ستتوقف الحرب لو صدقت النوايا

>
 
رائد الغزالي
رائد الغزالي
إن الواقع الذي نعيشه اليوم يوصف بالوضع المرير الذي لا يحبذه معظمنا في اليمن بشكل خاص وفي العديد من بلدان الوطن العربي بشكل عام، منذ ثمانية أعوام وكثير من شعوب البلدان العربية تعيش في قلق وخوف تأثرا مما حدث من تآمر على بعض الدول العربية التي شهدت حروبا وقتلا ونزوحا ودمارا، وذلك الذي حدث كان من نتاج أزمات ما سمي بـ«الربيع العربي» الذي أطلق عليه فيما بعد بـ«الربيع العبري» كونه استغل لإقامة مشاريع تخريبية برعاية أمريكية وإسرائيلية.

خلف ذلك الربيع فتن بين المسلمين ليتقاتلون فيما بينهم، وعملت تلك القوى التي وقفت لدعم هذا المشروع التآمري على إذكاء المذهبية، صحيح هناك هبات شعبية حدثت احتجاجاً على وضع سيئ، لكن الأمور والسيطرة على الأوضاع لم تكن في قبضة تلك الفئات الشعبية..  

واقعنا الحالي في اليمن جنوباً وشمالاً واقع غير محسود، وإن كان الشمال يشهد استقرارا في الجانب الأمني، مقارنة عما نحن عليه في الجنوب، حيث أصبح استقرار الحال في كل جوانبه وأهمها الجوانب الاقتصادية والأمنية خصوصا عندنا في الجنوب، طموح وحلم يتمنى الكثير له أن يتحقق، وأصبح واقعا يراه البعض صعب المنال.. فالأوضاع ليست على مايرام، لأن العشوائية هي السائدة، ونتائجها مجهولة، وحده الله هو الذي يدرك مصير تلك الأوضاع.

 تلك المشاكل التي نعانيها اليوم نحن منخرطون فيها، وكنا مساهمون في السبب الذي أوصلنا إلى هذا الحال الذي يزعجنا كثيراً، دون أن نكون على دراية بذلك أو بقناعتنا، لكننا اشتركنا وانتهى الأمر، ودفعنا الثمن بتكبد المعاناة، مع أنني خشيت ذلك وكنت أشعر بأن هذا الحال سيحدث نتيجة عدم تكاتفنا وأيضاً بسبب التباعد والتفكك، وتركت الأمور على الأرض مفتوحة بلا سيطرة منظمة بعد المواجهات مع قوات قوى صنعاء، وكانت نقاط الضعف الكبيرة تتمثل بغياب القيادة ولم تكن هناك قيادة تغرس الحب في نفوس الشعب لتجعل منه طاعة وقت الحرب والسلم والبناء، تلك مشكلة لازلنا نعاني منها، ومع كل مرحلة تأتي تفرز فيها قيادة ولكنها تتواجد بشكل مؤقت، لغياب القرار الذي يعد أحد أبرز الأسباب.. وسرعان ما تفقد ثقة الكثيرين من هذا الشعب..

بشكل عام، الحرب في اليمن هي من نتائج المشروع الأمريكي التخريبي وبتعاون بعض الدول ومنها بريطانيا.. والتحالف العربي الذي يقود الحرب في اليمن ضد قوى الشمال الذي تسيطر عليه الحركة الحوثية قراره مرهون بأمريكا وبريطانيا، وتستطيع أمريكا لو أرادت فعلاً ولو كانت هناك نوايا جدية إيقاف حرب اليمن، وكما يزعمون حرصاً على عدم تفشي الأوبئة والأمراض، والمجاعة، وحرصاً على السلام الذي ينشده العالم، وحرصا على حياة الأطفال والبنى التحتية، من قصف الطائرات والمواجهات على الأرض، وإيجاد حل سياسي يخدم الشمال والجنوب، لفعلت ذلك بخمس دقائق، لكنهم يزعمون في إشارتي هنا للمسؤولين الأمريكيين والبريطانيين إلى أنهم يشعرون بقلق بالغ ولا ينامون بسبب ما نعانيه في اليمن، بينما هم ليسوا صادقين من كونهم قلقون كثيرا علينا، لأنه من الصعب جدا أن أصدق أن رئيس أمريكا أو رئيسة وزراء بريطانيا يشعران بقلق علينا، من الصعب جداً جداً لي أن أصدق أن رئيسة وزراء بريطانيا لا تنام من أجلي، إن هذا مثير جدا للضحك، لأن تلك الدول تبيع السلاح الذي تصنعه، وهي من تخلق الحروب، وكما يحدث في حرب اليمن التي هي واحدة من الدول العربية التي شملها المشروع الدولي التآمري الذي تقوده أمريكا، ومن ثم يرسلون المنظمات التابعة لهم، بينما هم من يخططون للفوضى والمشاكل لإحداث النزاع في وطننا العربي.

ما الفائدة أن تأتي إلينا منظمات لتوزع المساعدات، أو لتصنع السلام، بينما المشكلة الحقيقية سببها الدول التي تمول تلك المنظمات..يكفوا الأذى عنا بإيقاف مشاريعهم التمزيقية، وهذا هو السلام الحقيقي الذي حملته الأديان السماوية. في الأخير، لو كان العالم فعلاً ينشد السلام ويريد إنهاء الحرب في اليمن، فإن هذا طموح الكثيرين، لأننا لو قيمنا نتائج الحرب لوجدنا آثارها سلبية تماماً في كل الجوانب، لا تنحصر في مقالي هذا.



> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى