الكهرباء حياة

> نعمان الحكيم

> صباح الخير يا عدن.. صباح الطمأنينة والحرية والأمان.. صباح الخير لمن يقدمون لنا الخدمات  الجليلة من كهرباء ومياه وتطبيب وتربية ونظافة.. وهي الأهم في الحياة! صباح الخير لنقاباتنا الموقرة.. ونقصد هنا نقابة الكهرباء، والتي لأول مرة في تاريخها الوطني مذ عرفنا أنفسنا نراها تهدد بهذا الجنان - إن جاز التعبير - الذي يساوي بين المسؤول والمواطن من أجل أرض موظفي الكهرباء المنهوبة، وهو حق لهم، لكن يريدون به باطلا.. وأنّى لعاقل منهم أن يفهم أن المواطنين في غالبيتهم قد ظلموا ولا أرض لهم ولا عيشة هانئة، وهم زيهم زي أعضاء هذه النقابات التي تهدد بفصل للتيار.. أيش من فصل للتيار ونحن في الأغلب نسدد الفواتير شهريا.. وهل النقابات هذه تفهم الاتفاقيات المبرمة بين المؤسسة والمواطنين، وأنها يجب أن تكون شوكة الميزان لتنفيذ ما تم التوقيع عليه من سنين، ولصالح الطرفين؟
نتساءل.. كيف يفهم هؤلاء مهامهم وينطلقون من مصلحة تخص موظفين مظلومين ويقارنونهم بمئات الآلاف ممن يشملهم التهديد من المواطنين؟!.. ثم أضيف وأقول: هل لدى النقابات قدرة على فصل التيار عن منازل متعجرفين من سنوات لم يدفعوا ريالا واحدا؟.. اتحداهم أن يفعلوا، لأنهم يعرفون أن السلاح مع الكل، وأن لا أمن ولا أمان في ظل حرب قذرة، تكون رحاها في عدن من النوع الأقذر في تاريخ الحروب! أتحدث وأنا ذاهب صباح الأحد لدفع الفاتورة لأنني مؤمن بأن مثلما لك عليك، وأن التهديد يكون كالمثل: «لو كان في شمس كانت أمس».

 أعيد وأكرر التحدي: هل بإمكان النقابات في قطاع الكهرباء قطع التيار عن مسؤولين ومنهم مختلسون ويعرفونهم تماما؟.. وهل بإمكانهم استهداف رموز الحكومة والدولة لتقصيرهم وتخاذلهم أم أن الجدار القصير هو المواطن؟!.. وعليه أقول: الله لا سامحكم يا نقابات الكهرباء.. لو فعلتوها من صدق! ووالله لو نفذتم الوعيد فلن تكون النتائج الكارثية إلا على الكهرباء وعلى عدن برمتها، لأن هناك جهلة وحاقدين ومدفوعين للتخريب، وأنتم تزنطون علينا نحن الغلابى، ولن تكون العقوبة إلا مزيدا من اختلاس وسرقة للتيار والإحجام عن دفع قيمة الفواتير التي هي إيرادات مهمة لمؤسستكم، ولكم أيضا.

صدقوني، إن ما أنتم ذاهبون إليه هو الكارثة التي سترتد عليكم وعلينا كمان، فأعمِلوا عقولكم بمنطق سليم ولا يغرنكم من يدفع بالموضوع بقوة، لأنه يبحث عن لخبطة المشهد لتدمير كل شيء.. ولا تندفعوا لتضييع الحقوق أكثر مما هو حاصل اليوم!
المواطن سندكم ودافع من قوت يومه ما هو استحقاق للكهرباء.. فهل هذا عقاب جماعي !؟.. عاقبوا من هم سبب في ظلمكم، وابدأوا بالمحافظة إن كانت لا تحرك ساكنا، ثم بإدارات الحكم المحلي والشرط وإدارة الأمن العام كجهات مهمتها صون وحماية حقوقكم.. عاقبوا مقرات الحكومة والقضاء لو أنتم رجال نقابات بحق مثل الأولين في أيام النقابات الست.. وافرضوا أنفسكم وسنكون معكم وسندكم، أما أن تجرعونا ويلاتكم ومن الآن وقد تعطلت أجهزتنا الكهربائية، ونحن من نكب بسببكم وتحطمت نفوسنا بسبب شغلكم اللامسؤول، فإننا لن نستحمل أكثر.

ارحموا المرضى الذين يتوجب عليكم وعلينا أن نرعاهم.. واتركوا الحكومة والدولة.. ارحموهم يرحمكم رب السماء وينصفكم من ظالميكم.. ولا تتهوروا، فما كان التهور يوما سلاحا لانتزاع الحقوق. نحن مع مظالمكم بالمجمل، وأغلب القطاعات نُهبت أراضيها، والدولة والحكومة أسيروا التحالف العربي الذي أظهر لامبالاة للأسف ومنها لامبالاته حول الكهرباء، وكنا نعلم أن أربع سنوات كانت كافية لإنشاء محطة كهرباء بالفحم الحجري بحسب عرض دولة جنوب أفريقيا وبسعر التراب كما شرح لي مهندس يعمل بالمؤسسة، ولن نقول بالطاقة النووية كما كان يتبجح الرئيس السابق الذي قد قتل، وندعو الله أن يرحمه على كل حال.

 فأين التحالف الذي نرمز له بالمملكة الشقيقة وإمارات الخير الذين بإمكانهم جعلنا في النعيم لو أرادوا حتى لو هناك فاسدون أكلوا الأموال، فالواجب تقديمهم للقضاء بغطاء البند السابع لكي يرى الناس مصداقية للأقوال والأفعال.. وأنتم أدرى أيها النقابيون، فلا تزيدوا الطين بلة، ولا تحمّلوا المواطن أكثر مما قد تحمله ويتحمله من انهيار الريال والاقتصاد وإيصالنا إلى حافة المجاعة.

بالله عليكم أأنتم على قلب رجل واحد لكي تتخذوا موقفا صارما به تنالون تعاطف ودعم الشعب الغلبان لكم أم أنكم تغردون خارج السرب؟!
الجنان يشتي له عقل.. فهل أنتم معنا أم ضدنا؟!.. تلك هي المشكلة التي نتمنى أن لا يقع فيها الفأس في الرأس! وما أنا إلا ناصحا، ولست ممن يعادي أو يقف ضد الحقوق، وأتمنى أن لا أكون قد أسأت للبعض، وأعتذر سلفا لو قد حصل ذلك!
والسلام على الرجال العقلاء وهم كثر في نقاباتنا ومجربون، ولن ينجرّوا إلى ما لا يحمد عقباه!.. فلهم التحية والتقدير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى