الاهتمام العالمي بمنطقتنا

>
 
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي
منذ عقود طويلة والاهتمام العالمي يتركز على هذه المنطقة، ويمكن القول إن السنوات الأخيرة شهدت تزايد الاهتمام العالمي بمنطقتنا العربية، وأصبحت قضية بلادنا التي تقع في موقع استراتيجي هام في المنطقة والقضية السورية والقضية العراقية والفلسطينية والليبية أبرز قضايا على الساحة الدولية، وليس غريباً أن تأخذ قضايا المنطقة كل هذا الاهتمام العالمي، وأن تكون الموضوع الرئيسي في كل خطاب للرئيس الأمريكي الحالي ولكل المسئولين، وأن تكون المادة الأكثر أهمية في الإعلام الأمريكي والأوروبي والعالمي، وليس غريباً أن يكون الوطن العربي والعالم الإسلامي عرضه للاحتلال والاستعمار بعد أن انتهى عهد الاستعمار وزالت العنصرية وغيرها من كل بقاع الأرض وأولها جنوب أفريقيا، وإذا كان اهتمام العالم بنا امتيازاً واعترافاً بمكانة هذه المنطقة وشعوبها أن تكون بمستوى هذه الأهمية والتميز، وإذا كانت الشعوب والأمم الأخرى جميعاً تعمل كل ما بوسعها بجد ووعي لتجاوز الأخطار فإنه لابد أن ننتبه إلى أن الأخطار التي تهددنا أخطار خطيرة ماحقة تستوجب إرادة صلبة وقدرات استثنائية، وإلا فإن مصيرنا الوطني والقومي والإسلامي كله مهدد.. لا أريد أن أوضح أكثر عن تلك الجهات، لكن «ما خفي كان أعظم».

 لا يمكن أن يكون طبيعياً أن يبلغ الجهل والظلامية كل هذه المديات الواسعة وأن يتولد في ظلها الإرهاب الأعمى بحيث تطفو على السطح مجموعات عدمية مشبوهة لا همّ لها سوى جر الفتن والويلات على الجميع.. المجموعات الإرهابية وغيرها من الفئات التي لا تحب الخير والسلام والسكنيه للبلاد، ومجموعات إرهابية ليست الظاهرة السلبية الوحيدة لأنها لا تمثل إلا نسبة ضئيلة، لكن المشكلة تكمن في حالة الجمود والعجز في الحد من استشراء الفساد وفي حالة الارتباك والتفكك في السلطة في الوطن العربي المضطهد المرعبل، (انتفاضات الربيع العربي) في كل مكان والذي يتجلى بحالات من الضعف والوهن والبيروقراطية وهدر المال العام وكل أشكال الاستغلال والانحراف بالسلطة وكل المظاهر المأساوية التي لا تعد ولا تحصى التي ندعو إلى أن نتأملها ونفكر بها لعل في الفكرة تكون عبرة. لا يخفى على أحد أن بلادنا تمر الآن بمنعطف خطير في إطار كل ما يحاك للمنطقة من مؤامرات تستدعي التعامل معها بطريقة ديناميكية.

أتمنى أن يعود زمن المفاجآت، مفاجآت تحقق مصالح بلادنا وتؤكد قدرة رجالها على التعامل مع أحلك الظروف الراهنة (وأنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب)، ونثق مقدماً في أن أي لقاء بين قيادة بلادنا وقيادة دولة الإمارات الشقيقة سوف يغير من جديد في كل قواعد اللعبة، لعبة المصالح التي ستحكمها أخلاق أصبحت سمة وطبيعة جنوبية خالصة.. علينا الآن جميعاً أن نمد أيدينا لبلادنا وننقذها من السلوكيات العشوائية والعدوانية التي طمع أصحابها في سماحة بلادنا ونبذوا سلوك الانتماء والولاء. بلادنا لن تحتمل طويلاً مما هي فيه وما تعانيه لأنها أعطت الكثير ولا يجوز أن تستحق هذه المعاملة والمعاناة القاسية والظروف الصعبة المؤلمة المجحفة ونكران الجميل.. كان الله في عون بلادنا وأهلها من بعض أبنائها الذين يمارسون العمل العام سواء السياسي أو الحزبي أو الديني أو العسكري، ورغم ظروف الحروب المتتالية الصعبة التي تعرضت لها عدن وبعض المدن الأخرى في المحافظات الجنوبية لعدة سنوات والتي مازالت آثارها تخيم على الحياة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية هناك، إلا أنه يمكن القول إنها مدينة (أي عدن) تقاوم ولا تزال تقاوم كل الصعاب.. يسكنها شعب يتحدى قاهر الصعاب ولديه قدرة عجيبة على إعادة الوقوف على قدميه مرة أخرى بالرغم من المؤامرات التي تحاك ضدها من قبل المتلونين الانتهازيين أبو (شريحتين) ممن (يتغدون مع الراعي ويتعشون مع الذئب).

وشيء جيد عندما تسير في شوارع عدن التي تتلألأ أضواؤها ليلاً (في حالة وأن الكهرباء والعة وليست طافئة) تجدها مزدحمة مطاعمها ومقاهيها بكل فئات الشعب الجنوبي الذي يعشق التعامل مع مبدأ (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب).
الشعب يعشق الاستمتاع بالحياة يهجر مشاكله وهموم النهار كلما جاء الليل (ليل الزمان الجميل الماضي) وليس هذا الزمان، زمان القوارح والخطف والبلطجة والفوضى، يركضون يتابعون بعضهم ببعضا في الشوارع ليلاً وخاصة في مناطق الممدارة والمنصورة ودار سعد، وكاننا في شوارع «شيكاجو» بأمريكا.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى