الانهيار يعد من الإنجازات

> أحمد عمر حسين

> الحياة إنجازات وتراكم خبرات، فيها المسرات والكثير من المبكيات، ولكن المسرات والمضحكات لدينا هي الأخرى من المبكيات.
(وكم أتحفتنا بمستسخفات
من الفعل والقول والمحزنات!
حوادث تترى ونكبات تجرى
على الشعب تنقض كالمرسلات!
ريال تهاوى وبطن تعاوى
 وأنات تكتمها السيدات!
وشرعية أشرعت وأقلعت
وفرت بما خف والمثقلات!
تحالف ولكن كثيرالسوالف
رعوده بلا مزن أو معصرات!
تعبنا هرمنا مرضنا ومتنا
ولم نرَ منهم سوى الموبقات!
كفاكم هدرا بشعر ونثر
فإن البطون غدت خاويات!)
الريال اليمني كآخر تذكار لدولة أسميت «الجمهورية اليمنية» قبل ثماني وعشرين عاما، يتهاوى بخطوات مستعجلة ولا أمل في أن تكون لدينا فرامل شرعية وتحالفية توقف الهرولة بعد أن فرغت الخزينة من الوقود اللازم لتدوير عجلة الحياة، كما أنهم لم يكن لديهم تعشيقة للعودة إلى الخلف (الريوس) ليعيدوا لنا الدولار كما كان قبل المسرحية التي كتبت على عجل وبدون إستراتيجية مفهمومة ومضمونة!

وكأنهم يعيشون حالتي، ذات صباح جميل رأيت فيه فاتنة جميلة القوام وصبيحة الوجه، فانطلق شيطان الشعر من عقاله لدي وقلت لها:
على عجل كأن الريح مهري ** ولا سرج لدي ولا لجام!

وهكذا مضت العاصفة لا تلوي على شيء مخلفة الضحايا الكثر وأولهم الريال اليمني وحكومة انغمست في الفساد الكبير منتشية وكأنها كانت تنتظر مثل هذه الفرصة السانحة.
فقامت تغرف بالـ(الشيولات )غرفا لما تطاله يداها.

ولهذا، فقد انهار الريال وتهاوى صريعا وخذله التحالف قبل الحكومة التي ليس في فمها سوى كلمة واحدة (نحن الشرعية).
وطار الراتب وأصبح الإنسان اليمني الموظف والعاطل عن العمل خالي الوفاض، وينتظر تدخل القدرة الإلهية، وها قد بدأت تباشيرها، وسيعلم الذين ظلموا بوعي أو بدونه بتعمد أو بحسن غباء، سيعلمون أي المآل سيؤولون إليه!

فسبكي يا حكومة فسبكي! وعن الشعب لا تسألي، اهتمي بحالك فأنتِ في غربة والغربة كربة، ويا الله تدبري حالك، فالمعيشة في الغربة صعبة وتعتبر نضالا وطنيا يستحق درجات الأوسمة والنياشين!! كلي وأشربي واستقري بمقامك ما طاب ولذ لك المقام. ونحن بدورنا سنطلب من التحالف أن يحسن ويكرم وفادتك وضيافتك، فأنتِ في جهاد مكدس تكديسا منقطع النظير يقوم به الخفير قبل الوزير.

سامحونا إن كنا قصرنا عليكم بالدعاء وبالمساعدة لكي تعيشوا في تلك الغربة الجهادية أو التي تسهرون فيها ليل نهار لكي تستعيدون لنا مجدنا الذي ضاع وما كان لكم يد في إضاعته، وإنما أنتم نويتم أن ترقونا من الرقم واحد إلى الرقم ستة، ولكن يظل لكم أجر الاجتهاد حتى وإن جر اجتهادكم الويل والثبور علينا، ولكن لا تهمتوا للأمر، استمروا في جهادكم الجمهوري السداسي، فالستة بركة والخير في أذيال الشر (كما يقول المثل البدوي).

عليكم أنفسكم، فلن يضركم من جاع أو مرض، أهم شيء أن لا تهان الحكومة وما تلقى ما تستر به عورتها.. كل شيء يهون إلا عورة حكومتنا.. الله المستعان! كيف تهانون وتعرون وتجوعون ونحن أحياء ونتنفس هواء مخلوطا برائحة المجاري!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى