الجنوب والانتقالي.. الخيار والقرار

>
في تاريخ الحركة الوطنية الجنوبية ما بعد حرب 1994م الظالمة وما لحق به من احتلال وظلم دفع بأبناء الجنوب للخروج إلى الشارع في حركة شعبية سلمية ضد تلك الممارسات من قبل سلطات الاحتلال اليمني الفارض سلطته عليه.
أكرم باشكيل
أكرم باشكيل

 وبعد كل الرصيد المتراكم خرجت جماهير الشعب في 2017م في مليونية التفويض للقائد عيدروس الزبيدي ليقود العمل النضالي سياسيا، حيث أعلن عن مجلسه الانتقالي كحامل سياسي للقضية الجنوبية، وانتقل العمل النضالي من العمل الميداني الشعبي العفوي فيما عرف حينها بـ(الحراك) إلى عمل مؤسسي له هيئاته ودوائره  ومراكز لدراسة القرار، وبذلك اختط طريقه بقضيته إلى المربع الإقليمي والدولي، وباتت تؤسس في شراكتها مع التحالف الإقليمي إلى مشروع إعادة الدولة.

اليوم وقد بلغ الانتقالي خطوات متقدمة في مسارات نضاله المؤسسي القائم على الرؤية الصحيحة والحصيفة في استقراء الظروف والتناغم مع ما يجري بالداخل والخارج، وملابسات الأمور في إدارة البلاد من قبل ما يسمى بـ (حكومة الشرعية) التي تراكمت الأخطاء لها بقصد بالجنوب حتى وصلت به إلى حد الجوع المدقع الذي تجاوز معه كل خطوط الفقر جراء تدهور العملة المحلية.

ظل الانتقالي بوصفه مفوضا للشعب صامتا للأشهر الماضية يراقب الوضع ومآلات الأمور، تحت ضغط الشارع وتساؤلاته عن أسباب صمته الذي وصفه البعض إلى حد المريبة، لكنه لم يكن في حساباته أن يخذل شعبه ولا يقف موقف المتفرج منه، فهو يعلم بخفايا الأمور الدائرة داخليا وخارجيا، وقد لعب بورقة الضغط العسكري لمواحهة تحدي المشاركة للمفاوضات الدولية حين شعر بالتهميش، وأفشل مشروع جنيف3، وكان له ما أراد ليعيد الحسابات الدولية بشأن حل الأزمة باليمن من خلال معرفة الأطراف الحقيقية ومن هو على الأرض.

إن يوم الأربعاء 3 أكتوبر كان انطلاق مرحلة جديدة في تاريخ المجلس الانتقالي بإصدار بيانه التاريخي الشجاع في إعلان الانتفاضة الشعبية الجنوبية وفرض أمر واقع على كل مؤسسات الدولة ومراكز ثروتها وإيراداتها، والعمل بهذا القرار من قبل الشعب ودعمه عسكريا من قبل المجلس الانتقالي، وهو بذلك انحاز إلى خيار الشعب بامتلاك ناصية أموره من أولئك الفاسدين ناهبي ثرواته وجاعلينه تحت خط الفقر يموت كمدا وجوعا. وقد لبى الانتقالي هذا الخيار الشعبي الذي طالت نداءاته له به منذ أمد، واتخذ قراره فيه بعد دراسة وتمحيص لكي يوفر له أسباب النجاح وينقل هذا الشعب من معاناته إلى رحابة استقلال قراره وإدارة شؤونه، سبيلا منه نحو استقلاله القادم وإقامة دولته الجنوبية على كامل ترابه.

لقد ظل هذا الخيار مطلب كل جنوبي، وبات القرار في حكم المفروغ منه من لدن المجلس الانتقالي وعليه اتخاذه مع اتخاذ الحيطة في تنفيذه، ووضع الآليات الضامنة لسير اتجاهات سلامة الوصول إلى أهدافه بحكمة وروية ونفس طويل مع اليقظة التامة لكل ما يمكن اعتراض الشعب في تنفيذه، والإبقاء على الحس الأمني المتقي لكل عارض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى