أكذوبة صعود الريال!

> أحمد عمر حسين

>
إلى متى ستظل لعبة المضاربة بالعملة؟ ومتى ستفيق الحكومة من حالة إدمان الفساد والإفساد، وكذلك الكذب وتصريحات كحقن مخدرة حول مسألة تعافي الريال أمام العملات الأجنبية وخاصة الدولار والريال السعودي. فالمشكلة هذه لن تحل بهكذا خفة وفهلوة بعد أن تخلت الدولة عن مسؤوليتها وخاصة تعويم العملة، وفي حالة حرب داخلية وعدم سيطرة تامة على المؤسسات الإيرادية، وتوقف تصدير البترول والغاز المسال.

أي أن الحكومة هي شبه مهاجرة في الخارج، وعلى الأرض واقع آخر، وهذه الجريمة (تعويم الريال) في ظل حرب داخلية وعدم التحكم بالأرض والموارد. ورغم أنني لست رجل مال أو اقتصاد، إلا أنني كمثقف لم أعلم بأن هناك سابقة لمثل هذه الحالة في أي زمان أو مكان على وجه الأرض.

نحن الآن نعيش فترة الوقت الإضافي بعد أن نفد الوقت الأصلي والضائع للحرب، ولذلك فإن أي تحسن ممكن التعويل عليه في تعافي الريال سيكون مرتبطا بعوامل هامة وهي:
1 - توقف الحرب وبدء التسوية السياسية الدائمة.

2 - تشكيل حكومة طوارئ وقليلة العدد وتمثل الجميع ولا تحمل أية أجندة سياسية خاصة بطرف سياسي بعينه، بل مهمتها انتشال الاقتصاد وتحسين الخدمات.
3 - التخلص من الفساد بشكل نهائي.

4 - عودة التصدير للنفط والغاز المسال وتصحيح كل العقود المشبوهة.
5 - إلغاء الرواتب والمكافآت للحكومة والتي تدفع بالعملة الصعبة.

6 - إلغاء كل القرارات التي تمت خلال هذه الفترة وخاصة الوظائف والمناصب من المدير العام والوكلاء والمستشارين...إلخ.
خلاصة القول، إذا لم يكن هذا الصعود والتعافي غير مرتبط بالتسوية وإنهاء الحرب، فإن المسألة لا تعدو عن كونها مهزلة جديدة الغرض منها نهب الناس مرتين ولمدة قد لا تتعدى شهر عسل يعقبه شهر علقم فظيع، أجارنا الله وإياكم من مساوئه.

إن المضاربة بالعملة منذ ما بعد انطلاق العاصفة هي عملية سياسية واقتصادية تديرها جهات عديدة ولا يربطها رابط، ولكن جمعتها المصلحة وهي الكسب والإثراء السريع وكذلك فرض نتائج لم تستطع الحرب الساخنة تحقيقها. ربما حققت الأطراف ذات الهدف المادي هدفها بالإثراء غير النظيف، لكن الجهات ذات الأهداف السياسية لا نظن أنها ستحقق أهدافها الخفية.

صحيح أن الشعب تضرر تضررا لا مثيل له، لكن هناك أيضا من خسر وسيخسر الكثير خاصة في الجانب السياسي.

خاتمة.. يقول قاسم محمد: بعض الصداقة نذالة.. أمذيب عينه بغيره لما خذوا حسن ماله!
والشاعر هو السيد قاسم محمد من قرية سمع/ مكيراس، رحمه الله وغفر له. ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى