الدولار = 740 ريالا.. إفراغ ممنهج للسيولة والعملة الصعبة من عدن

> «الأيام» غرفة الأخبار/خاص

>

قال الخبير الاقتصادي أحمد غالب، عضو اللجنة الاقتصادية التي شكلت للمساهمة الاستشارية لمواجهة انهيار الأوضاع الاقتصادية في البلاد، إن الأزمة التي تشهدها اليمن أكبر من اللجنة الاقتصادية ومن الحكومة، بل ومن الدولة بكامل أجهزتها.

ويأتي تصريح غالب في وقت يتسارع فيه هبوط العملة المحلية الى مستويات قياسية وبشكل يومي مخيف، حيث بلغ سعر الدولار الواحد 740 ريالا "عند الساعة 9 مساء أمس الأحد"، في قفزة مفاجئة خلال أقل من 24 ساعة بعدما كان السعر مساء السبت عند 680 ريالا للدولار.

وشهدت العملات الأجنبية الأخرى ارتفاعا لا مثيل له، إذ بلغ سعر الريال السعودي أمس 190 ريالا يمنيا.

وتعصف باليمن أزمة اقتصادية هي الأسوأ في التاريخ مع استمرار الحرب للعام الرابع. وانعكس انهيار العملة  في ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

وقال غالب الذي تبوأ عدة مناصب اقتصادية في الدولة آخرها رئيس مصلحة الضرائب بين الأعوام 2004 - 2007 إن «الأزمة ليست اقتصادية فحسب بل اقتصادية وسياسية وأمنية.»

وأشار غالب في منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) الى انه «وفي ظل انشطار المؤسسات السيادية وتعارض السياسات التي تتعامل مع اقتصاد واحد وعملة واحدة تبقى أي إجراءات (غير التدخل المباشر الذي تفتقر اليه الدولة بسبب عجز الموارد) مهما كانت نجاعتها محاولات للإصلاح ليس إلا ومن باب إذا لم تنفع لم تضر».

وتوصيفا لعمق الأزمة يوضح غالب قائلا: «باختصار، المشكلة أن الدولة لا تسيطر على مرافقها ومواردها السيادية ويدها مغلولة من أي فعل. وأدوات السياسات المالية والنقدية معطلة تماماً.. يفاقم المشكلة الفجوة الكبيرة ببن الموارد والالتزامات وبين العرض والطلب من النقد الأجنبي».

ويحاول غالب فيما يبدو الرد على انتقادات إعلامية يتبناها ناشطون على خلفية استمرار تدهور العملة المحلية في وقت تعجز الحكومة عن كبح جماح هذا التدهور الذي يدفع البلاد الى كارثة إنسانية مكتملة الأركان، كما يقول مراقبون اقتصاديون.

وأكد غالب أن الوضع يحتاج إلى «تدخل إسعافي عاجل من الأشقاء ومحبي اليمن كما رأيناه مع دول شقيقة أخرى أوضاعها أفضل منا ولا تعاني ما يعانيه اليمن من حرب ودمار».

وتابع «ولا يعفي ذلك الدولة والحكومة من إعادة ترتيب أولوياتهما وإصلاح كثير من الاختلالات».

والأسبوع الماضي أقرت اللجنة الإقتصادية، التي أعلن تأسيسها رئيس الجمهورية أواخر أغسطس الماضي برئاسة حافظ معياد، مجموعة من الإجراءات الاقتصادية والمالية التي تعتقد أنها يمكن أن تؤدي إلى استقرار العملة ووقف تدهورها، إلا أن بطء تنفيذ تلك الإجراءات وعدم مقدرة الجهاز المالي للدولة على تنفيذها على الأرض يجعلها غير ذات جدوى.

وعلى نطاق واسع يرى كثيرون أن الفساد الذي يسيطر على الحكومة قد أصاب الشلل كل أدواتها نحو تفعيل الأوعية المالية التي يفترض تقديمها عائدات لخزينة الدولة المفرغة.

وذكروا في إفادات متطابقة أن الدولار ارتفع 50 ريالاً في ظرف يوم واحد، في الوقت الذي ترتفع مؤشرات الانهيار إلى مستويات قياسية جديدة، وسط غياب أي حلول فاعلة.
وقال صيارفة ومتعاملون أمس إن أسعار العملات سترتفع، فالسوق تحت العرض والطلب صرف.

وأضافوا بأن سعر بيع الريال السعودي وصل إلى 197 ريالاً.
وكشف الصيارفة أن تجارا كبارا ومسؤولين في الحكومة يقومون من وقت إلى آخر بشراء كبير للعملات الأجنبية خاصة الدولار والسعودي وتحويلها إلى مأرب.

وقال مصدر بنكي مطلع إنه خلال الشهرين الماضيين فتحت حسابات بنكية في فرع البنك المركزي بمأرب وفروع البنوك التجارية الأخرى.

وتوقعت مصادر أخرى أن تكون الحكومة فتحت حسابات جديدة لوزاراتها في البنك المركزي بمأرب وإيداع أموالها هناك.
ولمحت المصادر إلى أن وزارة النقل في عدن فتحت حساب آخر لها في فرع المركزي بمأرب.

صيارفة: العيسي يعيق نشاط السوق المصرفي ويقحمها في مضاربات
أعلنت نقابة صرافي عدن في وقت متأخر مساء أمس الاحد الإضراب وتوقيف نشاطها المصرفي حتى إشعار آخر.
وقالت في بيان: «نظرا لارتفاع اسعار الصرف والاقبال غير المبرر لشراء النقد الاجنبي بشكل عبثي عبر أيادي وجهات غير معروفة تقف وراء هذا الارتفاع دون أغراض تجارية حقيقية.

ولما تقتضيه المصلحة العامة فإن على الجميع الإلتزام بالتوقف عن البيع والشراء للعملات الاجنبية، والاكتفاء فقط بفتح النوافذ لتسليم الحوالات المالية ابتداء من صباح اليوم الاثنين 1 أكتوبر 2018 وحتى إشعار آخر».
وعلمت «الأيام» إن تجار المشتقات النفطية تمكنوا أمس من سحب كميات كبيرة من العملات الصعبة من السوق أمس.

وقال أحد الصيارفة لـ«الأيام» إن «تجارا يتبعون رجل الأعمال الكبير وتاجر النفط احمد العيسي قاموا بشراء كميات ضخمة من الدولار وبأسعار متفاوتة تجاوزت كل القوانين».

وأضاف «العيسي يستحوذ على سوق الصرافة في عدن، لا نعرف ما هي الدوافع والأسباب التي جعلت هذا التاجر يعيق نشاطنا المصرفي، ويقحم السوق في مضاربات تضر بنا وبالمواطن».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى