نفسي.. نفسي

> جلال عبده

>
غريبة أصبحت أحوالنا، نرضى بما يُرضي شخصنا، نقبل بما يناسب انفسنا، أصبح كل همنا اشباع رغباتنا، دون النظر لحال الآخرين، دون أدنى مراعاة لحقوق الناس.

كم رأينا من أناس وأبطال وقيادات حاربوا وجاهدوا في جبهة ومترس وخندق واحد، وعندما يستولي احدهم ويمسك احد المناصب او يحصل على دعم من جهة ما، تراه ينسى أو يتناسى أصحابه، لا يفكر بهم ولا يذكرهم بشي، المهم أنه أشبع نفسه،   فتراه يقاتل صاحبه الذي كان معه في مترسه فداء لمنصبه ومكانته، وكل هذا بسبب المال والرتبة أو المنصب، وليس القيادات فقط، بل حتى عامة الناس وبعضهم وللأسف من الجامعيين.. أو إذا جاءت أحد المنظمات تطلب أناس للعمل معها، تراهم يتسابقون للفوز بهذا الفرصة، كله رغبة في الدولارات والاموال التي سيجنونها بدون أن يسألوا من هذه المنظمة، ولماذا جاءت وما أهدافها، همهم الفلوس، وإشباع رغباتهم ومبتغاهم.

كل ما نحن فيه هو بسبب أن المال أصبح أسمى امانياتنا، وهدفنا هو كيفية الحصول عليه، بغض النظر عن الكيفية والطريقة والسبيل اليه، فشعارنا «نفسي نفسي»، واذا ما فكرنا ملياً لوجدنا أن السبب الرئيسي هو الجهل الذي يتمتع به معظم الناس في مجتمعنا، فلو امتلكنا مجتمعا متسلحا بالعلم وكوادر ونخبة من الدكاترة وذوي الشهادات العليا لتحسن حالنا كثيرا، وبالنسبة للمال  لماذا نقلق، فالذي فتح فاك لن ينساك. 

متى سنصحو من غفلتنا، متى سيكون قاداتنا هم من الكوادر والمثقفين لدينا، والذين همهم خدمة الناس ومراعاة مصالحهم،  فإذا جاء هذا العهد فاسبشروا بخير وعهد جديد وغد مشرق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى