رجــــال في ذاكــــرة التـاريـــخ.. 1- عصام سعيد سالم

> نجيب محمد يابلي

>  عصام سعيد سالم:
الوالد سعيد سالم يافعي:
الوالد سعيد سالم اليافعي العدني، وكان يخاطب الناس بهذا الاسم، ففي نوفمبر 1951م وزع بطاقات دعوة لحضور عيد الميلاد الأول لولده عصام وأشار إلى صاحب الدعوة بهذا الاسم (اليافعي العدني)، وعاش الوالد سعيد سالم حياة حافلة بالعمل منها المسرح الذي ظهر لأول مرة في عدن عام 1910م على المسرح المدرسي، وبرز مع الرعيل الأول للمسرحيين في ثلاثينات القرن الماضي مع محمد عبده دقمي وأحمد عبدالله عبيد وعبدالعزيز عبدالله خان ومسعود عوض وأحمد علي الوريثة وحسين بن حسين عبدالله وعلي محمد الدبعي وأحمد الهندي وعبد الحميد فارع.

مارس الوالد سعيد سالم تجارة الفحم من خلال محله في منطقة السيلة في الشيخ عثمان وألحق بمحله منتدى للمقيل وجلسات الأدب والتاريخ ارتاده أعيان عدن أمثال الأساتذة: إبراهيم لقمان ومحمد أحمد الأصنج وعبده حسين أحمد، وآخرون.
توفي الوالد سعيد سالم اليافعي العدني قبل أشهر معدودات من قيام الحرب الظالمة القذرة للشمال على الجنوب، وأنجب رحمه الله: عصام، محمد، شيخان، معاوية، إبراهيم، ومن البنات: إلياذة ومنال، (ومن خلال اسم الإلياذة يتضح أن الوالد سعيد سالم مطلع في التاريخ بل وموسوعة بحسب شهادة أستاذنا الفقيد عبده حسين، أحمد، رحمه الله، والذي غادر دنيانا الخميس الماضي.

الميلاد والنشأة:
عصام سعيد سالم اليافعي العدني من مواليد الفيحاء، الشيخ عثمان، في سكن الأسرة قسم (C) طريق هنتر Hunter Road يوم 12 نوفمبر 1950م، ونشأ ككل أضرابه في المدينة وبدايتهم الكتاب (المعلامة)، حيث حفظوا القرآن، ثم تلقى كل مراحل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في عدن ولم يكملها والتحق بسلك التدريس، وبعد احتقان العلاقة بين الجبهة القومية وضرتها جبهة التحرير نزح مع آخرين إلى تعز وكان حينها علي عبدالله صالح مديرا لأمن تعز.
عاد عصام إلى عدن بعد استقلال الجنوب في نوفمبر 1967م ونشط في مجال الصحافة وخاصة الثقافي والفني منها والتحق بصحيفة 14 أكتوبر اليومية، وكان عصام صاحب علاقات واسعة وروح مرحة وصاحب نكتة ومقالب وكنا لا نملك إلا أن نحب هذا الرجل.

الوحدة نقطة انطلاق عصام سعيد سالم
انطلق عصام سعيد سالم بعد وحدة 22 مايو 1990 في تحقيق أمانيه المشروعة في رحاب صاحبة الجلالة الصحافة سواء من خلال صحيفتة 14 أكتوبر أو القيادات الجنوبية داخل البلاد أو خارجها، وعاش كل المنعطفات منذ 7 يوليو 1994م حتى وفاته عام 2006م.

 شهدت الفترة اللاحقة لعام 1990م صدور أو إعادة صدور العديد من الصحف والمجلات مثل «الأيام» اليومية أو «الطريق» الأسبوعية (وبعد ذلك يومية ثم احتجبت) و«الحق» الأسبوعية و«الفرسان» الأسبوعية و«أضواء اليمن» الشهرية و«القسطاس» الشهرية و«نوافذ» الشهرية و«صم بم» الشهرية.

نوفمبر 1992م يوم ميلاد «صم بم»
صدر أول أعداد مجلة «صم بم» الشهرية في عدن في هذا التاريخ لتعيد لعدن حقها في الريادة في معظم قطاعات العمل، وتسيدت «صم بم» قطاع الصحافة الكاريكاتيرية والرسومات الكاريكاتيرية وهو فن السهل الممتنع والأوسع تعبيراً من كل وسائل التعبير، وأصبح كل الرسامين في عدن يعملون من خلال «صم بم» لأنها السبيل لإطلاق إبداعاتهم.

استقطبت «صم بم» كوكبة من الكتاب والمبدعين في خدمة هذه المجلة الفذة وفي هذه المدينة الاستثناء، وكان جميعهم يزورون عصام سعيد سالم، مالك المجلة ورئيس تحريرها، في منتداه الذي يشغل دوراً فوق السطوح (فوق شقته) بالوحدة السكنية القديمة بالمنصورة ويسلمونه المواد لنشرها في «ًصم بم» ويدردشون معه، وما أحلى الدردشة مع عصام! ويوافيك بالمستجدات من الأخبار ويعينك على حل مشاكلك مع الغير، وكان رحمه الله خدوما.

لسه بدري يا عصام!
كان عصام سعيد سالم كتلة لا تنضب من النشاط ودائم الحركة ودائم التنقل ودائم السفر وصانع علاقات من العيار الثقيل يعرف كل السياسيين والمسؤولين الجنوبيين داخل عدن وصنعاء أو في الخارج ويصنع من تلك اللقاءات حوارات وريبورتاجات في دائرة الضوء.

كان عصام صديقاً وأخا لكل عمداء المنتديات الاجتماعية أو السياسية، وستجده في منتدى «الأيام» ومع هشام باشراحيل، وفي منتدى «التجمع» ومع عمر الجاوي، وفي منتدى العيدروس ومع السيد مصطفى العيدروس، وفي منتدى باسويد ومع ناصر محمد باسويد، والمنتديات الأخرى.

كان رحيله الفاجعة يوم 13 يناير 2006م عن عمر ناهز 55 عاماً وشهرين ويوم واحد، وخيم الحزن علينا جميعاً وفقدناه كاتبا في الصحف الرسمية وغير الرسمية منها «الأيام» و»التجمع و»22 مايو» و»14 أكتوبر» وغيرها من الصحف.
خلف فقيدنا عصام خمسة أبناء الذكور منهم: 1 - أياد (متوفى) 2 - حسام 3 - أيمن، وابنتان: 4 - إلياذة 5 - منال.

العدد الفذ (157) من «صم بم»
صدر العدد الفذ (157) من مجلة «صم بم» يوم 24 شوال 1427هـ الموافق 15 نوفمبر 2006م بمناسبة مرور 14 عاماً على صدور «صم بم»..
تصدر العدد المذكور «كلمتنا» لرئيس التحرير أياد عصام، ثم خاطرة «كل عام وأنت حاضر» لأياد عصام أيضا ونادى وناجى والده الراحل عصام، ثم مادة متواضعة قدمتها رفيقة العمر «أم أياد» عبرت فيها عن مكانة هذا اليوم من كل عام وما يحمله لها من بهجة إلا هذا العام بفقدان أغلى وأحلى ما تملك، واختتمتها: فارقتني وفارقت أحفادك ياغالي: عمر وعصام وغازي وغيرهم دونما تفسير للمعاني يسألون عنك أجيبهم بأن روحك طلعت لرب السماء العالي.

وماذا قال رفيق دربه مخشف؟
كتب الزميل محمد عبدالله مخشف عموداً عن الذكرى (14) لصدور «صم بم»، وقد وصفها مخشف بأنها إضافة نوعية للصحافة المقروءة في اليمن لما سدته من فراغ هائل ظلت تشكو فيه من عدم وجود مثل هذا النوع من الصحافة المتخصصة بفن الكاريكاتير والتشكيل.

وفي الأخير ترحم مخشف على أخيه وصديقه الحاضر الغائب (عصام)، وأكد مخشف على إيجابية جهود فريق عمل المجلة ويتقدمها نجله أياد وفريق عمله، وتمنى لهم التوفيق.

وماذا قال زميله العزيز أيمن ناصر؟
الزميل أيمن محمد ناصر، رئيس تحرير الزميلة «الطريق»، أثنى على تميز «صم بم» حيث كتب أنه وسط إصدارات كثيرة للصحف قطعت «صم بم» طريقها بقوة لتميزها عن الأخريات.
وفي سياق عموده الطويل أبدى الزميل أيمن إعجابه باستمرار صدور المجلة وبنفس التميز الذي كانت عليه أيام الفقيد الغالي عصام، وتمنى في الأخير للزميل أياد وفريق عمله دوام النجاح والعطاء.

كابتن عوضين يحوم حول عرين الأسد
فقيدنا الغالي كابتن عوضين (عوض بن عوض سالم) بلديات عصام سعيد سالم (الأول من أبناء قسم (A) والثاني من أبناء قسم (C) ثم جمعتهما وحدة سكنية واحدة، أثنى في تعليقه على تألق عصام في إدارة المجلة «وها هو نجله أياد يحافظ على تميز المجلة مصداق للمقولة المتوارثة (هذا الشبل من ذاك الأسد)».

مبارك سالمين والمعادلة الصعبة
عزيزنا الدكتور مبارك سالمين، رئيس اتحاد الآدباء والكتاب اليمنيين م / عدن، كتب: «إذن (صم بم) هي المعادلة الصعبة في التكثيف والتعبير عن هذا الواقع الضجيج السافر وإنسانه المثخن بمرارة الواقع والعائش في جحيم «دانتي»».

نجيب يابلي يعتز بشهادة التقدير من عصام
نجيب يابلي قدم عموداً طويلاً تطرق فيه إلى مساهماته في «صم بم»، وكان ثلث الصفحة مكرسا لعمود: (اليابلي يقول: صاحبي الـ...) وبقية الصفحة مكرسة لـ (سيناريو وحوار).
 عبر اليابلي عن تقديره لشهادة التقدير المقدمة له من الزميل عصام بمناسبة احتفاء المجلة بالذكرى العاشرة لتأسيسها.

الزميل علي القاضي يسأل عن تسمية «ًصم بم»
أثنى الزميل علي القاضي، رحمه الله، على الثوب القشيب لـ «صم بم»، إلا أنه قال إنه وجه سؤاله للزميل عصام: لماذا أسميت مجلتك «صم بم»؟ فاكتفى بالابتسامة.
المجال لا يتسع للمشاركين الذين أدلوا بدلوهم وباقتدار وهم: محمد سالم قاسم، د. يحيى قاسم سهل، محمد حسن قراوي، علي بن علي الربيح، أبوبكر قيسي (بشبوش)، فيصل الصلاحي، عوض سالم باسويدان، (صاحب منتدى باسويدان)، الشاعر علي الحربي، م. محمد مبارك حيدرة، رئيس جمعية تنمية الثقافة والأدب، الفنان عبدالكريم توفيق، المخرج السينمائي منصور الأغبري، نور الدين عبدالله جمال ومحمود عبدالرحمن الجنيد. ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى