قضية اليوم التسول في عدن

>
 
علاء عادل حنش
علاء عادل حنش
تزايدت في الأونة الأخيرة أعداد المتسولين (الشحاتين) في مدينة عدن، وأصبحت مهنة التسول مهنة من لم يستطع توفير لقمة العيش الكريم؛ بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، وما آلت إليه من تدهور في جميع نواحي الحياة جراء الحرب التي بدأت رحاها مطلع عام 2015م.

اليوم، وبعد أن شارفنا على الانتهاء من العام الرابع من الحرب، والوضع الإنساني والخدماتي يزداد سوءا وتعقيدًا، وأصبح اليمنيون على حافة المجاعة ماعدا السياسيين والتجار وأصحاب المناصب، الذين لا أعتقد أن المجاعة ستقترب منهم بسبب تحصيناتهم المنيعة ضدها، فيما باقي الشعب ستطاله المجاعة دون ريب، وربما أن استمر التدهور مثلما هو حاصل اليوم سنجد أغلب المواطنين يلجأون إلى التسول (الشحاتة) للحصول على ما يسدون به رمقهم.

إن الإحصائيات الأخيرة للمنظمات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية تنذر بكارثة مأساوية ستحل باليمن، جنوبًا وشمالًا، إذا ظل الصمت على التدهور المعيشي سيد الموقف.

فالحرب المستعرة في البلاد تسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ تشير الأمم المتحدة في أحد تقاريرها إلى أن أكثر من 22 مليون يمني، أي 75 % من السكان، يحتاجون إلى نوع من المساعدة أو الحماية، فيما تقرير آخر أشار إلى أن 60 % من اليمنيين يعانون من المجاعة.
والمفاجئ للغاية أن الأمم المتحدة ذاتها تؤكد أن اليمن يشهد موت طفل كل عشر دقائق و30 ألف طفل سنويًا، واصفةً يمن اليوم بـ«جحيم حي».

ولكي لا نضيع في لجة المعاناة التي تشهدها البلاد، فمن الملاحظ أن أعداد المتسولين زادت في الآونة الأخيرة في عدن، التي تعتبر ملجأ لكل سكان المحافظات اليمنية، وأصبحت شوارع المدينة تكتظ بالمتسولين، سواءً من الأطفال أو الفتيات أو كبار السن، وما أكثر شريحة الأطفال التي تعتبر الشريحة الوحيدة الأكثر تضررًا من الحرب.. فوفقًا للأمم المتحدة فإن 50 أو 60 % من أطفال اليمن يعيشون في «جحيم حي»، بل زادت بالقول إن كل بنت أو ولد باليمن يعيش في مجاعة.

لقد أصبح الوضع في عدن فضيعًا، وأصبح لزامًا أن يقف الجميع وقفة جادة أمام هذا الأمر، وأن يتحمل الجميع المسؤولية الملقاة على عاتقه بكل صدق وأمانة، وأن لا تجره حُب النفس وشهوة السلطة إلى تناسي هموم الآخرين، ومنهم المتسولون الذين ينتشرون بكثرة في شوارع عدن.
يجب على جميع أطراف النزاع باليمن أن يضعوا اعتبارًا إنسانيًا بسيطًا للمواطنين البسطاء، وأن يكونوا على درجة عالية من المسؤولية الوطنية والإنسانية، وعليهم أن يقرأوا تحذيرات وإنذارات المنظمات الإنسانية بالكارثة الوشيكة التي ستحل بـ 14 مليون يمني خلال 3 أشهر إذا استمرت الحرب.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى