ماراثون دبة الغاز

> نبيل سالم الكولي

>
> شارعنا في المعتاد يكون هادئا عندما تنطفئ الكهرباء، وكأنك في أحد أحياء خورمكسر الراقية، طبعا أن تدخل العشوائية حياتنا وشوارعنا وتجعل من خورمكسر زغاطيط «أزقة ضيقة».

المهم أن الشارع كان هادئا في ذلك الوقت بعد الظهيرة، وفجأة ودون سابق إنذار تحوّل الشارع إلى مكان يشبه المصنع الكبير بعماله ونشاطه وحركته، باختصار «كخلية النحل».. إيش في يا جماعة..؟! تساءلت متعجبا، لأن تلك الحركة الدؤوبة المصحوبة بإزعاج، قطعت علي قيلولة ما قبل صلاة العصر، ثم أسمع أناسا يصرخون وأناسا يقرعون أبواب البيوت، يا فلان نزّل الدبة والفلوس.. وأناسا تجري جريا يشبه جري العدائين، بل فاقوا العدائين، حيث إن كل واحد يحمل دبة بوتاغاز على كتفه وهو يجري.. آه.. آه..
مسكت على رأسي، وكأنني قد تمكنت من الغزورة: يوريكا.. وجدتها.

تلك الكلمة التي صرخ بها ارشميدس عندما توصل إلى نظرية النسبية، ولكني صرخت بها ليس لأني اكتشفت أو اخترعت أو توصلت لشيء يفيد البشرية، ولكن لأني عرفت سبب كل ذلك الإزعاج.. إنها دبة الغاز، ومع الأسف هكذا صارت حياتنا كلها أزمات في أزمات.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى