رجــــال في ذاكــــرة التـاريـــخ.. 1- المخرج المسرحي الفنان فيصل علي عبدالله 2- التربوي والباحث اللامع جبران صالح شمسان

> نجيب محمد يابلي

> 1 - فيصل علي عبدالله
عدن المدينة الحاضنة لكل ألوان الثقافة والأعلام والتجارة والصناعة ومنشأ المسرح عام 1910م في عدن على المسرح المدرسي، وبرز رموز كبار أمثال محمد عبده دقمي وأحمد عبدالله عبيدو وحسين بن حسين عبدالله والوالد سعيد سالم اليافعي (أبو عصام) وعبدالعزيز عبدالله خان وغيرهم، وبرز بعدهم رموز آخرون أمثال معتوق عبدالباري وعتيق سكاريب والشهيد عمر الرخم وأحمد الريدي وعبدالله المسيبلي وقاسم عمر قاسم وعلي حميد وفيصل بحصو وسعيد عولقي وحامد عصار والمخرج المسرحي الكبير فيصل علي عبدالله.

الميلاد والنشأة:
المخرج الفلتة فيصل علي عبدالله من مواليد عدن يوم الفاتح من أغسطس 1948م، وفي عدن تلقى- رحمه الله- تعليمه الأساسي والثانوي، وساهم خلال فترة دراسته بتقديم عدد من الأعمال المسرحية أبرزها مسرحيتا (اليتيمان) و (أين أبي؟) وهما من تأليفه وإخراجه.

فيصل علي عبدالله في قاهرة المعز
في أواخر ستينات القرن الماضي غادر فيصل علي عبدالله أرض الوطن إلى قاهرة المعز حاضرة جمهورية مصر العربية لدراسة الإخراج المسرحي وكانت الفترة خصبة بالنسبة له حيث اكتسب المعرفة والخبرة في الإخراج المسرحي على أيدي أساطين المسرح.
تجلت قدراته الإبداعية في المسرح أثناء دراسته في القاهرة، حيث ساهم في إخراج مسرحيتين: مسرحية (ثورة بلدنا) التي عرضت على مسرح جامعة القاهرة بمناسبة عيد الاستقلال الوطني المجيد في أرض الوطن، ومسرحية (الكنز) التي عرضت على خشبة مسرح «العرائس» - آنذاك- تحت رعاية سفارتنا والاتحاد الطلابي في القاهرة.

الدكتور عبدالرحمن عبدالله وفيصل علي عبدالله
بعد عودة فيصل علي عبدالله من القاهرة في بداية السبعينات إلى أرض الوطن ومسقط رأسه عدن كلفه الدكتور عبدالرحمن عبدالله، وكيل وزارة الثقافة، بتأسيس أول إدارة للمسرح بالإضافة لتأسيس «فرقة المسرح اليمني» من عناصر مجربة في المسرح والتي سبق وأن عملت في «الفرقة القومية» بإضافة عناصر شابة لم يسبق لها العمل المسرحي، وقدم فيصل أولى أعماله المسرحية «الكنز» من تأليف جمال الشيخ وعرضت يوم 22 يونيو 1971م، وبرز فيصل من خلال ذلك العمل.

معتوق عبدالباري وفيصل علي عبدالله
كان معتوق عبدالباري من الكوادر المعروفة والأقلام المجربة في المسرح والقصة القصيرة وأخرج له فيصل علي عبدالله مسرحية «الصياد» واستخدم في عرضها تكنيك «الفلاش باك».
 
فيصل علي عبدالله وكوكبة أخرى
قدم المبدع فيصل علي عبدالله أعمالاً مسرحية لكوكبة أخرى من المؤلفين منها مسرحية «القرار» لمؤلفها عتيق سكاريب واستخدم الفقيد فيصل في عرضها تكنيك (المسرح المكشوف) كما قدم «المزهر الحزين» وهو عمل استعراضي معروف استخدم فيه فيصل تكنيك أو أسلوب أو تكنيك (العرض التسجيلي الوثائقي)، كما قدم مسرحية (أول مايو) لحسين السيد واستخدم فيها أسلوب أو تكنيك «المزهر الحزين»، كما قدم مسرحية (الأم)، من الأدب العالمي، ومسرحية (الجبل) وهي من المسرحيات الشعبية التي كتبت بالعامية وعرضت للمرة الأولى في 14 مايو 1972م ومسرحية (الزحف الأحمر) التي عرضت عام 1975م.
برزت الأعمال المسرحية للراحل الكبير فيصل علي عبدالله على المسرح الوطني بالتواهي وعلى مسرح «أول مايو للنقابات» في المعلا بمحافظة عدن.
 
كتبوا في وداع الراحل الكبير فيصل علي عبدالله
كرست الزميلة «14 أكتوبر» صفحتها الثقافية التي أشرفت عليها الزميلة نادرة عبدالقدوس في العدد الصادر يوم الثلاثاء 25 أبريل 2006م عن الراحل الكبير فيصل علي عبدالله الذي رحل في مارس 2006م، وممن كتبوا فيه:
- أديب الجيلاني الذي طاف بنا في مراحل معينة من تاريخ الرجل الكبير فيصل علي عبدالله.
- الدكتور علي عبدالكريم الذي أطرى كثيراً على صديقه المبدع في موضوع موسوم (الكنز في رثاء المسرحي الكبير فيصل علي عبدالله)، وارتكز الموضوع على أشعار الراحل المصري الكبير فؤاد قاعود.
- عبدالعزيز عباس الذي كتب موضوعاً موسوماً (أيام في كييف مع الحبيب فيصل علي عبدالله)، وسلط الضوء على أيام دراسته في كييف وكيف أحبت عميدة كلية الفنون المسرحية الطالب فيصل بل وأحبه الطلاب العرب والأجانب.
- محمد صداعي علي كتب موضوعاً موسوماً (فيصل علي عبدالله واللقاء الأخير)، الذي تحدث عن عطاءات وإبداعات حبيبه فيصل الذي شكل - بحسب صداعي - مثلثا إبداعيا مع المبدع الكبير عتيق علي سكاريب وصالح أحمد النينو، نائب وزير الزراعة، وحظي هذا المثلث برعاية ودعم الرئيس القائد الشهيد سالم ربيع علي.
- أحمد عبدالله سعد كتب موضوعاً موسووماً (فيصل عبدالله والتجريب المسرحي)، واستهل موضوعه بأن الأستاذ فيصل علي عبدالله يعتبر واحداً ممن تركوا بصماتهم على مسيرة المرسرح اليمني.
تزوج راحلنا الكبير فيصل علي عبدالله من فنانة المسرح ماجدة نبيه وأنجبت منه: 1- ياسر، مذيع في قناة الإمارات، 2- يسرى.
 
2 - جبران صالح شمسان
الفيحاء الشيخ عثمان وأسرة صالح شمسان
الخبير بجغرافية عدن عامة والشيخ عثمان خاصة ولو سبر أغوار مضامير الثقافة والإعلام والتربية والرياضة والترجمة لوجد أن أسرة صالح شمسان وصهورهم أصحاب باع وذراع في ذلك..
هناك أولاد صالح شمسان: رياض، التربوي والإعلامي والسياسي، ومروان، الخبير في الديكور، ونجلاء التي عرفت بـ «ماما نجلاء» في مسرح الطفل في الإذاعة والتلفزيون وسيدة الأعمال المعروفة، وجبران التربوي والوطني والمترجم والباحث.
خالة أولاد صالح شمسان الأستاذة خولة معتوق تربوية من الرعيل الأول من التربويات: صفية حميدان، نجيبة حاتم، عزيزة عطية، فطوم يابلي، لولة باحميش، نجيبة ملبي وأخريات.
لا ننسى الشخصية الوطنية والرياضية المعروفة الأستاذ عبدالرزاق معتوق، خال أولاد صالح شمسان، وكان- رحمه الله- من أرباب إدارة الأندية الرياضية وصاحب مؤلف مرجعي عن تاريخ الرياضة في عدن والجنوب.
ولا ننسى أيضا الأستاذ عبدالله فاضل فارع، زوج خالتهم خولة معتوق التربوي والباحث والمترجم والنقابي التربوي، وإذا فخرت القاهرة بأن أحمد رامي قد ترجم رباعيات الخيام عن الفارسية فإن عبدالله فاضل فارع، ابن عدن، قد ترجمها أيضا ونشرتها صحيفة «المستقبل» العدنية عام 1950م (أي قبل 68 عاماً).

الميلاد والنشأة
جبران صالح شمسان من مواليد الفيحاء الشيخ عثمان يوم 16 يوليو 1949م، واشتهرت حافة الهاشمي بأسرة صالح شمسان والعكس صحيح.. تلقى جبران دروسه القرآنية في أحد كتاتيب قسم (B) قريب من بيته والأرجح أن يكون الفقي جازم، ثم التحق بابتدائية الشيخ عثمان (عرفت فيما بعد بالمدرسة الشرقية) ثم انتقل إلى المدرسة الحكومية المتوسطة في الشيخ عثمان أيضا ثم أكمل دراسته الثانوية أيضا في عدن.
حصل جبران صالح شمسان على بكالوريوس آداب وتربية - قسم لغة إنجليزية من جامعة عدن عام 1983م وحصل بعد ذلك على دبلوم عال تمهيدي لرسالة الماجستير في التاريخ من كلية الآداب، جامعة عدن عام 2000م.
لا غرابة في ذلك التحصيل المتقدم عند الأستاذ جبران شمسان لأنه قام على خلفية الدراسة الأساسية والثانوية (نظام انجليزي) عام 1967م.

جبران شمسان في القاعدة الطلابية للتنظيم الشعبي
التحق الشاب جبران شمسان بالقاعدة الطلابية للتنظيم الشعبي للقوى الثورية (حزب التحرير الشعبي الوحدوي - حالياً) أثناء الكفاح المسلح ضد الوجود البريطاني في الجنوب.

جبران شمسان ورسالة إلى «أبو الأحرار»
في سياق اهتمام الباحث جبران شمسان بالقضية الوطنية ومنها كتابه القيم (دور عدن في الثورتين - فبراير 1948م - سبتمبر 1962م) فقد عنى بموضوع الأحرار، حيث نشر دفاعا عنهم في الفاتح من أبريل 1973م في صحيفة «14 أكتوبر» مقالته بعنوان (رسالة إلى أبي الأحرار في ذكرى استشهاده) والمقصود هنا محمد محمود الزبيري.

جبران شمسان وتجربة التدريس الثانوي والجامعي
عمل جبران شمسان في سلك التدريس في المرحلة النهائية للثانوية العامة في المواد الأدبية (اللغتين العربية والإنجليزية والتاريخ)، ثم انتدب للتدريس في جامعة عدن، كلية التربية، قسم إنجليزي، وحصل على شهادة تميز تقديرية من عمادة الكلية، ثم في كلية الآداب، قسم الصحافة والإعلام في 2006 - 2007م.

 جبران في الحكمة واتحاد الأدباء
انتدب جبران شمسان للمشاركة في إصدار مجلة «الحكمة» لسان حال اتحاد الآدباء والكتاب اليمنيين في العام 1986م، ونشرت له مقالات وقصائد في مختلف الصحف اليمنية وفي صحيفة «صدى الوطن» الصادرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وشارك في الولايات المتحدة الأمريكية في تحرير صحيفة «صدى الوطن» لسان حال العرب في أمريكا والصادرة باللغتين وذلك خلال استضافة الجامعة له في ولاية متيشيجين لحضور دورة في مجال الصحافة والنشر وحصل على شهادة تقديرية من الصحيفة في نوفمبر 2007م.

من مؤلفات جبران شمسان
1 - ديوان «اشهد يا وطن» صهيل وهديل، طبعته مطبعة الإبداع في عدن.
2 - (دور عدن في الثورتين - فبراير 1948، سبتمبر 1962م)، مركز عبادي للدراسات والنشر).
3 - (لقمان رمز الوطن الحي) 2009، مركز عبادي للدراسات والنشر.
4 - (الوطن فوق القبيلة) 2013م، مطبعة الإبداع.
 الأستاذ جبران صالح شمسان صاحب بصمات واضحة في مجال الكتابة والترجمة والشعر وناشط سياسي واجتماعي معروف.
جدير بالذكر أن الأستاذ جيران شمسان متزوج وله أولاد (5) الذكور (1) أوسان، والإناث (4): ميسون، تسنيم، سينين وأصيلة، وحاصل على درع الدولة في نوفمبر 2017م لما قدمه في سبيل الوطن والثورة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى