ما دوافع تعيين «المقدشي» بينما «الصبيحي» ما يزال أسيرا؟

> > من حق الناس جميعا، وليس أبناء الصبيحة فقط، أن يتساءلوا عن مقصد إعفاء وزير الدفاع السابق اللواء محمود الصبيحي، خاصة وأنه لايزال بيد الانقلابيين الحوثة، وحتى أن عبرت الناس عن عتبها واستغرابها لمثل هكذا قرار.
أحمد عمر حسين
أحمد عمر حسين

وقد ذهب الناس في تفسيراتهم مذاهب شتى، فمن قائل إن القرار بتعيين المقدشي بديلا عن اللواء محمود الصبيحي هو بمثابة قرار عقوبة متأخرة، وأن قرار إقالة أحمد عبيد بن دغر قد ذيل وختم بالإحالة للتحقيق، فقرار إعفاء محمود الصبيحي وهو لايزال أسيرا هو بمثابة محاكمة وعقوبة متأخرة استهدفت البطل ووزير الدفاع السابق محمود الصبيحي، والعقوبة اعتبرها أولئك الذين ذهبوا هذا المذهب والتفسير حرمانه من صفته الحكومية والتي فرضت على مليشيات الحوثي الانقلابية واجب احترامه ومعاملته معاملة خاصة، كما أنه بمقامه الرفيع الذي ظل معه طوال أكثر من ثلاث سنوات قد حظي بوساطات دولية كانت سلطنة عمان صاحبة السبق فيها، وبعد إسقاط وضعه السابق كوزير قد يدفع بمليشيات الحوثي إلى إساءة معاملته وربما إلغاء الاتفاقية إذا كانت هناك وساطة تهدف لتحريره ورفاقه الآخرين.

وهناك آخرون رأوا أن النافذين في مكتب ومؤسسة الرئاسة أرادوا تسجيل نصر سياسي على الحوثة والسلطنة وإفساد الصفقة وفرحة الحوثة بتلك التفاهمات والحوارات بينهم وبين بعض الدول ومنها سلطنةعمان، وفي هذا يرى هؤلاء الذين فسروا هدف ومقصد القرار بأن اللؤم والمكر قد كان هدف الشرعية وعلى حساب الجانب الإنساني تجاه وزيرالدفاع السابق اللواء محمود الصبيحي.

والذين رأوا أن القرار هو عقاب للوزير البطل (كونه تم أسره وهو وزير)، لكنني ومن وجهة نظري الشخصي أرى أن الوزير السابق محمود الصبيحي لم يذهب إلى العند إلا بأوامر الرئيس هادي ذاته، وكان الرئيس نفسه كاد أن يقع أسيرا لولا المكالمة التي جاءته وهو في طريقه إلى معسكر العند، وكانت تلك المكالمة هي المنقذ له من الوقوع في الأسر.

أصحاب نظرة العقوبة نظروا إلى أن الرئيس هادي لم يرقِّ الوزير محمود إلى رتبة الفريق رغم أنه كفؤ لأكثر منها ومتخرج من أفضل الأكاديميات العسكرية، بعكس المقدشي الذي تم ترقيته لرتبة «فريق» والذي ينظر إليه الكثير من الغاضبين من قرار الرئيس هادي بأنه فاشل وفاسد وغير جدير بالرتبة والمرتبة (وزير).

هناك غضب ولاشك من أبناء الجنوب قاطبة وهناك عتب ربما من أطراف أخرى ولكن طالما والرئاسة مسيطر عليها تيار بعينه ومتحكم فيها فلنتوقع عقوبات أخرى بحق كفاءات ووزراء آخرين من أبناء الجنوب رغم أنهم أثبتوا أنهم هم عنوان البطولة والرجولة.

تظل هناك شروخ كثيرة في النفوس، خاصة أن البطل لايزال أسيرا وفي هذا القرار إجحاف وظلم إنساني يصعب نسيانه ويصعب احتماله، ونتمنى أن لا يذهب الانقلابيون ويجارون الشرعية في التهور، بل نتمنى أن يسجلوا نقطة ضوء في سجلهم على الأقل ويطلقون وزير الدفاع السابق ورفاقه وعلى الأقل يختمون عصيدتهم بخاتمة جميلة وكفاية علينا عصيدة المسيطرين على مؤسسة الرئاسة وقراراتها.

نحن نتألم لمثل هذه القرارات ولكن ألمنا سيظل حبيس صدورنا ومع ذلك فلن نفقد الأمل.
خاتمة:
قاسم محمد قال والهاجس ابيقول * أقوال فيها تعرف الحق من حله!
دلو الخطأ فارغ على الموجه ابيجول * والحق جاب الماء وجاب السمك كله!
عين خراجك كيف طلعك من النزول * دلي مدخل الماء لكن المخرج العله!
وشف غلطة العارف يسووا لها طبول * وشف غلطة أمسارف يغطوا بها جهله!
رحمة الله ومغفرته تغشى فقيد الشعر والحكمة من مكيراس المرحوم السيد قاسم محمد.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى