(المكلا) المدينة الوحيدة التي تخلو من السلاح والسبب حادثة وقعت قبل 90 عاماً

> «الأيام» عربي بوست

>
 من الطبيعي أن يكون السلاح في اليمن في أيدي الجميع، وهو تماماً ما قد تتصوره في بلدٍ في حالة حرب؛ إذ تحمل القوات الحكومية المُعترف بها دولياً بنادق الكلاشينكوف في حرب اليمن. وكذلك يفعل الحوثيون المدعومون من إيران، الذين أطاحوا بالحكومة عام 2015 .

لكن الأمر اللافت في هذا البلد هو أن حمل السلاح لا يقتصر على المقاتلين فقط؛ إذ تتصدر اليمن أعلى مُعدَّل لامتلاك السلاح الخاص بالنسبة للفرد في العالم، ولا يتفوق عليه في ذلك سوى الولايات المتحدة، مع الفرق الشاسع بين البلدين من ناحية القدرة المادية لسكان الأخيرة في تحمُل تكاليف أسلحة أكثر بكثير.

عند التجول في مدن اليمن ترى الكثير من اليمنيين يضعون بنادقهم على أكتافهم أو يحملون مسدساتهم في سراويلهم قبل الخروج من منازلهم. ويُبَاع في الأسواق كل شيء، بدءاً من المسدسات وحتى مدافع البازوكا. ولا يمكن أن تتعمَّق في معظم المدن دون رؤية شخص يحمل بندقية.

المكلا.. مدينة مختلفة عن باقي اليمن
لكن هناك مدينة شاذة عن هذا المشهد، فهذه المكلا، عاصمة محافظة حضرموت على الساحل الجنوبي، مدينة غير عادية بالنسبة لبقية المدن، لا يحمل الأسلحة فيها سوى العسكريين. ليس ذلك فحسب، بل وتحذّر اللافتات المدنيين من حمل السلاح في الأماكن العامة. وعلى الراغبين في دخول المكلا تسليم أسلحتهم في واحدةٍ من نقاط التفتيش العديدة، ويقوم الجنود بتوزيع إيصالات تسلّم، بحيث يمكن لمالكي الأسلحة استعادتها عند المغادرة.

وتحتوي حاوية تخزين الأسلحة عند نقطة تفتيش «الصلب» على أسلحة مُصادَرة تكفي لتجهيز ميليشيا.

كانت المكلا قد اجتاحها تنظيم القاعدة عام 2015، في محاولةٍ لإقامة إمارة تابعة له بعيداً عن المعارك في الغرب. وبعد عام واحد، انتزع المجندون اليمنيون، الذين تلقوا تدريبات ودعماً من الإمارات العربية المتحدة وقواتها الخاصة في حرب اليمن، السيطرة على الجنوب وطردوا الجهاديين.

وصرح العميد عمر أحمد بادوبيس، الذي يدير العمليات في القطاع الجنوبي من حضرموت، بأنَّ حرب اليمن أدت إلى تدفق الأسلحة. لكن مع ذلك ظلَّت مدينة المكلا هادئة نسبياً منذ ذلك الحين. ويهدف الحظر على حمل الأسلحة إلى إبقائِها على هذه الحال.
لم تحاول مدن أخرى في اليمن تكرار مثل هذه التجربة بحظر السلاح في اليمن، ربما لأنَّها لن تنجح في مكان آخر.

قال أحد سكان المكلا: «إنَّهم يثبتون رجولتهم بحمل السلاح في بعض المناطق الأخرى». وهذه أيضاً هي الطريقة التي تستخدمها القبائل لإظهار قوتها.

لكن المكلا ظلت مختلفة عن بقية المناطق لأجيال بسبب روابطها الوثيقة مع الهند. ففي الثلاثينيات من القرن الماضي، شكَّلت بريطانيا «جيش البادية الحضرمي» لإرغام القبائل المحلية على توقيع اتفاقات هدنة. وكانت النتيجة التي استمرت إلى الآن هي ضعف القبائل وقلة النزاعات وعدم انتشار ثقافة السلاح.

يقول فرج البحسني، محافظ حضرموت: «حتى في النزاعات القبلية، يعزف الناس عن القتال، ويذهبون إلى المحاكم بدلاً من ذلك».

وتقبَّل الحضرميون، الذين يعتبرون أنفسهم مميزين، حظر السلاح في اليمن على نحو جيد. يقول أبو بكر، وهو تاجر في المكلا، إنَّ طموحاتهم السياسية أقل، وبالتالي أكثر سلماً من معظم اليمنيين.  ويضيف أبو بكر أنَّ الأمر بسيطٌ للغاية، «إنَّنا لا نحب حمل السلاح».

 وتروج الصوفية هناك في المنطقة، ويُنسَب الفضل إليها في ابتعاد الناس عن السلاح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى