سوق الأربعاء بدوعن حضرموت.. قبلة المتسوقين من المحافظة وخارجها

> تقرير/ يوسف عمر باسنبل

>
 مع إشراقة صباح يوم الأربعاء من كل أسبوع تبدأ الحركة في «سوق الأربعاء» الشهير بوادي دعون بحضرموت، ومعه يبدأ الباعة القادمون من مختلف مناطق دوعن وخارجها بعرض بضائعهم على المتسوقين، وإن كانت الحركة فيه تبدأ منذ عصر يوم الثلاثاء بتواجد باعة الخضروات والبهارات ومطاعم الفول الشعبية.

ويحرص مرتادو السوق على أخذ مستلزماتهم الأسبوعية، كما أن هذا السوق يُعد فرصة للقاء بين أبناء وادي دوعن من مناطقه المختلفة.

عراقة وأصالة
يقام «سوق الأربعاء» الأسبوعي في منطقة بضة الرابضة في منتصف وادي دوعن الأيمن بمحافظة حضرموت، وتُعد من أقدم مناطق الوادي وأكبرها مساحة، وغدت اليوم مركزًا تجاريًا.
وبات هذا السوق الشهير قبلة المتسوقين من أبناء دوعن والمديريات المجاورة ومن محافظة شبوة.


وتقع منطقة «بضة» على حضن سلسلة من الجبال المطلة على مجرى الوادي من جهتين متناثرة مناطقها على الجانبين الشرقي والغربي منها: البلاد، حصن عبدالصمد، القفل، الشرقي، والقبلي وغيرها، ومن الجهة الجنوبية تحدها منطقة لجرات، ومن الشمال منطقتا قرن ماجد، وبلاد الماء، أما من جهة الشرق والغرب فيحدها سلسلة من الهضاب والتي ساعدت في الدفاع عن المدينة قديماً وتحيط بها أشجار النخيل وتظهر المدينة كحلة جميلة للناظر إليها من رأس عقبة بضة، وهي مقر منصبة آل العمودي قاطبة وعندك زياتك للمصانع القديمة فإنها تحكي لك تاريخا طويلا لهذه المدينة التي يوجد بها اليوم جميع الخدمات الأساسية والمرافق وأخذت تعيش عصر التطور.

وتربط دوعن بمديرية الضلعية ومحافظة شبوة عبر عقبة بضة ويوجد بها ساقية بنيت وفق طريقة هندسية رائعة ما زالت حتى اليوم بعمر يزيد عن 800 عام، أسسها الشيخ محمد بن عثمان العمودي.

تأسيس السوق
ويعود تاريخ تأسيس السوق، بحسب المواطن خالد محمد العمودي، وهو من أبنا المنطقة «إلى أواخر العام 1992م، بعد تشاور بين عاقل الحارة وأعيان البلاد، وتم اختيار الموقع ليكون في الوادي مع مدخل البلاد، وبسرعة كبيرة اشتهر السوق عن بقية الأسواق الأخرى في المديرية وأصبح يرتاده الباعة والمشترون من مختلف مديريات المحافظة ومن المحافظات الأخرى مثل شبوة ومأرب، تعرض فيه مختلف أنواع البضائع والمأكولات وبعض الأسلحة الخفيفة والبيضاء، ويبدأ مع الساعات المبكرة ليوم الأربعاء حتى الساعة الحادية عشر ظهرًا من نفس اليوم، وفي شهر رمضان يختلف الموعد ليبدأ من بعد صلاة الظهر».


 وعن حركة السوق يقول العمودي لـ«الأيام»: «إن القوة الشرائية تقل في بعض الأسواق، نتيجة الارتفاع في الأسعار، ولكن مع موسم شهر رمضان والأعياد يزدهر سوق الأغنام لإقبال المواطنين الشديد على شرائها».
ويعتمد غالبية أبناء دوعن على الحوالات الخارجية لاغتراب أكثرهم في دول الجوار.

تحويل السوق 
في شهر أبريل 2012م قامت قيادة السلطة المحلية بمديرية دوعن بعد الجلوس مع الأعيان والوجهاء بتدارس فكرة إلغاء السوق لدواعي أمنية، وتم تطبيق الفكرة رغم أن هناك معارضين لها ويعتبرون أن السوق مصدر دخل لهم، وانتقل الباعة ببضائعهم إلى موقع آخر بالقرب من محطة بضة تحت عقبة بضة التي تربط وادي دوعن بمديرية الظليعة كفترة مؤقتة تنتهي باستتباب الأمن والاستقرار، غير أن «سوق الأربعاء» ظل في مكانه تحت عقبة بضة لعدة أشهر، الأمر الذي أدى إلى تقديم شكاوى من القادمين من مديرية الظليعة والسيطان (المرتفعات)، لإقامة السوق في خط مرور السيارات الذي يربط عقبة بضة بالخط الأسفلتي، وهو ما خلق حالة من الازدحام في الطريق بالسيارات، وعرقل السيارات القادمة من عقبة بضة بعضها على متنها مرضى أو عوائل، وهي أمور لا تشجع على استمرار إقامة السوق في هذا المكان، وطالبوا بإعادة سوق الأربعاء إلى مكانه المعتاد أو إلغائه لضيق المكان، لتتم على إثر هذه المطالبات إعادته بعد نحو عامين من تحويله.


ويوضح نعيم ربيع مقرم، من منطقة الغرفة بوادي حضرموت، وأحد باعة الحنظل والبهارات في السوق منذ سنوات، أن «هذا السوق يُعد امتدادا لموسم زيارة الشيخ (معروف باجمال) السنوية، والتي كانت تتم خلال فترة (18-22) من شهر ذي الحجة من كل عام قبل أن يتم إلغاؤها.

وأضاف لـ «الأيام»: «أصبح سوق الربوع اليوم من الأسواق ذات الصيت العالي والقوي، تعرض فيه العديد والكثير من السلع والبضائع بأنواعها، مع اتسامه بالترتيب والتنظيم في عرض البضائع والسلع، كما يجد فيه المرء باعة العسل الدوعني في موقع خاص ومحدد، وكذا باعة الأغنام، وبائعي الخضار والفواكه، واللخم (سمك القرش) والسمك بأنواعه، والمطاعم الشعبية وغيرهم، وكذا موقع خاص لباعة السلاح وصرافي العملات، غير أننا حالياً نلاحظ أن الحركة التجارية فيه قد أصابها شلل وركود، سواء كان في البيع والشراء أو حتى مرتاديه في السنوات الأخيرة».
 
المعروضات
ويُعد سوق الصرافين المحليين في سوق الأربعاء من أبرز الأماكن التي تشهد حركة في صباحه، ويحظون بإقبال نوعي، لاعتماد أغلب أبناء الوادي على الحوالات الخارجية، نتيجة لاغتراب الكثيرين من أبناء الوادي في المملكة العربية السعودية.

وبالقرب من الصرافين كان يتواجد السوق الخاص بالسلاح وله زبائنه ويحرص البعض على اقتناء الأسلحة للزينة، وخصوصا القديمة وبعشرات الآلاف بالعملة السعودية، وهي العملة المستخدمة كثيراً في عملية البيع والشراء بهذا السوق، وجرى مؤخراً منع البيع فيه من قبل قوات النخبة الحضرمية.

وخصص في السوق مكان لبيع الأغنام واللحوم، وهذا السوق ينتعش خلال شهر رمضان الفضيل وعيدي الفطر والأضحى.
وتتخلل هذا السوق بسطات الخضروات والفواكه والحلويات والمواد الغذائية والبهارات، بالإضافة إلى سوقي السمك والعسل الدوعني».

سوق الأربعاء بدوعن حضرموت.. قبلة المتسوقين من المحافظة وخارجها

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى