الكل يطبل..!

> نصر عبدالله زيد

>
> تعـد الصحافة السلطة الرابعة، وأدوات الصحفي هي الفكرة والقلم والورقة، وهي بمثابة السلاح الاقوى ضد الفساد والمفسدين، وهي الكلمة المدوية لرفع الظلم عن المظلومين، متى توفرت كل المصداقية والضمير الإنساني لدى الصحفي وقول كلمة حق ضد أي كان مركزه، أو يرى منكرا أو فسادا في أي شيء وبأي مكان يقولها ويكتبها بمصداقية ولا يخاف من أحد.

أما في هذه الأيام، نرى بعض من الصحفيين المزيفين يكتبون بأسماء مستعارة ويعملون حملات إعلامية كيدية ضد بعض الصحفيين الشرفاء المرموقين ولهم في مهنة الصحافة وصادقين مع أنفسهم ووطنهم، حيث يسعون لتحطيمهم بقدر ما يستطيعون عبر الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، ولا يمتلكون الشجاعة الكاملة ليكتبوا أسماءهم الحقيقية حتى يواجهوا، كما أن حسهم وبالهم المال لمن يدفع لهم مقابل تمجيد بعض المسؤولين، ورفع شأن فلان أو علان بأنه إنسان كفؤ وشريف بينما هو ليس جديرا بتحمل المسؤولية كونه أحد أركان الفساد المتفشي في الدولة، ولا يهمه الوطن والمواطن ولا يحافظ على المال العام بل كل همه كيف يملأ جيبه.

أصبح في هذا الوطن الرجل الشريف ضائعا، بينما الفاسد شأنه مرتفع ويتردد اسمه في كل مكان «ويعملون له قاع وقرمباع» بفضل بعض الأقلام المأجورة من الصحفيين، ومن امثالهم من الذين اختفوا منذ بداية الحرب وهربوا خارج الوطن وبعد تحررنا من المليشيات الانقلابية رجعوا يطبلوا ويمجدوا ويقبضوا الثمن.

كما هو معروف الصحفي الناجح يتحرى عن كل صغيرة وكبيرة قبل أن يكتب مقالته ضد فلان أو علان أو يتناول عن الفساد هنا وهناك، لكان من المفترض أن يمتلك وثائق تؤكد صحة ما يكتبه، ويستطيع تقييمه للأمور ومعرفة الاختلالات ويكشف الفساد والفاسدين، فإذا اقتدى صحافيونا بعقلية صادقة مع النفس لنهضنا كسائر الأمم، ولكن ما نلمسه واقع مرير كأننا ذاهبون إلى طريق مظلم وكل ما نراه لا يبشر بالخير، فالقتل والاغتصابات والاغتيالات والنهب وانتشار الحبوب المخدرة في صفوف بعض الشباب الضائع غير المتعلم الذي يفكر بالقات والشمة والفلوس تجري بيديه بشكل يومي.

والشواهد كثيرة كمثل البسط على اراضي الدولة والخاص وبيعها مباشرة (عيني عينك) والدولة تنظر لكنها لا تحرك ساكناً، وافتعالهم للازمات النفطية وتوابعها وكذا طفح المجاري وانقطاع الكهرباء واضراب عمال هنا وهناك، وفي نفسه نجد أموال تتدفق على الدولة للشهداء والجرحى وإصلاح الدمار، لكن هناك من الفاسدين في الحكومة يعملون على نهبها أولا بأول وتأخر الرواتب وزاد الطين بلة الجرعة وارتفاع اسعار المواد الغذائية وارتفعت معها قيمة العملات وكثرة الجريمة في المجتمع.

ومن هنا أقول للزملاء الصحفيين بأن عليهم أن يتحلوا بأخلاق الصحافة وبالكلمة الصادقة وبالفكر الهادف حتى ننهض ونعري مواقع الفساد المتفسي بالحد الكبير الذي جثم على صدورنا ولا نخاف من أحد كان من كان، لأننا السلطة الرابعة بالدولة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى