السلطة الأبدية مفسدة!!

> أحمد عبدربه علوي

>
مقاعد القيادة في معظم الوزارات والمؤسسات العامة أصبحت محجوزة لأناس بعينهم وخاصة في وزارة الخارجية وسفاراتها في الخارج مما يعيد الى الاذهان مقولة اهل الثقة افضل من اهل الخبرة وليذهب الصالح العام إلى النسيان وزراء ورؤساء هيئات ومسئولون كبار يظلون في مواقعهم سنوات بل عقوداً تقع الكوارث والمصائب في مواقعهم كالسرقات والمخالفات المالية والدبلوماسية والتجارة بانواعها المختلفة والفساد فلا تحرك لديهم ساكناً.. بينما نرى في الخارج في الغرب والشرق بل وافريقيا يسارع المسئول بالاستقالة من منصبة بسبب احساسة بالمسئولية من كارثه او حادث وقع في وزارته او في محافظته او سفارته يحدث هذا في اليابان وفرنسا والمانيا، اما في بلادنا فالسلطة مؤبده حتى بعد بلوغ سن المعاش لا حرج من الغاء وتفصيل وتغيير القوانين ليستمر الحبايب الى الابد (ولا من شاف ولا من دري ) اذ كلما استمر مسئول ما في موقعه فترة طويلة كلما ادى ذلك إلى تخلف الادارة التي قودها وعدم مواكبتها لكل جديد مما يعني هذا ان المجتمع يعاني من القوانين المقيده للحريات وعدم تداول قانون صحي لا هناك يوجد نظام الديمقراطي حقيي مما يفرز ازمة ثقة نتيجة للاستهتار بالمواطنين او العاملين يجعل كل شخص في وادي بعيد عمن حوله.

 لذا فان بقاء المسئول لفترة طويلة يخلق حولة مجموعة من اصحاب المصالح المستفيدين من بقائه في المنصب ومن شلة حملة مجامر البخور ورش دواوين القات وغرف الاستقبال بالعطور وتمجيده ومدحه من جماعة التلميع الورنيشي الاعلامي الواسع ولا تفوتنا الملاحظة التأييد المطلق لشغل المنصب الذي يعد بداية لاساءة استخدام المنصب لكن المسألة ايضاً مسالة ضمير (اذ كان عاد شيء واحد عنده ضمير) في هذا الزمان العائب المعيوب ومما تلاحظه من الممكن ان يكون هناك مسئول لم يكمل عاماً واحداً في منصبة ونجدة يستغل ذلك اسوأ استغلال ان تداول المناصب القيادية بين الاشخاص هام جداً لتداول الافكار والخبرات الجديدة واستفادة للموظفين والعمال من تلك الكفاءات ان من استخدام سلطته كبرت او صغرت لتحقيق مصالح شخصية ومنافع ذاتية ماهو الا مريض نفسانيا لأنه يتخذ من سلطته ستاراً لتغطية نقاط الضعف بشخصيته.

 ولا شك ان استمرار المسئول في منصبه مدة طويلة وإحساسه أن وراءه ظهراً يشجعه على اساءة استخدام السلطة (الفساد) وهذه الظاهرة الشائنة لها تأثير بالغ السوء لأن الناس يفقدون الثقة في القيادات أي كانت، مما يؤدي في النهاية إلى ضعف احساس المواطن بالانتماء للوطن والاخلاص له لأنه يعاني من أجل الوصول لحقه الذي غالباً ما يضيع مع إساءة استعمال السلطة.. وهناك اسباب اجتماعية واقتصادية وثقافية هي التي تؤدي بالشخص المسئول الكبير لاستغلال سلطته.

 فبطبيعة الحال، إن الموظف الذي يرتشي  نشأ نشأة اجتماعية خاطئة (سارقة) انعكست على أخلاقه فأصبح غير أمين على مصالح الناس وغير مخلص لوطنه، ولأنه فاسد يستحق ليس العزل من وظيفته فقط وإنما العقاب الشديد ان اساء استخدام السلطة يرجع لانعدام الشفافية وغياب الانضباط والحزم الإداري في القطاعات العامة بشكل خاص مما يجعل صاحب السلطة الأبدية يسيء استخدام سلطته والحزم الاداري في القطاعات العامة بشكل خاص، وأصبح ذلك جواز  مرور لتنفيذ جميع المخالفات الادارية بالاضافة إلى عدوى تجاوزات المستويات العليا التي انتقلت إلى المستويات الادنى. وطن فاته كلا منا السابق نود ان نوضح له ان السلطة الابدية مفسدة من الدرجة الاولى تعيدنا إلى المجتمعات القبلية. ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى