هزيمة السلاح الأمريكي في اليمن

> أحمد عبدالتواب

> هل لم يعد الأمريكيون يهتمون بسمعة سلاحهم في العالم في مواجهة السلاح المنافس؟ أم أن هناك مدرسة جديدة لا تأخذ بحجة وزير خارجيتهم الأشهر هنري كيسنجر، عندما أعلنها صراحة للسادات في عز حرب 1973، وزعم بأن مساندة أمريكا إلى آخر مدى لإسرائيل قائمة على حرص أمريكا على سمعة سلاحها، وحتى لا يقال إنه خسر أمام السلاح السوفيتي، وقال إن هذه مسألة على أقصى درجة من الأهمية لأمريكا في موقفها في الصراع العربي الإسرائيلي بغض النظر عن طبيعة الصراع! وكما ترى، فإن هذا الكلام يتناقض تماماً مع التصريحات الصادرة هذه الأيام من أعلى السلطات في أمريكا، من الرئيس ووزيري الدفاع والخارجية وغيرهم، وكذلك من حلفاء أمريكا التاريخيين الذين يهمهم تحقيق مستهدفاتها، عن وجوب أن توقف السعودية حربها في اليمن، في حين أن السعودية تحارب بسلاح أمريكي سوف يتعرض في حال الانسحاب إلى أن تسوء سمعته في مواجهة السلاح الإيراني في يد خصوم السعودية!! وهذا يؤكد إما أن أمريكا غيرت موقفها فيما يخصّ أن سمعة سلاحها أمام الخصوم تحتل الأولوية الأولى، وإما أن «كيسنجر» كان يكذب ويناور لإخفاء الأسباب الحقيقية!
لقد صدّق كثير من السياسيين والمثقفين المصريين والعرب كلام كيسنجر، وتورطت أجيال منهم في تحليلات قائمة على التسليم بصحته، بل صدرت قرارات مصيرية كان هذا الافتراض مرجعيتها، ثم إذا بالموقف الجديد يأتي ليغير الرؤية، بما يلقي الضوء على الآثار المتعددة لمناورة كيسنجر في التمويه على الأسباب الحقيقية للمساندة الأمريكية المطلقة لإسرائيل، وكذلك فيما ترتب على تصديق العرب لكلامه، بما لا يُستبعد أن يكون، ضمن أسباب كثيرة، محرضاً جعل العرب يتخلصون من السلاح السوفيتي ويلجأون إلى اعتماد السلاح الأمريكي، طوال أكثر من أربعة عقود، بوهم أن هذا يمكن أن يجعلهم أقرب إلى أمريكا فى حساباتها!
ربما يكون من الحكمة عدم التركيز على التصريحات الأمريكية بأكثر مما تستحق، مع التمعن، فى كل وقت، فيما يمكن أن يكون أسباباً حقيقية لما يجري فى مطبخهم السياسي.
 عن (اليوم السابع) المصرية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى