على خلفية مانشيت «الأيام» للعطاس في نوفمبر الماضي

>
نجيب يابلي
نجيب يابلي
كل ما جرى ويجري في البلاد يندرج في مخطط «حدود الدم» أو «الشرق الأوسط الجديد»، والكل أدوات لهذا المخطط، لأن صرخة «الله أكبر» أو صرخة «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل» كلها داخلة في الشغل الاستخباري، وإلا كيف نفسر دخول الحوثيين صنعاء في 21 سبتمبر 2014 في ظل وجود أكثر من 25 لواء تتبع الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع؟ وكيف جرى الحديث عن تسليم الإصلاح صنعاء للحوثيين؟
    كانت الزميلة «الأيام» قد نشرت مانشيتاً في واجهة الصحيفة في عددها الصادر يوم الأحد، 26 نوفمبر، 2017 على هذا النحو:
(العطاس: كوادر حزب الإصلاح لن يسمحوا بانتهاء الحرب فهم يستثمرون عوائدها في تركيا)

الغريب في الأمر - ولا غريب إلا الشيطان - أن كل الإصلاحيين، رجالاً ونساءً، تتقدمهم توكل كرمان، موجودون في تركيا. وقد دخل الإصلاح في صفقة القرن عام 2015م في عمليات نقل مئات الجرحى إلى مستشفيات تركيا عبر مؤسستين طبيتين تتبعان الإصلاح، ودفعت الحكومة الفواتير الفادحة، وكان الإصلاح يكيل المديح للحكومة التركية، ولم تكن حاجة للمديح لأن الفواتير كلها مسددة بالعملة الصعبة.

أعداد الإصلاحيين في تركيا كبيرة جداً، والاستثمارات هناك تقدر بـ (800) مليون دولار، وهذا الرقم معلن عنه في وسائل الإعلام وفي شبكات التواصل الاجتماعي. وكان مانشيت المهندس حيدر العطاس نصب العين والإصلاح يمارس أصول اللعبة في الداخل والخارج وهو غارق حتى الأذنين في هذا المخطط في التقسيم الخارجي للبلاد: صنعاء حوثية - مأرب إصلاحية/عفاشية - عدن شرعية/عفاشية و «يا ساعية جري سنبوق» بتوصيف المثل العدني الشائع.

 سرت مع مانشيت العطاس ومحوره الإصلاح وفهلوة استثمار المخطط الاستخباري الجاري حالياً.. وبالعودة إلى الزميلة «الأيام» في عددها الصادر يوم السبت، 29 سبتمبر، 2018م وما ورد على لسان قائد نخبة شبوة: (القوات بمأرب لم تشاركنا أي قتال والقاعدة تأتينا من البيضاء).. وتصريحه يكشف بواطن الأمور، فالقوات في مأرب- كما أوضح صاحبنا- تفوق قوات النخبة وغير النخبة بأضعاف وتسليحها متقدم جداً، وهي جاهزة تنتظر ساعة الصفر لدخول عدن، وهي نفس نتيجة حرب صيف 1994م، وستتوارى الشرعية عن الأنظار بعد عودة الجنوب إلى بيت الطاعة.

قبل أيام التقيت سيدة عدنية فاضلة في الطريق، فسألتها عن حالها وحال زميلاتها في مرفقها، وسألت عن صديقتها فلانة فقالت لي: بارك لها، ستتزوج إلى تركيا من شخص تركي تعود أصوله إلى حافة كذا في مدينة كذا، وحدثت عندي على الفور «دقة وال» بالتعبير العدني، وهمست في نفسي: يرحم الله علي إسماعيل تركي الذي لم يفكر هو وأولاده وأحفاده من بعده بالعودة أو الرجوع إلى تركيا، ولم يكن يفكر في تركيا فهو عدني 100 %، وأدركت على الفور بأنها فبركة إصلاحية، فالبُنيّة منقبة ويظهر أن لها علاقة تنظيمية بالإصلاح وتقرر أن تُزف إلى رفيقها الإصلاحي في تركيا، واقضوا حوائجكم بالفبركات، وفبركة المتأسلم أكثر فضاعة من فبركة العلماني، واللهم أجرنا من فبركات المتأسلمين لأنها ستقودنا إلى الدرك الأسفل من النار..!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى