الحوثيون بحاجة إلى ميناء الحديدة حتى لو كان تحت إشراف أممي

> «الأيام» غرفة الأخبار

>  قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني خير الله خير الله إن “التأخير الذي طرأ على استعادة ميناء الحديدة يندرج في سياق خطة واضحة تستهدف بلوغ الهدف من دون التسبب بخسائر كبيرة في صفوف المدنيين”.
وأضاف، في مقال بصحيفة “العرب اللندنية” أمس، إنهُ “لا يمكن تجاهل أن الحديدة ليست ميناء فقط، بل هي مدينة كبيرة يصل عدد سكانها إلى نحو 800 ألف نسمة”.

وأشار إلى أنهُ “لا يمكن تجاهل أن أهل الحديدة والمنطقة المحيطة أناس مسالمون لا علاقة لهم بالسلاح المنتشر بين قبائل الشمال”.
وقال: “ليس في وارد أن يقاتل أهل الحديدة الحوثيين.. القتال ليس من عاداتهم، كلّ ما يستطيعون عمله هو اعتماد الصبر في انتظار اليوم الذي يستعيدون فيه حريتهم بعدما عاثت الميليشيات المذهبية التي ترفع شعارات إيرانية فسادا في المدينة”.

وأضاف: “فوق ذلك كلّه، هناك عاملان يمكن أن يؤخرا الحسم العسكري، أولهما أن استمرار الحرب يشكل مصدر ربح لعدد كبير من الأطراف في اليمن وخارج اليمن، أمّا العامل الثاني فهو عائد إلى أن الجيش الوطني اليمني والتحالف العربي لا يستطيعان إلا مراعاة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مارتن جريفيثس الذي يصرّ على إعطاء فرصة للحوثيين”.

وأكد أن “هذه الفرصة ما هي إلا هامش للمناورة يستخدمه الحوثيون وإيران، من أجل المناورة”.
وعن طبيعة هذه المناورة، قال خيرالله: “من حسن الحظ، أن هذه المناورة لا تنطلي لا على التحالف العربي ولا على القوى الموجودة على الأرض التي تعرف تماما أن اللغة الوحيدة التي يفهمها الحوثيون هي لغة الحسم العسكري”.

وتابع: “ليس بعيدا اليوم الذي سيكتشف فيه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أن هؤلاء لا يحترمون كلمتهم ولا الاتفاقات التي يوقعونها، لو كانوا يحترمون أي اتفاق يمكن التوصل إليه معهم، لما كانوا انقلبوا على اتفاق السلم والشراكة”.
وقال الكاتب اللبناني إنه “لا وجود لحلول وسط مع الحوثيين لا يستهدف كلّ ما يطرحونه الآن بالنسبة إلى تسليم الميناء للأمم المتحدة سوى كسب الوقت، هناك حاجة ماسة لدى الحوثيين إلى ميناء الحديدة حتّى لو كان تحت إشراف الأمم المتحدة، المهمّ أن يبقوا في المدينة وفي داخل الميناء بطريقة أو بأخرى لضمان مصالحهم.. ما يعني ضمان هذه المصالح؟ يعني أوّلا استيفاء رسوم وخوات على البضائع التي تمر بميناء الحديدة من جهة، واستخدام الميناء من أجل تهريب الأسلحة التي مصدرها العراب الأكبر للحوثيين، وهو إيران، من جهة أخرى”.

وأضاف: “عاجلا أم آجلا ستستعيد الشرعية الحُديدة. لا خيار آخر غير إغلاق كل الموانئ اليمنية في وجه الحوثيين الذين سيكون عليهم الانكفاء في اتجاه شمال الشمال في انتظار معركة صنعاء”.
وأكد أن “تحرير الحديدة لن يكون إلا خطوة أخرى على طريق توجيه ضربة قاضية للمشروع الإيراني في اليمن، فلو لم يكـن ميناؤها مهمّا لما كان ذلك التشديد من الأمين العام لحزب الله على ما يدور في اليمن”.

وقال: “حرص حسن نصرالله على القول (إنّه خجول لأنه ليس بين المقاتلين اليمنيين على الساحل الغربي)، من الواضح أن مثل هذا الكلام الذي يرادُ منه رفع معنويات الحوثيين لن يؤدي إلى نتيجة”.
وتابع “الواقع أن هناك أفقا لمعركة اليمن وأن هذا الأفق يتجاوز اليمن لأنّه يصب في المواجهة التي تستهدف التصدي للمشروع الإيراني ككلّ، ليست معركة اليمن التي يعطيها نصرالله كلّ هذه الأهمية ثم يقول إن “لا أفق لها”، أي يقول الشيء ثم عكسه، سوى حلقة في سلسلة المعارك التي تخاض حاليا في المنطقة للحفاظ على ما بقي منها، أكان ذلك في الخليج العربي، أو في العراق أو في سوريا أو في لبنان”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى