انتصارات العمالقة الجنوبية تجبر الحوثيين على تقديم تنازلات لتسليم ميناء الحديدة

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
 الأنظار مازلت متجهة إلى مدينة الحديدة بالساحل الغربي لليمن، حيث تخوض ألوية جنوبية وقوات يمنية مشتركة بدعم من التحالف العربي معركة مصيرية لتحرير المدينة من سيطرة الحوثيين الذين تتهمهم دول التحالف العربي بتنفيذ مخططات إيرانية في المنطقة.

وبالتزامن مع معارك الساحل الغربي التي حررت مطار الحديدة وتتجه الآن نحو تحرير الميناء الاستراتيجي.. تشهد عدد من مناطق الشمال، لا سيما في شمال الشمال، معارك ضمن تكتيك يقوم على فتح عدّة جبهات لإرهاق الحوثيين وتشتيت مجهودهم الحربي وتقليل قدرتهم على الصمود، أملا في تسريع عملية الحسم وتقصير أمد الحرب، غير أن محللين عسكريين يقولون إن تعثر العمليات العسكرية في جبهات نهم ومأرب وتخاذل المقاتلين في مناطق شمال صنعاء لن يخدم هذا التكتيك الذي يسعى إليه التحالف العربي.

ووفقا للمحللين، فإن معارك الحديدة وإمكانية تكثيف عملياتها وتوسيع رقعتها في الساحل الغربي برا وبحرا وجوا هي الأسهل طريقا إلى شل قدرات الحوثيين وقطع الشريان الذي يغذي عملياتهم الحربية.
وذكروا أن تكتيك فتح جبهات في الجوف وصعدة وفي تخوم صنعاء قديم، وأثبت فشله منذ سنوات، وأن النصر العسكري الحقيقي هو التقدم من جهة الحديدة من خلال إسناد المهمات لألوية العمالقة والدعم والإسناد التي تتصدر المشهد العسكري في الساحل الغربي وفي الخطوط الأمامية لمدينة الحديدة.

معارك الأربعة عشر يوما الماضية التي تخوضها ألوية العمالقة والدعم والإسناد الجنوبية أجبرت الحوثيين على تقديم تنازلات في خطوة استباقية لوصول تلك القوات للسيطرة على الميناء؛ إذ ذكرت صحيفة العرب اللندية أن «جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران ألمحت إلى استعدادها لتسليم إدارة ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة، في انفراجة محتملة لصراع أثار أسوأ أزمة إنسانية في العالم».

وقال زعيم جماعة «أنصار الله» عبدالملك الحوثي في خطاب متلفز بثّته قناة «المسيرة» الفضائية مساء أمس الأوّل إنه لا مانع لديه في أن تتولّى الأمم المتحدة الإشراف على ميناء الحديدة والرقابة والتأكّد من أن إيراداته ستجمع وتحفظ حصريا لصرف مرتّبات الموظّفين.
واشترط الحوثي أن «يكمل نسبة العجز في المرتّبات حتى تستوفى وتصبح هذه آلية عملية لتوفير المرتّبات تجمع إيرادات الميناء في البنك المركزي في صنعاء مع إيرادات النفط والغاز وتصرف من صنعاء برقابة ووصاية من الأمم المتحدة وتصرف لصالح المرتّبات».

وميناء الحديدة نقطة أساسية لدخول إمدادات الإغاثة لليمن. وحذر مسؤولون في الأمم المتحدة من أن أي قتال واسع النطاق في المدينة قد يهدد حياة عشرات الآلاف.
جماعة الحوثي كانت رفضت قبل أشهر مقترحا بشأن تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة عقب إغلاقه مؤقتا بسبب اتهام التحالف العربي الحوثيين باستخدام الميناء لاستلام أسلحة من إيران.

وكانت ألوية العمالقة بدعم قوات إماراتية سيطرت على مطار الحديدة يوم الأربعاء الماضي فيما وصفه مسؤول إماراتي بأنه «ضربة عسكرية ونفسية» للحوثيين. وتعزز هذه القوات سيطرتها الآن بقصف تحصينات الحوثيين القريبة.
وقال مصدر عسكري يمني مؤيد للتحالف «الخطة هي تأمين المطار ثم التقدم على الطريق غير الساحلي من بيت الفقيه للسيطرة على الطريق السريع المؤدي إلى صنعاء وكذلك طريق حجة».

وتوجه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيثس إلى العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، كما زار مدينة جدة السعودية الأسبوع الماضي، في محاولة للتفاوض بشأن حل.
وقال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة تحث السعوديين والإماراتيين على قبول اقتراح. وذكر مصدر دبلوماسي بالأمم المتحدة أن التحالف أبلغ جريفيثس بأنه سيدرس الاقتراح.
وأضاف المصدر أن الحوثيين ألمحوا إلى أنهم سيقبلون بسيطرة الأمم المتحدة الكاملة على إدارة الميناء وعمليات التفتيش فيه.

وذكر دبلوماسي غربي أن الأمم المتحدة ستشرف على إيرادات الميناء وستتأكد من إيداعها في البنك المركزي اليمني. ويقضي التفاهم بأن يظل موظفو الدولة اليمنية يعملون إلى جانب الأمم المتحدة.
وقال الدبلوماسي الغربي «أعطى السعوديون إشارات إيجابية في هذا الصدد وكذلك لمبعوث الأمم المتحدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وصدرت عن الإماراتيين أيضا مؤشرات إيجابية لكن لا يزال الطريق طويلا أمام الاتفاق».
وحذرت المصادر من أن الخطة ما زالت بحاجة لموافقة كل أطراف الصراع ولن تؤدي في مراحلها الأولية على الأقل إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وقال جريفيثس في بيان الخميس إنه تحمس «بفضل التواصل البناء» للحوثيين، وسيعقد اجتماعات مع الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي.
وقدمت الولايات المتحدة خدمات تزويد طائرات بالوقود وبعض المعلومات لحملة التحالف بقيادة السعودية في اليمن، لكن مسؤولين أميركيين يقولون إنهم لا يقدمون مساعدة مباشرة في هجوم الحديدة.
وقال الدبلوماسي الغربي إنه لا تزال هناك تساؤلات حول انسحاب الحوثيين من مدينة الحديدة نفسها مثلما تطالب الإمارات وحلفاؤها اليمنيون، وكذلك هناك تساؤلات حول وقف أوسع لإطلاق النار. وأضاف أن التوصل لاتفاق على مغادرة المدينة قد يكون أحد «النقاط الشائكة الكبيرة».

وأدلى عبد الله المعلمي، سفير السعودية في الأمم المتحدة، بتصريحات في المنظمة الدولية أكد فيها على مطلب التحالف، وهو خروج الحوثيين من المدينة تماما، مشيرا إلى التقدم البطيء الذي يحرزه جريفيثس.
وأضاف أن ما يعرضه التحالف على الحوثيين هو تسليم أسلحتهم للحكومة اليمنية والمغادرة في سلام وتقديم معلومات عن مواقع الألغام والعبوات الناسفة بدائية الصنع.

وتعهدت السعودية والإمارات بعملية عسكرية سريعة للسيطرة على المطار والميناء دون دخول وسط المدينة، وذلك لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين والحفاظ على تدفق السلع الأساسية.
ويقول السعوديون والإماراتيون الذين تدخلوا في حرب اليمن عام 2015 إنهم يجب أن يستعيدوا السيطرة على الحديدة لحرمان الحوثيين من مصدر دخلهم الرئيسي ولمنعهم من جلب الصواريخ.

ميدانيا، تستمر العمليات العسكرية التى تقوم بها قوات العمالقة والدعم والإسناد الجنوبية والمقاومة اليمنية المشتركة مدعومة بالتحالف والمقاومة لتأمين الشريط الساحلى شمال الخوخة، وصولا إلى مدينة الحديدة.
وذكرت قناة «سكاى نيوز عربية» أن «الاشتباكات تشتد وتهدأ من حين لآخر على طول الشريط الساحلي شمال الخوخة، وصولا إلى مدينة الحديدة، وتحديدا فى الأطراف الشمالية الشرقية، والغربية الشمالية من مطار الحديدة، ويعد الهدف الرئيسي من هذه العمليات التي تأتي بعد تحرير المطار  هو إبعاد احتمالية وصول ميليشيات الحوثي الإيرانية إلى الطريق الرئيسى».

ومنذ الأربعاء الماضي تشن هذه القوات قصفا مدفعيا من مواقع متقدمة فى الساحل الغربى، لإسناد العمليات العسكرية، ويهدف القصف على مواقع المتمردين إلى تمهيد تقدم القوات على محور الجاح، ومنطقة بيت الفقيه شمالا على الحدود مع مديرية الدريهمي، إلى جانب القوات المتقدمة إلى مركز الدريهمـي.
يذكر أن الحوثيين شنوا في الساعات الماضية قصفا عشوائيا على المناطق التي فقدوا السيطرة عليها في المديريات الثلاث، وأسفر القصف الحوثي عن وقوع ضحايا من المدنيين..
 إذ قتل 9 أشخاص من أسرة واحدة في قذيفة سقطت شمال شرقي منطقة حيس.

وتحاول القوات المشتركة دفع هذه الميليشيات ناحية الشرق، لتأمين الطريق الساحلي للمدنيين، وللقوات المتقدمة داخل مدينة الحديدة، نظرا لأن هذه الميليشيات تحاول خلق جبهات في ظهر القوات المتقدمة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى