زراعة الموز.. من ينقذها؟

>
 القطاع الزراعي عامل مهم ورئيسي في رفد أي اقتصاد ينمو ويتطور بشكل طبيعي في أي  بلد، ويأتي ذلك لما تقدمه الدولة  بمؤسساتها ومراكزها البحثية من دعم ومساعدة في شتى الجوانب الخدماتية والإرشادية للمزارعين.
جهاد عوض
جهاد عوض

وكل ما زاد الإنتاج الزراعي من إنتاجيته وصادراته تحسنت ايراداته ومداخيله للمزارعين والاقتصاد الوطني بشكل عام، إلا أن الواقع في بلادنا يشهد تدهورا وإهمالا لهذا القطاع الحيوي الهام الذي ينتفع ويستفيد منه شريحة واسعة من سكان البلاد، الذي وصل بالبعض منهم أن يترك ويهجر أراضيه الزراعية ومصدر رزقه والرحيل إلى المدينة بحثا عن عمل ومصدر رزق جديد
يعينه على تكاليف الحياة المعيشية الصعبة.

هذه معاناة وظروف المزارعين بشكل عام، ولو تطرقنا لمزارعي الموز مثلا: لوجدنا معاناتهم وتحدياتهم كبيرة وكثيرة، وتجعلهم بين أمرين أحلاهما مر، يا أن يقلعون مزارعهم المنتجة للموز والتي في بعض الاوقات يكون العائد المالي من انتاجها لا يكفي لتغطية نفقاتها ومصروفاتها عليها، او الاستمرار في ظل تردي وتدهور العملية الزراعية في هذا الجانب.

واذا رجعنا للأسباب والمصاعب، لوجدنا أنها تتلخص محورها الاهم، ويدعو للتساؤل في نفس الوقت عن تدني أسعار الموز مقارنة بأنواع الفواكه الأخرى، وارتفاع أجرة الايدي العاملة، وشحة المياه في أغلب شهور السنة، وسوء استغلالها، لكون شجرة الموز بحاجة لكمية مياه وفيرة أكثر من أي محصول آخر، ولكونهم يعتمدون على الآبار الجوفية، وما يترتب عليها بارتفاع مستلزماتها من شراء وإصلاح المضخات، وتوفير مشتقاتها من الزيوت والديزل التي تقصم ظهر المزارع بارتفاعها الحاد والجنوني، وعدم وجود أي جهة رسمية أو أهلية تتكفل بتنظيم وتنسيق بين الجهات ذات العلاقة لتصدير الموز إلى خارج البلد، خاصة أن له إقبال كبير لجودته ومذاقه الطيب.

وسط هذه التحديات والعراقيل يحاول المزارعون الاستمرار والحفاظ على الإنتاج قدر الإمكان في ظل ضعف المردود المادي وتدني كمية الإنتاج، نظرا لبعض الأمراض والآفات التي تصيب شجرة الموز وأسباب أخرى. 

الشيء الملفت والغريب أنه لا توجد أي جهة مثل اتحاد المزارعين أو جمعية تتبنى تسويق الموز داخليا وخارجيا، وتنظم وتحمي حقوق منتجي الموز من تحديد الأسعار حسب سوق العرض والطلب وتكلفة الإنتاج، وبما يضمن ويوازن بين مصلحة المزارع والتاجر والمستهلك معا، وإيجاد والبحث عن مؤسسات وبنوك تقدم مصادر التمويل عبر قروض ميسرة، وإقامة دورات  إرشادية تزيد من معارف وخبرات المزارع في الحفاظ على شجرة الموز عبر الطرق الحديثة، وإدخال شبكات الري الحديث ومضخات المياه بالطاقة الشمسية لما لها من أثر ومردود إيجابي في تخفيض تكاليف الإنتاج.. فهل من مستمع لصرخات المزارعين؟ وهل من وقفة لحل مشاكلهم وتحسين أوضاعهم؟ أو أن الأمر لا يعني الجهات المعنية وتحديداً وزارة الزراعة الحاضرة اسما والغائبة في الواقع بأطرها ومؤسساتها المختلفة..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى