انتقاد الأوضاع الراهنة بحكاوي العواجيز

>
 
عياش علي
عياش علي
كل شيء تغير في هذا العالم، فالانقلابات العسكرية ولت دون رجعة، وتصدير الثورات أزهقت روحها، حتى المواقف السياسية يجري حلها بالسياسة وليس بالسلاح، والمجتمعات التي بليت بالصراعات وجدت نفسها قد أرهقت جراء تلك الصراعات، وجراء ذلك الأثم الناجم عن تلك الصراعات، كان من أقوى الدوافع في حل مشاكل البلد حلاً قاطعاً، لأن الإرهاق الجسدي والمادي والعسكري يفضي إلى تلك النتيجة.

كل شيء تغير في هذه الحياة، ما عدا بعض المواقع على Facebook لايزال يمارس النقد فيها على خطى حكاوي العواجيز، فالأفكار المتخشبة لم تعد تنفع إلا (كوقيد) لأفران الخبز، ولا تنفع في صحوة المجتمع وتقدمه.

والحرب نفسها تغيرت، فلم تعد ذلك التمرد الذي لا يتوقف أو تلك السلسلة من العصيانات المتكررة التي يمتزج فيها العنف بالاضرار الاقتصادي والاجتماعي، بل أصبح الرد وفق مجريات التغيير في هذا العالم هو التحول السياسي، لأن البلاد تكون منغلقة على توازنات داخلية وخارجية، لكنها ستجد نفسها بعد دوام صراعاتها المريرة وقد رجعت إلى أصولها السابقة.

وأي نجاح للحركات السلمية لابد أن تأخذ في حسبانها توفر عنصرين أساسيين، الأول هو الإمساك بالوعي الشعبي، إذ لابد أن يعرف أي حراك سلمي كيف يحرك المجتمع ويجعله يعي حقيقة أبعاده وأهدافه وتنظيم أموره لتحقيق تلك الأهداف.
أما العنصر الثاني فيهتم بالعلاقات الخارجية، إذ لابد للحراك الشعبي من مساندة خارجية وفعالة وإقامة صلات مستمرة مع الرأي العام الخارجي، وإذا لم يتحقق النجاح فمرد ذلك إلى الافتقار للرؤية الواضحة لهذين المطلبين. والفرق واضح بين حركة سلمية أوراقها مجمّعة، ومنظمة أحوالها ومواردها، وإعادة ترتيب سياساتها، وبين أخرى أوراقها مبعثرة.

وتشير بعض الدراسات السياسية إلى أن أي استخدام مفرط للقوة هو خطأ استراتيجي، والتورط العسكري المفرط خطأ استراتيجي آخر، وأي إهمال مفرط للمجتمع والبلد خطأ استراتيجي ثالث.

وكل تلك الإفراطات ترمي إلى تدمير العلاقات السياسية، وللصفاء السياسي، وإلى الروابط التقليدية والقناعات المحلية، وإحباط الأشكال الثقافية والعقلية الجماعية، وتجر البلاد إلى نواحي أخرى سلبية.
لكن بعد العمر الذي يناهز الستين يصبح الحاكم متخلياً ورافضاً للسلوك المفرط للقوة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى