الشيخ الصريمة والوزير الميسري يحلقان في سماء عدن

>
 
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
خيم الحزن على عدن يوم الخميس 11 أكتوبر 2018م، حيث نعى الناعي وفاة التربوي والكاتب القدير أستاذنا عبده حسين أحمد، وزميلنا الإعلامي والكاتب عبدان دهيس، وشيع جثمانها إلى مثواهما الأخير في مقبرة القطيع (أستاذنا عبده حسين) وفي مقبرة المنصورة (زميلنا عبدان دُهيس).

أستاذنا عبده حسين من مواليد 1935م وتلقى دراسته العامة والثانوية في عدن، والتحق بسلك التدريس عام 1954م وقدم عصارة ثقافته وعلمه وحسه الأدبي المرهف في التدريس الثانوي: كلية عدن في الشيخ عثمان وثانوية البنات في كريتر.
كما خدم أستاذنا عبده حسين أبناء الجالية العربية في كينيا مع الأستاذ الراحل عبدالله شرف سعيد خلال الفترة 1982 / 1988م، وقدم مواضيع شائقة في مجلة «المعلم» التي كان يصدرها مركز تدريب المعلمين في الطويلة قبل انتقاله إلى خور مكسر.

أما رحلته في الصحافة فقد بدأها عام 1956م في «فتاة الجزيرة» لصاحبها محمد علي لقمان، رحمه الله، ثم نهل رسالة المهنة من راحل كبير آخر وهو علي محمد لقمان، وكتب في مشوار حياته لصحف أخرى في مقدمتها «الأيام» و «الطريق» ومجلة «صم بم».

وفي العام 2014م أنشأ الشيخ أحمد فريد الصريمة مؤسسة النور الفريد لدعم مرضى السرطان واختار فريق عمله المكون من الأستاذ عبده حسين أحمد ونجيب محمد يابلي والدكتورة سعاد عبدالحبيب أحمد، وكان منسق المؤسسة الأستاذ جمال عولقي، وبرز دور مؤسسة النور الفريد في العام 2015م وما واجهته عدن من نزوح ومرض حمى الضنك والحاجة للمواد الغذائية، وصادف ذلك حلول شهر رمضان حيث دفعت الزكاة لمرضى مستشفى الصداقة والطاقم التمريضي ودفعت لمستحقين آخرين مع مواد غذائية.

أما زميلنا العزيز، المغفور له بإذن الله، عبدان دهيس فهو من مواليد سلطنة لحج العبدلية العطرة الذكر في خمسينات القرن الماضي، وتلقى دراسته فيها وعرفته- رحمه الله- منذ أكثر من أربعين عاماً في الاتحاد العام لنقابات عمال الجمهورية، وكانت مهامه منحصرة في إدارة تحرير «صوت العمال» التي كانت تصدر من مؤسسة صوت العمال للصحافة، وعشنا أياماً لطيفة مع اللقمة المشتركة التي سادت روح فريق القيادة: سلطان الدوش، فيصل محمد عبدالله، شيخ محمد سميح، سالم عبدالواحد، محمد عبدالله مهيوب، وكان الأخ فضل العاقل، متعه الله بالصحة، مديراً لمعهد الدراسات النقابية بالقلوعة، وساد الانسجام في الوسط القيادي للاتحاد العام للنقابات..

كان عبدان دهيس وحتى وفاته يحمل سلة صغيرة ملؤها الفل وإلى جانبها كرباج، وكان ينثر حبات الفل على الإيجابي من المسؤولين ويضرب بكرباجه كل من يسيء إلى المستضعفين من العباد، وظل على ذلك المنوال حتى وفاته يوم سلم «الأيام» موضوع («الأيام» والحقيقة المرة) الذي نشرته السبت الماضي 13 أكتوبر 2018م.

* كيف حلق الشيخ الصريمة والوزير الميسري في سماء عدن؟
توجه الأخ فتحي العمودي، من العاملين في مؤسسة النور الفريد، إلى أحد مكاتب الصرافة عصر نفس يوم الوفاة لتسلم مكرمة ورثة الشيخ الصريمة لمواجهة نفقات مراسم الموت، وهي نفس روح الشيخ أحمد الصريمة الذي كان يخاطب أستاذه عبده حسين على الدوام بأن مقترحاته يعتبرها الشيخ الصريمة أوامر باعتباره أستاذه.

أما ورثة زميلنا العزيز عبدان دهيس، الذي عاش فقيراً ومات فقيرا، فقد تدخل القدر بأن يكون الأخ المهندس أحمد بن أحمد ميسري، نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، المتكفل بتغطية نفقات عليها القيمة في مراسم وفاة زميلنا عبدان دُهيس.
شكراً لشيخنا أحمد فريد الصريمة وشكراً لوزيرنا أحمد بن أحمد ميسري على تحليقهما في سماء عدن، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى