الله يعين يا حكومة معين

> سعد ناجي أحمد

>
تمر الأيام والشهور والسنين والساحة اليمنية تعيش حالة أزمات الحكومة والحقائب الوزارية، ومنذ حكومة رجل الدولة المخضرم المهندس حيدر العطاس الغني عن التعريف الذي لم يحالفه الحظ آنذاك لأسباب منها نظام صنعاء المتخلف الذي يعمل على تفصيل الحكومات كما يشاء وليس كما يريد الشعب،ذلك النظام الذي كان ولايزال في حكومة بن دغر.. حكومات تلو الحكومات، وحدث ولا حرج من هذا القبيل. حكومات تدار بالريموت، حكومة طغى عليها الطابع الحزبي والمحاصصة، وليست للشعب ومن أجله، بدليل ما وصلت إليه الساحة اليمنية إلى هذا الواقع البائس والمستقبل المجهول، فهي حكومات نداولها بين الشعب.

حكومة المهندس معين التي تأتي في ظل ظروف ومنعطفات صعبة وخطيرة، هناك انهيار للعملة المحلية وانتشار للفقر والمرض وتردٍ للخدمات في كل الجوانب، ووضع سياسي معقد وحرب مستمرة، وتلك تحديات أمام مفترق طرق، فإما القادم يكون إصلاح جزء من تلك الصعوبات ليصلح معها حال البلاد والعباد أو كلها، أو استمرار النهج ومزيد من التعقيدات كما كان في عهد حكومة بن دغر.. وحقيقة هذه تحديات صعبة أمام حكومة معين الذي نسأل الله أن يعينه على تلك التحديات والتغلب عليها، ونتمنى أن تكون العواقب سليمة.

وانطلاقا مما أشرت إليه سلفا خطر ببالي سؤال يتطلب الإجابة: هل الخلل بالحكومات نفسها أو بالقيادات التي تحمل الثقة في إدارة الحكومة أم أن المسألة تتعلق بالنظام القائم بالبلد أو بالشرعية نفسها؟
بالنسبة لي ووفق رأيي ومتابعتي لمجريات الأحداث أستطيع أن أجزم أن الخلل ليس في الحكومات، ولكن في طبيعة النظام القائم بالبلد، وضعف المنظومة وغياب القانون، وبسبب الهيمنة الحزبية الفاشلة على مفاصل الدولة، وهذه مشكلة بحد ذاتها.. ولو أردنا الخروج من هذا المربع السيئ، فإن الأمر يتطلب في الوقت الحالي إيجاد حكومات مستقلة تعمل لصالح الشعب وإدارة شؤونه ومصالحه بإتقان.. والحكمة تقول ليس هناك حكومة تستطيع أن تحتفظ باستقامتها إلا إذا كانت تحت سيطرة الشعب وليس بالمحاصصة الحزبية التي أثبتت فشلها وصارت تجربة فاشلة يشمت فيها الصغير والكبير، كوننا في ظروف صعبة وحساسة ونحتاج إلى حكومة مستقلة بشكل كامل، كما يتطلب ترجيح مصلحة الشعب والوطن على كل المصالح الشخصية والحزبية، والعبر كثيرة لمن أراد أن يتعظ..

فاتقوا الله يا من بأيديكم صناعة القرار ومفاتيح الحل، فما وصل إليه حال البلاد والعباد أمر لا يستحق الجدال، فالأمور بلغت ذروتها والصبر له حدود.

 ويحدونا أمل كبير في رئيس الحكومة المهندس معين، بأن يفعل شيئا، ولا يسلك الطريق الذي سلكته الحكومات السابقة التي أنتجت تجارب فاشلة على أرض الواقع، ونأمل من الحكومة بقيادة «معين» أن تقف وبكل مصداقية ومسؤولية مع الشعب، بالتقييم الصحيح للواقع الذي يحدث في الساحة اليمنية، ومنه الواقع الذي نعيشه على الساحة الجنوبية المحررة، وأن يضعوا الشعب الجنوبي وقضيته العادلة ضمن أولوياتهم، وكذا الشعب في الشمال المغلوب على أمره، والعمل الجاد انطلاقا من هذا الواقع المؤلم، بتحقيق عمل إيجابي ملموس بروح المسؤولية، والبحث عن معالجات صائبة وحكيمة، وهنا بكل تأكيد ستجد الحكومة مفاتيح الحلول للخروج من هذه الأزمة والحرب الدائرة التي طال أمدها، بأن يكون أول مفتاح الحلول بدولة مؤسسات في الجنوب.. والله يعين يا حكومة معين..!      ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى