محطة دُهيس الأخيرة.. «الأيام» والحقيقة المرة!

>
عبدان دُهيس
عبدان دُهيس
لم يعد للحكومة الشرعية - ولا الشرعية برمتها - أي وجود أو أثر في حياة الناس، وفي واقع البلاد بأسرها، إذ أصبحت هذه البلاد «سفينة بلا ربان» بحسب تعبير «المراقب السياسي» لـ«الأيام» في العدد (6334) بتاريخ 30 سبتمبر 2018م. وبالمناسبة يحسب لصحيفة «الأيام» أنها نشرت وقدمت بالمجان ملفات هامة وساخنة مساهمة منها - كتنبيه للحكومة - تتعلق بتردي الخدمات واتساع دائرة المجاعة والفقر، وسقوط العملة الوطنية وقضايا إعادة الإعمار والتربية والتعليم والصحة والنظافة، وصرف مرتبات الموظفين والمتقاعدين، وتدهور الأمن وانتشار الجريمة والمخدرات، وعن الفساد وظاهرة الاغتيالات، وأوضاع النازحين، والكثير الكثير، ولكن لا حياة لمن تنادي.

 هذه حقيقة يجب أن تقال وإن كانت مرة، وعلى الشرعية وحكومتها أن تعترف أنها غائبة وفاسدة وفاشلة على الأرض، وبالأخص في «المناطق المحررة»، فالمواطن في هذه المناطق لم يلمس ما يثير لديه الارتياح والطمأنينة والأمن والأمان، سوى النكبات والأزمات والمآسي والضياع وتردي الأحوال المعيشية للناس، وسوء الخدمات التي وصلت إلى نحو لا يطاق ولا يحتمل، فما هي إذن دواعي ومبررات بقاء مثل هذه الحكومة المأزومة الفاشلة، إذا كانت الأمور قد وصلت إلى هذا الحد من الاهتراء والاشمئزاز؟!
المجلس الانتقالي الجنوبي كان واضحاً في موقفه الذي أعلنه منذ أسبوع بصدد تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في الجنوب، والتي أضرت بحياة الناس كثيراً، ووصلت إلى حدّ محزن ومؤسف لا يمكن السكوت عليه أو التغاضي عنه، لم نعد نسمع من الحكومة سوى الكلام المعسول والوعود العرقوبية الكاذبة، فعجز الحكومة أصبح واضحاً عن أداء مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها التي تعد بها، فهي مثلاً لم تفِ حتى الآن بما وعدت به بشأن (إعادة الإعمار) من أضرار الحرب، وبالذات منازل المواطنين، وعلى وجه التحديد في عدن، والتي طالها جزء كبير من هذه الأضرار، وهذا للتدليل فقط.

 كما لم نلمس أي أثر يبعث على التفاؤل في معالجة هبوط العملة الوطنية، ولا في معالجة تردي الخدمات والدفع بها نحو وضع أفضل، ولا في تحسين الأوضاع المعيشية للناس.. لا شيء إيجابي يجعلنا نتمسك بالحكومة الحالية للشرعية، فهي عاجزة تماماً في أداء مهامها منذ أن تشكلت من قرابة ما يزيد عن (ثلاث سنوات).. إنها باختصار حكومة مفلسة في الأداء نحو الأفضل ولا ينبغي لها أن تبقى كثيراً أو طويلاً.

 حان الوقت لتغيير الحكومة دون تردد، وعلى الرئيس هادي أن يتخذ مثل هذا القرار، فالأوضاع الحالية للبلاد لا تقبل أي تأخير والاتيان بأكفاء من أصحاب الأيادي النظيفة والكفاءة والخبرة، وليس بالضرورة أن تتم في الحكومة المفترضة المحاصصة السياسية، لأن البلاد تعيش ظروفا استثنائية يعرفها الجميع، ولكن ينبغي أن يكون مقياسها حسن الأداء والعمل والتضحية والحضور النافع بين الناس.. نأمل أن يتم ذلك قبل أن يأتي الطوفان على الجميع!!​

آخر مقال كتبه وسلمه إلى «الأيام»

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى