خطوات من القرآن الكريم لإنهاء الأزمة الاقتصادية

> صالح شنظور​

>
كانت مصر على مشارف أزمة اقتصادية خانقة كفيلة بتدمير الإنسان المصري، حينها حسب ما رأى الملك في رؤياه، حينها خرج يوسف عليه السلام من السجن طالبا أن يكون مسؤولا على خزائن الأرض التي تقع تحت سلطة الملك، وبعد أن وافق وبدأ بممارسة مهمته الكبيرة وهي إنقاذ الشعب المصري من أزمة اقتصادية خانقة، فكان من أولوياته جمع الموارد الاقتصادية إلى خزائن خاضعة للدولة الملكية حينها مع وضع رقابة شديدة تضمن عدم تهريب أي موارد لمخازن لا تتبع الدولة، وكان هو بنفسه من يقوم بالإشراف على جمع الموارد لأن الأمر خطير ولا يحتمل أي خطأ، لأن هناك شعب بأكمله قد يتعرض لنكبة كبيرة لن يستطيع أن يتجاوزها، وهذه الخطوة مهمة جدا في تكوين الاقتصاد القوي لأي دولة، وتعتم على أمانة من يقوم على جمع الموارد الاقتصادية للجهة المركزية حتى يتكون رأس المال للدولة.

كان للمعابد سلطتها وتشارك الدولة في تخزين الموارد بأساليب دينية قذرة تجبر الشعب المؤمن على تلبية آلهتهم التي يكنون لها القداسة حينها، فسعى يوسف عليه السلام إلى إغلاق مخازنها الخاصة وكانت خطوة جبارة يتخذها يوسف عليه السلام، حيث واجه الرأي العام في مصر، فقد هدم أمورا كان الشعب المصري يعتبرها من الثوابت التي لا يمكن لأحد أن يمسها، ناهيك عن ما كانت تتمتع به المعابد من مكانة في قلوب المصريين حينها! لكن كما قلت لكم: الأمر خطير وجلل، ولا يحتمل مراعاة رأي عام يصدره شعب جاهل بالخطر القادم إليه، فكان لابد من مواجهة الرأي العام وإزالة هذه الثوابت التي ستهلك الشعب المصري.

وبعد أن حارب المخازن الخاصة والتابعة للمعابد التي هي بمثابة الأحزاب السياسية والقوى العسكرية حاليا في بلدي قام بالعدل في توزيع الثروة الاقتصادية التي جمعها خلال سبع سنوات، وهذا أمر مهم جدا فهناك دول في العالم تتمتع بدخل كبير وموارد اقتصادية عالية، لكن عدم العدل في توزيع الثروات أظهر المجاعة والفقر في الدولة، وكذلك الطبقية والبطالة بجميع أنواعها، فاختيار الشخصيات الأمينة والتي تتمتع بالمسؤولية هي مهمة كبيرة أمام نبي الله يوسف، لكنه لم يكتفِ بذلك بل كان يشرف بنفسه على توزيع الموارد حتى يضمن توزيعها بشكل عادل، وبهذا يكون قد أخرج مصر وشعبها من أزمة كبيرة كانت ستهلكهم.

إذا فيوسف عليه السلام اعتمد ثلاث خطوات مهمة جدا لتجنب الأزمات الاقتصادية وتقوية الاقتصاد والمحافظة على قوته، وهي: (تخزين الموارد وجمعها في مخازن الدولة - محاربة المخازن الخاصة والتابعة للمعابد - التوزيع العادل للموارد).
ثلاث خطوات يجب على الشرعية أن تتبعها للخروج من هذه الضائقة الاقتصادية التي أهلكت الشعب اليمني.
في القرآن الكريم نجد الدروس والعبر والحلول لجميع مشاكلنا، فأين هم أولو الألباب؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى