمستويات عالية.
التقرير الجديد حذر من الخطر بشأن ارتفاع مستويات الجوع الحاد في العالم. وبحسب آخر إصدار من التقرير العالمي حول الأزمات الغذائية، عانى 124 مليون شخص تقريباً في 51 دولة من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال 2017، بزيادة 11 مليون شخص عن العام الذي سبقه.
وعرف التقرير انعدام الأمن الغذائي الحاد على أنه الجوع الشديد الذي يشكل خطراً مباشراً على حياة المرء أو سبل عيشه.
وعزا التقرير الزيادة في مستويات الجوع وانعدام الأمن الغذائي - إلى حد كبير - إلى النزاعات الجديدة أو تلك التي تصاعدت وانعدام الأمن في ميانمار وشمال شرق نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان واليمن.

والذي نجم عن ظروف الجفاف المطولة أيضاً موسم حصاد رديء في دول تواجه بالفعل مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في شرق أفريقيا وجنوبها.
وقدم التقرير كل من الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي، خلال جلسة إحاطة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة عقدت في روما.
ويشير التقرير إلى أن ازدياد أزمة الغذاء ناجم عن أسباب مركبة مثل النزاع والصدمات المناخية القاسية وارتفاع أسعار الأغذية الأساسية، وهي عوامل غالباً ما تحدث في نفس الوقت.
وقال الشركاء إن الوضع الذي كشف عنه التقرير العالمي يسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات متزامنة لإنقاذ الأرواح وسبل العيش ومعالجة الأسباب الجذرية لأزمات الغذاء.
2400 مستفيد في أبين ولحج
من جهته قال منسق مشروع القدرة على الصمود في الريف اليمني لمحافظتي لحج وأبين، حسن سعيد خميس إن «المشروع يستهدف المزارعين سواء في الانتاج النباتي أو الإنتاج الحيوانية باستهداف عدد (2400) مستفيد في أربع مديريات هي: خنفر وزنجبار (في محافظة أبين)، وتبن وحبيل جبر (في محافظة لحج)، ويكمن أثر هذا المشروع على المزارعين».
وأشار إلى أن الأثر من هذا المشروع المقدم من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) يهدف لتعزيز الصمود الريفي، ويقع ضمن مشاريع الدعم الطارئ بسبب هجرة الريف وانعدام الزراعة نتيجة وجود عدة مشاكل في الزراعة والبذور والآليات والتغذية، ومشكلات أخرى كثيرة.

كما أشار إلى أن «المشروع يحد من الهجرة الداخلية، حيث هناك كثير من الأسر تهجر الريف وتبحث عن مصدر دخل في غير مناطقهم الريفية، حيث يساعد الناس على البقاء والتأقلم من خلال دعمهم بالبذور المحسنة وكذا مساعدتهم في تربية الماشية بسبب ضعف التغذية فيما يخص الثروة الحيوانية، من خلال دعمهم بالأعلاف المركزة والمكعبات العلفية، كما سنعمل في المستقبل القريب على تدريبهم في كيفية صناعة الأعلاف المركزة التي تساعد على تسمين الأبقار والأغنام لدر اللبن من الحيوانات بشكل أفضل».
*المرشد الزراعي والدور الشاق
فيما قالت المرشدة بمحافظة لحج صفية عبدالله: «إننا نعاني من صعوبة في توزيع المكبات العلفية والمولاس، وفي عملية الارشاد وتوزيع ما تمنحه المنظمة بسبب صعوبة المناطق، خاصة أنها مناطق وعرة».
من جهتها شرحت المرشدة إنتصار عيدروس بقولها: «إننا في مديرية حبيل جبر نعاني من جفاف المناطق ونحرص على اكتساب أكبر قدر ممكن من الخبرات، وخاصة من الخبير الدولي كوننا في مديرية لحج اكثر شيء نركز عليه هو إنتاج العلف».
وأعادت عيدروس سبب تراجع انتاج الأعلاف إلى ظروف الحرب وانقطاع الكهرباء وانعدام الوقود والخدمات، «خاصة أن المدينة مر عليها أكثر من عشر سنوات بدون أمطار، وباتت تعاني الجفاف الأمر الذي يضطر إزاءه المزارع في حبيل جبر لبيعها و الهجرة والنزول للمدن».
تقرير/ رعد الريمي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى